‫الرئيسية‬ لقاءات لقاء الأخ القائد بأساتذة وطلبة كلية لندن للعلوم السياسية و الاقتصادية 
لقاءات - 8 فبراير، 2024

لقاء الأخ القائد بأساتذة وطلبة كلية لندن للعلوم السياسية و الاقتصادية 

كلمة التقديم:

مساء الخير، أهلا بكم جميعا، ويسعدني أن أرحب بضيفنا العقيد “معمر القذافي”.

أنا الدكتورة “عليا إبراهيم”، من كلية “L.S.E”، سوف أدير هذه المقابلة.

السلام عليكم.

القذافي هو قائد الثورة، وهو يعمل بطريقة مختلفة عن الرأسمالية والشيوعية، وقد أصدر عدة كتب من بينها الكتاب الأخضر.

والعقيد “القذافي” يؤيد الوحدة العربية والوحدة الإفريقية، وقد وضع لبلاده  مكانة جيدة في الاقتصاد العالمي وفي اقتصاد المنطقة.

ونحن سنعطيكم الفرصة لعرض الأسئلة عليه ولتلقي الإجابات.

الآن المنصة لكم ياحضرة السيد القائد.

شكراً.

مساء الخير أيها الأبناء الطلبة؛ والأساتذة الأعزاء المحترمون.

وأحييكم، وأحيي هذه الجامعة العريقة، وتستحق هذه الجامعة التقدير والثناء ؛ لأنها تحتضن طلبة من مائة وأربعين دولة في العالم يتحدثون بمائة لغة داخل هذه الجامعة، ويدرسون العلوم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتحليلاتها.

أحيي هذه المؤسسة العالمية العلمية، وأنا مستعد لأن أستمع إلى أسئلتكم؛ إذا كانت لديكم أي أسئلة أو استفسارات، وأنا مستعد للإجابة على الأسئلة التي تُوجه إليّ.

– سؤال: أهلاً بك حضرة القذافي، أنا طالب، وسؤالي “ما هو وضع ليبيا ومكانتها في العالم؟.

أهلا وسهلا، مساء الخير، شكراً.

ليبيا من الناحية الجغرافية، تتوسط العالم، وهي مطلة على البحر المتوسط بساحل طوله ألفا كيلو متر، وهي تمتد إلى أعماق القارة الإفريقية.

فهي حلقة وصل وبوابة رئيسية بين البحر المتوسط وإفريقيا؛ وبين أوروبا وإفريقيا. وتعتبر بلدا منتجا للبترول والغاز، وتوجد بها شركات من جميع الجنسيات للعمل في صناعة النفط والبترول.

ومن الناحية التاريخية فإنها نظرا لهذا الموقع الاستراتيجي لليبيا_تعرضت لأكثر من ثلاث عشرة عملية غزو من وراء البحر المتوسط، وكلهم حاولوا احتلالها.

وأخيراً تعرضت في عام 1986 لهجوم وحشي قام به الرئيس الأمريكي “ريغان” ورئيسة الوزراء البريطانية المدعوة ” تاتشر”.

تعرضت لهجوم بحملة جوية، وكان هجوما جويا متكونا من مائة وسبعين طائرة قاذفة،وكذلك من أربعين طائرة بوينج محملة بالوقود لتزود هذه الطائرات بالوقود، وقطعت أربعة آلاف ميل لكي تقتلني أنا وأسرتي ونحن نيام في يوم 14 من أبريل عام 1986.

ونحن نيام والأطفال نيام، بدأ القصف الوحشي الأمريكي والبريطاني بمساندة الأسطول السادس الأمريكي في البحر المتوسط، وقتلوا ابنتي؛ وقتلوا عشرات الأطفال. وكان الضرب عشوائيا على المدينة بقصد إرهاب الشعب الليبي، وبقصد إسقاط الثورة، وبقصد قتل “القذافي”.

وليتأكدوا أن “القذافي ” قد قُتل ضربوا كل الأماكن التي اعتقدوا أني موجود بها، ولكن إرادة الله ليست هي إرادة “ريغان” أو “تاتشر”، ففشلت هذه المحاولة.

يعني هذه آخر عملية غزو، تعرضت لها ليبيا من بداية التاريخ الميلادي، من أيام الإمبراطورية الرومانية إلى غاية الإمبراطورية الأمريكية عام 1986.

ليبيا لعبت دورا كبيرا في تحرير إفريقيا، وأيدت حركات التحرر، وانتصرت هذه الحركات، والآن قادة الحركات الذين كانوا يعتبرونهم إرهابيين بسببهم، هم قادة دول مثل “مانديلا ” و”امبيكي” و”زوما”.

قادة جنوب إفريقيا، وقادة ناميبيا، وقادة زيمبابوي، وموزمبيق، وغينيا بيساو، والرأس الأخضر، وانغولا، هؤلاء كلهم الذين هم الآن قادة لهذه الدول، كانوا في ليبيا فعلا. يعني ليبيا تتحمل هذه المسؤولية، مسؤولية تدريب قوات حركات التحرير، وقد تحررت إفريقيا.

طبعا المستعمرون، يعتبرون هذا عملا إرهابيا، ومن ثمّ سجلوا ليبيا دولة إرهابية؛ ووضعوها في القائمة السوداء، وحاصروها وقاطعوها.

التحرر الذي هو كفاح مقدس وشرعي من أجل الحرية ومن أجل طرد الأجنبي الغازي من بلادك، في نظر المستعمرين يعتبرونه إرهابا.

وأنتم تسمعون أن “القذافي” إرهابي،وأن ليبيا دولة الإرهاب، والسبب هو تأييدنا لحركات التحرر. الآن ليبيا بعد أن تمت معركة التحرير والكفاح المسلح، نحن نعمل من أجل السلام، وليبيا الآن تقود عملية السلام على مستوى القارة الإفريقية وعلى مستوى العالم.

وأنا عندي موقع في الإنترنت اسمه “القذافي يتحدث”، حاولوا أن تسجلوه عندكم وتبحثوا عنه في الإنترنت، تجدون الآراء الفلسفية والأيديولوجية وآرائي في القضايا الدولية، في هذا الموقع، وحتى هذه المحاضرة أو هذا اللقاء بيني وبينكم، سيوضع في هذا الموقع “القذافي يتحدث”.

شكرا يا بْني.

– سؤال: ( أنا من البرازيل، أريد أن أعرف عن انتخاب رئيسنا، والعلاقات بين ليبيا والبرازيل كيف هي الآن ؟.

* القائد:

العلاقات جيدة جداً أصلاً، ليس الآن فقط، من بعد ما وصل صديقنا “لولا” إلى السلطة كانت العلاقات جيدة ومتينة.

والآن التي خلفت صديقنا “لولا”، هي أيضاً على خط “لولا” وعلى علاقات متينة وجيدة.

وعلاقة ليبيا بأمريكا اللاتينية عموماً، علاقة ممتازة جداً.

الآن أمريكا اللاتينية، بدأت تتخلص من الدكتاتوريات، وتتخلص من الهيمنة الإمبريالية، بدأت تتوحد وتبني نفسها وتتحرر.

هذا الذي نقوله عن العلاقات بيننا وبين البرازيل، علاقة ممتازة جداً.

شكراً.

– سؤال: الأخ القائد ، أنا من نيجيريا.

بعد أن انتخبوك رئيسا للاتحاد الإفريقي، طلبت أن يعلنوا الولايات المتحدة الإفريقية.

لماذا أيد بعض الرؤساء ذلك، بينما بعض الرؤساء باتوا صامتين ؟ كيف تخططون للعمل على تحقيق هذا الاتحاد ؟

* القائد:

على أي حال، العالم كله الآن يتحول إلى فضاءات، مثلما ترون في هذه الخريطة التي تمثل خريطة مستقبل العالم، يعني العالم سيتحول إلى فضاءات، وليس إلى وطنية قومية مثلما هو الآن.

سيكون العالم عبارة عن سبع أو عشر مجموعات أو فضاءات أو حتى دول أو اتحادات، ستكون الـ “نافتا” أو أمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، والاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الروسي، والآسيان، والصين، والسارك التي هي الهند والبنغلاديش وباكستان وبوتان- هاهي المنطقة – والسيرلانكا والمالديف. هذا العالم ،هذه خريطة العالم، يعني الدولة الوطنية لاتعيش.

من الآن فصاعداً، ليس أمام الدول الإفريقية إذن، إلا أن تتحد مثل الولايات المتحدة الأمريكية، مثل الدول الأوروبية، مثل الاتحاد الروسي، مثل الصين. وأي واحد لا يؤمن بهذا هو جاهل ومتخلف. وأي دولة إفريقية تتخلف عن وحدة إفريقيا واندماج إفريقيا في دولة واحدة وفي اتحاد واحد وفي ولايات متحدة واحدة إفريقية، يعني دولته ستموت وسيضطر إلى أن يلحق.

للأسف هناك عدد من زعماء إفريقيا، نظرهم قصير جداً، ولا يفكرون إلا في أنفسهم، ولا يفكرون إلا في الانتخابات وفي مدة اانتخابات ومتى ينجحون مرة أخرى، وبعد ذلك لا يهتمون بشعوبهم، ولا بالقارة الإفريقية ولا مستقبلها.

هذا وضع العالم الآن. أنا أعمل مع الشعوب الإفريقية طبعاً لتوحيد إفريقيا.

الشعوب كلها في إفريقيا تُريد الوحدة ، وتريد الاندماج وتريد وحدة فورية وحكومة اتحادية إفريقية ، وولايات متحدة إفريقية مثل الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن تواجهنا طبعا مجموعة قصيرة النظر وأنانية وغير مؤهلة للزعامة، هذه هي التي تضر بمصالح شعوبها، وضيعت الوقت على الأفارقة.

يعني ضيعوا أربعين عاما في منظمة الوحدة الإفريقية بدون فائدة، والآن أكثر من عشر سنوات بعد قيام الاتحاد الإفريقي، وربما نراوح في مكاننا.

وأنا طبعا أتوجه إلى الشباب الإفريقي، وأتوجه إلى النساء الإفريقيات، وأتوجه إلى الجماهير الإفريقية، بأن تدفع هؤلاء الحكام في طريق الوحدة، أو تزيحهم عن الطريق، وتحل محلهم الشعوب.

فالشباب الإفريقي خاصة قوى الشباب وقوى المرأة، مدعوة للقيام بالضغط الشعبي الجماهيري على الحكام والمترددين : إما أن يمشوا في طريق الوحدة فورا، وإما أن يتنحوا عن السلطة،هذا الذي أوجهه.

أنت يا بني من إفريقيا، هناك شباب معك من إفريقيا، وجه إليهم هذا النداء، وإلا فإن إفريقيا ستبقى دائما حديقة خلفية للآخرين ومنجما لمصانع الآخرين.

شكراً.

– سؤال: أهلاً بك أخي القائد.

أنا من أذريبجان، أرى أن خريطة بلادي في خريطتكم؛ تتبع روسيا.

هل تتوقعون أن روسيا سوف تغزو بلادي، أم أنه سيكون هناك اتحاد للجمهوريات السوفيتية السابقة ؟ أم أن روسيا سوف تسيطر على هذه البلدان من جديد ؟

أنا لم أفهم ذلك.

وأذريبجان هي جمهورية، كانت في الاتحاد السوفيتي السابق، وأعتقد أنكم تعلمون ذلك.

* القائد:

شكراً.

طبعا الاتحاد السوفيتي قام بعد الثورة البلشيفية بشكل تطوعي الحقيقة وليس بالقوة، وقد اندمجت “15” دولة تقريباً أو “15” قومية كلها فيما كان يُسمى بـ “الاتحاد السوفييتي” “اتحاد السوفيتات”.

وكان الاتحاد السوفيتي قوة جبارة طبعا، وكان رادعا لأمريكا ولحلف الأطلسي، وقد استمر السلام بعد الحرب العالمية الثانية حتى بداية التسعينيات يعني نهاية الاتحاد السوفيتي.

السلام العالمي استقر بوجود الاتحاد السوفييتي، وجود حلف وارسو مقابل حلف الأطلسي، كان فيه رادع نووي سوفيتي ضد القطب الآخر الذي هو أمريكا ، الولايات المتحدة الأمريكية.

وللأسف بعد انتهاء الإتحاد السوفيتي وتفكك المنظومة الاشتراكية وحلف وارسو، لم يكن هناك رادع ضد الإمبريالية.

ومن ثمّ تحولت أمريكا إلى قوة استعمارية، فغزت العراق بدون وجه حق،وقامت بقتل رئيسه شنقا،وقتلت مليون مواطن عراقي، وشردت الملايين.. 5 ملايين عراقي يتم تشريدهم، وتم تدمير حقول النفط وتدمير الآثار.. آثار بابل وأشور، هذه الآثار العالمية تم تدميرها، قُصفت بالطائرات وبالمدفعية.

أعيث في هذا البلد فسادا بالقوات الأمريكية، وهذا ما كان ليحصل لو كان الاتحاد السوفيتي موجودا، فلما كان الاتحاد السوفيتي موجودا، لم تكن أمريكا تخرج من حدودها وتغزو دولة أخرى.

ثم إن أمريكا الآن تتوغل في أفغانستان، والقصف في باكستان، وكأن الهدف هو تدمير الخط الأخضر في العالم الذي هو الإسلام أو الحضارة الإسلامية أو الدين الإسلامي. الآن القصف كله متركز على الخط الأخضر، يعني: الصومال، أفغانستان، باكستان، إيران، العراق، اليمن.

يعني  ،واضح جدا أن الخط الأخضر في العالم الذي يمثله الإسلام، الآن يجري حرقه وقصفه، ومحاولة محوه من خريطة العالم، وهذه استراتيجية إمبريالية خطرة جداً تشبه انطلاقة إمبريالية مثل انطلاقة هتلر ونابليون، وجنكيز خان وهولاكو من الشرق في العصور السابقة. ويبدو أن الاتحاد السوفييتي لن يعود مثلما كان، لكن الحاجة تدعو الآن إلى علاقة جديدة بين دول الاتحاد السوفييتي السابق، لكي تحافظ على وجودها وأمنها، ويكون عندها اقتصاد قوي وسوق كبير، ولا تكون تبّعا للقوى الكبيرة الأخرى.

الدويلات التي وُجدت بعد انتهاء الاتحاد السوفيتي، أصبحت محل طمع للدول الأخرى، أمريكا الآن عندها مطامع في أذربيجان وفي أوكرانيا، وربما حتى جيرانهم الآخرون يكون عندهم طمع في هذه الدويلات عندما تكون دويلات صغيرة.

أنا أتكلم عن أمريكا قبل “أوباما”، ” أوباما “شخصية أخرى، “أوباما” رجل غير إمبريالي وغير يانكي، ولا يريد أن يورط بلاده في حروب خاسرة وغير مبررة، ولا يريد أن يبقى الاستعمار الأمريكي في العراق وأفغانستان؛ لأن أمريكا تُستنزف الآن في هذه الحروب البعيدة عن ديارها، وغير المنطقية ، وهي مغامرة مجازفة مثل مغامرات “هتلر”، ومغامرات “جنكيز خان” و”اسكندر المقدوني” و”قمبيز”، هؤلاء المغامرين في العالم الذين يذكرهم التاريخ.

أمريكا الآن أعتقد أنها أمريكا أخرى ، يعني سياسة أخرى رشيدة وعاقلة، وأنا أؤيد “أوباما” تماما،ولكن مهما كان فإن “أوباما” بالكثير ثماني سنوات، وبعد ذلك فإن أمريكا هي أمريكا، يعني ستبقى قوة إمبريالية إذا بقيت بدون رادع، ستدمر العالم، ولهذا فإن الاتحاد السوفيتي كان رادعا. أما أن روسيا تحتل أذربيجان، فهذا غير وارد.

لكن روسيا تريد أن تحافظ على أمنها، فإذا وصلت أمريكا والحلف الأطلسي إلى أذربيجان وإلى أوكرانيا ، وبدأ يُدَق على باب روسيا، فإن هذا شيء خطر بالنسبة لروسيا، وكل ما تعمله روسيا الآن هو لحماية أمنها وللدفاع عن أمنها.

ومن ثم لا تسمح للدويلات التي كانت في الإتحاد السوفيتي والآن هي على حدود روسيا، أن تأتي بعدو روسيا إلى الباب. فهذا موقف روسيا وهذا هو الوضع الموجود الآن.

يعني من المستحسن أن دويلة مثل الأذريبيجان ودولة أوكرانيا وغيرها وروسيا البيضاء وما إليه أن يعيدوا علاقاتهم مع روسيا الاتحادية، ويعملوا أي تعاقدية أو كونفدرالية أو سوق مشتركة ويبتعدوا عن الجري وراء الاحتماء بأمريكا و الاحتماء بالحلف الأطلسي؛ لأن هذا لعب بالنار ومغامرة خطرة، وروسيا لا تسمح باللعب بأمنها على بابها.

وشكرا.

– سؤال: حضرة العقيد “القذافي”، أود أن أسأل : كيف هي علاقات ليبيا مع باكستان منذ سنة 1970 بعد إعدام رئيس الوزراء السابق ؟

* القائد :

شكراً.

والله أنا طبعا في الحقيقة أشعر بالألم وبالأسى حيال هذا الحادث المؤلم، وهو إعدام أخي العزيز “ذوالفقار علي بوتو”، هذا الرجل الذي قاد باكستان في ظرف حرج، عندما حصلت الحرب بين الهند وباكستان، وترتب على هذه الحرب ظهور دولة بنغلاديش، ولعب دورا كبيرا في حماية باكستان، وعقد اتفاقية مع ” انديرا غاندي “، وجّنب بلاده ظرفا كان صعبا جداً وخطيرا، ثم هو الذي جعل باكستان دولة ذرية. وإعدامه كان شيئا همجيا، وكان مقصودا، بقصد أن يحل قائد الجيش محل “ذو الفقار”.

إذن مسألة إزاحة “بوتو”، هي من أجل أن يحل محله هذا الجنرال الذي كان يقود الجيش، ويبدو أن التهمة ملفقة، والإعدام في حد ذاته على “بوتو” أو على أي شخص عادي، عقوبة وحشية أتمنى أن تختفي من العالم.

وأنا دائماً أدعو الشعب الليبي، إلى إصدار قانون بإلغاء عقوبة الإعدام، ولكن الشعب الليبي لم يوافقني بعد على إلغاء هذه العقوبة.

وأنا علاقتي مع الشعب الباكستاني أنهم إخوتي وأحبهم كثيرا، وأبناء الشعب الباكستاني يحبونني، لكن أنا من ذلك الوقت لم أزر باكستان.

وليس لدي نية لزيارة باكستان التي أعدمت ” ذو الفقار علي بوتو “، وضميري لا يسمح لي، رغم أنني أتمنى أن أزور باكستان، ويمكن أن تكون الزيارة لباكستان مفيدة، مع أن العلاقات الأخوية قائمة بيننا تماما، ولكن أنا شخصياً.. نفسياً.. أخلاقياً، ليس لدي نية أن أزور باكستان بعد هذا الحادث المؤلم.

شكراً.

– سؤال : السلام عليكم سيدي القائد.

أنا طالبة ليبية أحضّر الدكتوراه هنا في الـ “LSE”، وأنا أحضّر دراسة عن تاريخ الثورة.

عندما أتيتم إلى السلطة كان هناك تركيز على إدماج ليبيا في وحدة مع العالم العربي، هل هذا مازال شيئاً هاماً ومن الممكن القيام به ؟

وثانياً، تكلمت مع الدكتور “محمود المغربي”، هل يمكن أن أتكلم مع السيد “الترهوني” لمناقشة تاريخ الثورة في الصيف القادم، وإجراء مقابلة معه ؟

* القائد :

مع من ؟

-المترجم: كان سؤالها يتعلق بما إذا كان بالإمكان في المستقبل أن تجري مقابلة مع الأخ القائد لكي تنجز بحثها للدكتوراه، والسؤال الأول كان عن الوحدة العربية.

* القائد :

نعم؛ ئكرا. واضح.

بالنسبة للمقابلة ما دمت أنت قائمة بإعداد رسالة الدكتوراه، وإذا كان هذا مفيدا أو ضروريا لحصولك على هذه الشهادة، فأنا من باب تشجيعي لك ومساعدتي لك، مستعد- إن شاء الله – لأن أقابلك في الوقت الذي سيتحدد فيما بعد.

أعدك أنني سأساعدك في أن أقابلك من أجل مهمتك هذه، هذه واحدة.

وبالنسبة للوحدة العربية، طبعاً أنتِ واعية تماماً، وتعرفين فعلاً أن الثورة الليبية قامت على أحد أهدافها تحقيق الوحدة العربية، والعرب أرى أنهم لابد أن يتوحدوا، يعني أن الأمة الوحيدة التي بدون وحدة هي الأمة العربية.

يعني الفرس جيران العرب، عندهم دولة وهي إيران، الأتراك جيران العرب، عندهم دولة التي هي تركيا. العرب فقط هم الذين بدون دولة ومتوزعون على عشرين دولة. كل القوميات متجسدة في دولة إلا القومية العربية ليست متجسدة في دولة، متوزعة على عشرين دولة.

وهذه الدويلات العربية التي تُسمى “دول عربية”، دويلات قزمية ورقية كرتونية لا تساوي شيئا. هي عبارة عن إقطاعيات عائلية، فالاستعمار استعمر هذه المنطقة، ثم وزعها إقطاعيات على عدد من العائلات المالكة، وكل دولة عربية الآن هي دولة ضعيفة جداً، فالعرب كلهم بالكاد يكونون دولة.

وحتى بعد أن يكونوا دولة، هم محتاجون إلى أن ينتموا إلى فضاء، إما الفضاء الإفريقي أو الفضاء الآسيوي. يعني مثلاً تركيا والدولة العربية الواحدة وإيران، يجوز هذا الوسط أن يكّون اتحادا مثل الاتحاد الأوروبي، لأن الاتحاد الأوروبي متكون من دول ذات قوميات ولغات كوّنت اتحادا واحدا.

فحتى هنا : القومية الطورانية، والقومية العربية، والقومية الفارسية، واللغات.. لغة تركية، ولغة عربية، ولغة فارسية، يجوز في المستقبل، والأفضل – والعالم سيفرض عليهم هذا – أن يكّونوا كونفدرالية واحدة أو تعاهدية واحدة أو سوقا واحد، العرب في ذاتهم لا يكّونون أي كيان مهم حتى لو اتحدوا، فما بالك بهذه الدويلات العربية القزمية، هذه دويلات ورقية يعني بيادق شطرنج يلعب بها اللاعبون الآخرون. أنا طبعاً مازلت عند قناعتي هذه، وأعمل على توحيد العرب في دولة واحدة إذا استطعت.

ولكن مثلما أقول يعني، العرب تسيطر عليهم قوة فاشلة ورجعية وعميلة من زمان، يعني ليست الآن فقط، وإنما من زمان هكذا.. يعني القوة الرجعية والقوة العميلة، خلقت دويلات فاشلة، والآن مصيرهم عليه علامة استفهام في الحقيقة.

شكرا.

– سؤال: يسعدني أن أكون هنا في هذه المحاضرة معكم، وأنا أتكلم باسم الجميع هنا لأقول إنه يشرفنا أن أتكلم مع أطول الحكام فترة في العالم.

بالنسبة للمؤتمر الذي عقد  بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي الأسبوع الماضي، هل تعتقد أن السياسيين الأوروبيين فهموا قضية اللاجئين التي حاولتم أن تثيروها، هل فهم القادة الأوروبيون ذلك؟

* القائد:

أوروبا طبعاً تعاني من الهجرة غير المطلوبة من الشرق ومن الجنوب، وهذه الهجرة الحقيقة تشكل تحديا خطرا على الاتحاد الأوروبي.

ومعروف أن منبع الهجرة هو الدول الإفريقية الفقيرة، وبوابتها والممر هما شمال إفريقيا، خاصةً ليبيا، والوجهة والقصد النهائي هما أوروبا.

يريدون إقفال هذا التيار وإلا فإن أوروبا ستصبح دولة سوداء في المستقبل ، ولن تكون لا دولة مسيحية ولا أوروبية ولا بيضاء، ستكون دولة سوداء وديانتها مختلطة، وقد تكون إسلامية، هذا من جهة.

من جهة أخرى الدول الأوروبية ليس لديها العزيمة وليس لديها الإرادة والشجاعة لأن تواجه الهجرة بجدية وتّبذل شيئا من التضحية، تضحي إلى حد ما الآن مقابل إيقاف هذا الذي سيشكل تضحية كبيرة في المستقبل إذا لم يتوقف. فأنا عرضت عليهم أنه يجب أولا، مد ليبيا بـ(5) مليارات سنويا لكي توقف الهجرة عبرها، لأن أكبر بوابة تعبر منها الهجرة هي البوابة الليبية فمثلما قلت لكم في البداية ،إ ليبيا تمتد ألفي كيلومتر على شاطئ البحر المتوسط ، وتطل على عدد كبير من الدول الإفريقية مباشرة، يعني مصر والسودان وتشاد والنيجر والجزائر، هذه كلها دول تأتي منها الهجرة إلى ليبيا، ثم تخرج عبر ليبيا عبر البحر ويغرقون حتى في البحر، ثم يصلون إلى إيطاليا ويصلون إلى أوروبا.

إيطاليا هي الدولة الوحيدة بقيادة ” برلسكوني ” بالذات هي التي أخذت هذه العملية بجد، وساهمت مع ليبيا بشكل ثنائي في إيقاف، ليس إيقاف الهجرة بالكامل ولكن تعطيلها أو الحد منها، لكن أوروبا الأخرى متقاعسة تشكو من هذا التحدي ولا تريد أن تعمل شيئا لمواجهته.

أنا في المؤتمر الذي انتهى أول أمس في طرابلس.. القمة الإفريقية الأوروبية، تحدثت في هذا الخصوص، وقلت لهم يجب أن تسمعوا ما تقوله ليبيا البوابة الرئيسية للهجرة واسمعوا كلامها، وتقول لكم ما هي المتطلبات من أوروبا، ما هو المطلوب منها لمساعدة ليبيا لإيقاف الهجرة، هم أخذوا هذا بعين الاعتبار وسجلوه من ضمن وثائق القمة، وسأتابعها أنا شخصيا إن شاء الله مع قيادة الاتحاد الأوروبي ومفوضية الاتحاد الأوروبي؛ لأن الهجرة ظاهرة خطرة جداً، تشبه ظاهرة المناخ التي هي أيضا مزعجة.

شكرا .

– سؤال: نظرا للآثار الدبلوماسية التي نجمت عن تسريبات موقع “ويكيليكس”، ماهي آراؤك الشخصية، وهل أثرت هذه التسريبات فى ليبيا بأي شكل من الأشكال؟ .

* القائد :

على أي حال أنا مع الحرية وضد إلجام الأفواه والأفكار وتكميمها، وهذا الموقع مفيد جداً في كشف المؤامرات وما يجري في الكواليس من مؤامرات ضد الأفراد وضد الشعوب، وفضح النفاق العالمي بأن هناك ابتسامات فوق الطاولة وأيادي تمتد تحت الطاولة لكي تتآمر ولكي تلدغ ولكي تلسع وتقتل.

فهذا مفيد جداً بشرط أن يكون الكلام الذي ينشر فيه كلاما حقيقيا، أما إذا كان سيسمع أي كلام مُغرض وكلام من أي مجانين أو موتورين.. أناس تلفق أشياء وهو ينشرها، فإنه يفقد قيمته ، وهذا الموقع يصبح موقع منبر للكذب والتزوير، وقد يستغله طبعا كل الأفاقين والذين يتاجرون والذين يبيعون الوثائق المزورة، يقولون له: لدينا وثائق مهمة ووثائق خطيرة ويأخذون مقابلها ويعطونه كلاما غير حقيقي وينشره، وفي النهاية يفقد مصداقيته ويتعرض طبعا لأن تُرفع ضده دعاوى.

هو كشف كل ما تكتبه السفارات الأمريكية سرا لواشنطن من دول العالم، وما هي وجهة نظر السفارات الأمريكية في حكام هذه الدول وفي سياساتها.

وهذا كشف النفاق الذي كان يجري بين أمريكا…وأن علاقة أمريكا حتى مع حلفائها كانت علاقة نفاق، وكشفها هذا الموقع وبيّن أن أمريكا ليست مثلما تقول لحلفائها أو لأصدقائها إنها معهم وإنهم أصدقاء وحلفاء لها، اتضح أن هذا كلام يخالف السياسة الأمريكية؛ وأن السياسة الأمريكية الحقيقية هي التي كشفتها الوثائق السرية.

وأتمنى أن يستمر هذا الموقع في نشر الحقائق وفي كشف كل هذه المراسلات السرية التي تكشف النفاق الدولي وهذه العلاقات، لكن إذا بدأ الموقع يصطاد في الماء العكر ويشوه الناس فسيفقد مصداقيته … هذا هو الشيء المهم.

ليس لدي علم بأنه تكلم بشأن ليبيا ، لا أعرف إذا أنتم عندكم أي حاجة سمعتموها عن ليبيا من هذا الموقع فقولوا لي عنها، ومستعد لأن أتحدث معكم فيها نحن ، واثقون بأنفسنا.

شكراً .

– السؤال: الأخ القائد ، لقد وضعت ليبيا تحت الضوء المسلط حول حادثة لوكربي، هل يمكن أن تقول لنا عن صحة  المقرحي أفهم أنه يكتب مذكراته ليثبت براءته … فما هو رأيك؟ وأنا أعلم أن توني بلير لعب دورا هاما في مساعدة تكوين أو إنشاء موقع ليبيا في العالم.

هل مازال توني بلير يمدكم بالإرشاد، وما هو هذا الإرشاد الذي يمدكم به ؟

* القائد :

عموماً السؤال لم يكن واضحاً كثيراً.

لكن على أي حال، أجيب بقدر ما فهمت من هذا السؤال.

“توني بلير” ليس له علاقة بقضية لوكربي؛ يعني قضية لوكربي خلقت خلقا وتلفيقاً وتزويراً من قبل إدارة المدعو “ريغان” والمدعوة “مارغريت تاتشر”؛ هما اللذان صاغا هذه المؤامرة.

ومثلما ظهر الكتاب الذي أظن أن اسمه ” أسرار الرؤساء ” أو شيء من هذا القبيل، كتاب جديد ألفه فرنسي، يكشف عن أن كل ما كان يقال ضد القذافي، وضد ليبيا كان تزويرا وكذبا، وكشف المحادثات التي بين رؤساء فرنسا ورؤساء أمريكا وبريطانيا بخصوص ليبيا وبخصوص القذافي، وبيّن أن لوكربي كانت مزيفة ومقصودة، وبيّن أن التهم التي وجهت إلى ليبيا ووجهت إلى القذافي شخصياً تهم باطلة ، وأنهم اتفقوا على تلفيقها بقصد إسقاط الثورة لأن الثورة ناقوس جعل الشعوب تصحو لكي تتحرر، تُحرر ثرواتها وتُحرر قدراتها من مستغليها ومستعبديها.

وفعلاً الثورة الليبية أيقظت إفريقيا وأيقظت شعوب أمريكا اللاتينية وشعوباً كثيرة، وجعلتها تقوم بالثورة أيضا، ووقفت الثورة الليبية مع هذه الشعوب، وأنا شخصياً وقفت مع حركات التحرر بكل الوسائل حتى تحررت هذه الشعوب.

طبعاً المستعمرون والإمبرياليون ومصاصو دماء الشعوب، لا يريدون أن تتحرر الشعوب وتستيقظ بالثورة، وعليه أرادوا أن يسكتوا صوت الثورة في ليبيا، ويقضوا على هذا السند لحركات التحرر في العالم الذي هو الثورة الليبية، فلفقوا لوكربي ولفقوا غيرها من التهم. وهذا الكتاب فضحهم، فضح كل شيء، واتضح أن كل الذي قيل عن ليبيا وقيل عن لوكربي هو افتراء، مثلما افتروا على العراق، بأن عنده أسلحة الدمار الشامل وقاموا بغزوه، وبعد أن غزوه ودمروه وفتشوه لم يجدوا أي شيء، أي أثر لأسلحة الدمار الشامل.

بلير.. على أي حال هو صديقي، بعد أن ترك السلطة بالذات ليس له علاقة بهذه القضية ، وهو صديقي، وألتقي به من فترة إلى أخرى، هو يعمل الآن بقدر جهده في النصح من تجربته، ويعمل أعمالاً إنسانية ويعمل لمصلحة الشعب الفلسطيني، ويحاول أن يخفف الحصار الخانق الهمجي على غزة، والمشكل بيني وبينه كان هو دخوله العراق؛ أنه هو جامل بوش ودخل العراق، وما كان يجب على بريطانيا أنها تجاري أمريكا في عمل ظالم وبربري وهمجي وغير مبرر الذي هو العراق، حتى لو أن العراق عنده أسلحة دمار شامل، ليس هو الوحيد الذي عنده أسلحة دمار شامل، أليس لدى الإسرائيليين أسلحة دمار شامل، لماذا لا يتم غزوهم وتدميرهم والتفتيش عليهم!

يعني ، واحد مسموح له بأن يملك أسلحة دمار شامل، وواحد غير مسموح له، المقاييس المزدوجة هذه لا تبني العالم، ولا تخلق سياسة نزيهة في العالم ولا تحقق السلام.

شكراً .

* القائد:

اتركها تكمل سؤالها لا بأس .

– السؤال : ( لقد سألت عن صحة عبدالباسط المقرحي ؟ ).

*القائد:

أنا من مدة لم أره.. أول ما جاء رأيته، لكن بعدها لم أره، وصحته طبعا تعبة جداً، هو مصاب بالسرطان وفي مراحل متقدمة، ومن أجل هذا هم أطلقوا سراحه لأنهما اعتبروه في عداد الموتى، هو لا زال على قيد الحياة ولكن يعاني وصحته متدهورة جداً للأسف.

ونأسف لأنهم لم يهتموا بصحته في السجن، ولم يعرضوه على الفحص الدوري وتركوه كم سنة بدون فحص طبي حتى تمكن منه السرطان .

أتمنى له العمر الطويل، ولكن هو بريء، حتى لو يموت عائلته ستطالب بمحاكمة الذين كان بين أيديهم ، ولم يهتموا بصحته ولم يعرضوه على الطبيب بشكل دوري ، وتركوه عمداً حتى أصيب بالسرطان، وحتى تمكن منه السرطان. بالنسبة للعالم كله يعتبر “عبد الباسط” بريئا وكان رهينة سياسية، واتضح من الموقع هذا الذي تكلم عنه لا أعرف ما اسمه، ومن كتاب أسرار الرؤساء، كيف كانت لوكربي ملفقة ، وكان المقصود منها هو إسكات الثورة وإسقاط الثورة في ليبيا.

شكرا .

– متحدثة أخيرة ، نشكرك أخي القائد على وقتك، وعلى مشاركتك في هذه المحاضرة، ونقدم إليك هدية رمزية من الجامعة، وهذه تعتبر رمزاً لكل من يزور هذه الجامعة، وقد أهديناها إلى “كوفي عنان”، وإلى قادة روسيا عندما زارونا.

وشكراً جزيلاً لك سيدي القائد.

* القائد :

أنا أشكرك على إدارتك الجيدة لهذه المناقشة ، وأشكر الحضور ، وأشكر أبنائي الطلبة والطالبات  ، وأشكركم على توجيه هذه الأسئلة التي سيستفيد منها الكثير وتستفيدوآ منها انتم، وأنا يشرفني ويسرني أن أكون على اتصال بجامعتكم ومن وقت إلى آخر، مستعد لأن ألقي محاضرة في هذه الجامعة، وأن أُوضح أفكاري لهذه الجامعة، هناك قضايا خطيرة تحتاج إلى أن نناقشها ونساهم في السلم العالمي بها بجهودنا.

وأشكرك على إدارتك الجيدة للجامعة، وأشكركم أبنائي.

والسلام عليكم..

شكرا.

‫شاهد أيضًا‬

الرياضة والفروسية والعروض

الرياضة إما خاصة كالصلاة يقوم بها الإنسان بنفسه وبمفرده حتى داخل حجرة مغلقة ، وإما عامة تم…