خطاب الأخ القائد معمر القذافي في الجمعية العامة للأمم المتحدة
باسم الله.
حضرات السادة أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة,
أحييكم باسم الاتحاد الإفريقي، وأدعو أن يكون هذا الانعقاد تاريخيا في حياة العالم.
وباسم الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ترأسها ليبيا، وباسم الاتحاد الإفريقي، وباسم ألف مملكة تقليدية إفريقية، وباسمكم جميعاً.. أتقدم بالتهنئة إلى ابننا الرئيس “أوباما” لأنه لأول مرة يحضر معنا اجتماع الجمعية العامة بوصفه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ونحييه لأنه هو الدولة المضيفة.
يأتي هذا الانعقاد في قمة جملة من التحديات التي تواجهنا جميعا والتي ينبغي للعالم أن يتحد ويتكاتف بجهود جادة لكي يهزم هذه التحديات التي تشكل العدو المشترك:
” تحديات المناخ، والأزمة المالية أوالانهيار الاقتصادي الرأسمالي، وأزمة الغذاء والماء، والتصحّر، والإرهاب، والهجرة، وانتشار الأمراض المخلّقة من الإنسان وغير المخلّقة، لأن بعض الفيروسات صنعتها أجهزة حربية كسلاح، وفقدت السيطرة عليها.
وقد تكون أنفلونزا “أنف العنزة الخنازير”، هي من ضمن الفيروسات التي لم تتم السيطرة عليها، وهي مخلّقة في المعامل كسلاح حربي.
وكذلك الانتشار النووي المرعب، إلى جانب الإرهاب الآخر، وانتشار النفاق والخوف والكفر، وانحطاط الأخلاق وسيادة المادة.
هذا كله يشكل عدوا مشتركا لنا جميعا”
أيها السادة, تعلمون أن الأمم المتحدة تكونت في الأساس من ثلاث دول أو أربع اتحدت ضد ألمانيا, هذه هي الأمم المتحدة، وليست منظمة الأمم المتحدة.
منظمة الأمم المتحدة التي هي نحن الآن، شيء آخر، أما الأمم المتحدة فهي الأمم التي اتحدت ضد ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وهذه الدول شكّلت مجلسا سمته مجلس الأمن، وأعطت نفسها مقاعد دائمة، وأعطت نفسها الفيتو.
نحن لم نكن حاضرين، وقد فصّلت الأمم المتحدة عليها، وطلبت منا نحن أن نلبس هذا الثوب الذي فصّلته هذه الأمم الثلاث أو الأربع التي اتحدت ضد ألمانيا.
هذه هي الحقيقة، وهذا هو أساس هذه المنظمة الدولية.
حصل ذلك في غياب “165” المائة والخمس والستين أمة الموجودة الآن، يعني نسبة “1” إلى “8”، كان حضور واحد وغياب ثمانية.
وهم الذين صنعوا الميثاق الذي تعلمون من قراءته – وميثاق الأمم المتحدة معي – أن ديباجته شيء، ومواده شيء آخر.
كيف حصل هذا ؟!.
إن الذين حضروا سان فرانسيسكو في عام 45، اشتركوا في صناعة الديباجة، وتركوا المواد الأخرى بما فيها اللوائح الداخلية لما يسمى بمجلس الأمن، للخبراء والفنيين وساسة الدول المهتمة بهذا الموضوع، وهي الدول التي صنعت مجلس الأمن، والدول التي اتحدت ضد ألمانيا.
الديباجة مغرية جدا ولا اعتراض عليها، ولكن كل ما جاء بعد ذلك متناقض تماما مع الديباجة، وهذا هو الذي نحن الآن أمامه، ونحتج عليه ونرفضه، ولا يمكن أن نستمر به لأن هذا انتهى وقته في الحرب العالمية الثانية, الديباجة تقول: إن الأمم متساوية كبيرها وصغيرها.
هل المقاعد الدائمة، نحن متساوون فيها ؟ أبداً، نحن غير متساوين.
والديباجة تقول: إن الأمم المتحدة متساوية كبيرها وصغيرها في الحقوق.
طيب.. هل حق الفيتو نحن فيه سواسية ؟!.
الديباجة تقول ” الأمم الكبيرة والصغيرة، متساوون في الحقوق “..
هذه الديباجة، وهذه هي التي وافقنا عليها. إذن الفيتو ضد الميثاق، والمقاعد الدائمة ضد الميثاق، وهذه نحن لا نعترف بها ولا نقبلها.
يقول الميثاق في الديباجة ” التزمنا أن لا تُستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة “..
هذه هي الديباجة التي نحن فرحنا بها، ووقعنا عليها، وانضممنا إلى الأمم المتحدة بناءً عليها، وهي تقول: إن القوة المسلحة لا تُستخدم إلا في المصلحة المشتركة لكل الأمم. لكن وقعت 65 حربا بعد قيام الأمم المتحدة, وبعد قيام مجلس الأمن بكيفيته الحالية وبعد هذا التعهد، ضحيتها الملايين أكثر من الحرب العالمية.
هل هذه الحروب التي وقعت, والعدوان الذي وقع, والقوة التي استخدمت في 65 حربا، هي للمصلحة المشتركة ؟! أبدا… هي لمصلحة دولة معينة أو دولتين أو ثلاث دول – وسنأتي لهذه الحروب لنرى هل هي قامت للمصلحة المشتركة أو لمصلحة دولة معينة ؟.
هذا تناقض صارخ مع ديباجة الميثاق الذي نحن رضينا به وانضممنا بناء عليه إلى هذه المنظمة.
وإذا كان الأمر لا يمشي حسب الديباجة التي نحن وافقنا عليها، فحتى وجودنا في المنظمة لا يمشي اعتباراً من الآن.
نحن لا نجامل، ولا نقول كلاما دبلوماسيا، ولسنا خائفين، ولسنا طامعين، ولا نستطيع أن نجامل في مصير العالم.
نحن الآن نتحدث عن مصير العالم، عن مصير الكرة الأرضية، عن مصير الجنس البشري, وفي هذه القضية المصيرية للبشرية لا توجد مجاملة ولا نفاق ولا دبلوماسية، لأن التهاون والنفاق والخوف أدّتّ إلى وقوع 65 حربا بعد قيام الأمم المتحدة.
وتقول الديباجة ” وإذا تم استخدام القوة يجب أن تكون قوة أممية، قوة مشتركة “..
الأمم المتحدة بهيئة أركان الحرب هي التي تستخدم القوة، ولا دولة أو دولتان ولا ثلاث..
الأمم المتحدة كلها تقرر استخدام القوة حفظا للسلام العالمي.
وإذا وقع عدوان من دولة على أخرى بعد عام 1945 بعد قيام هذه المنظمة، فإن الأمم المتحدة مجتمعة تقوم بردع هذا العدوان.
يعني إذا اعتدت ليبيا على فرنسا – مثلا -، يجب أن تقوم الأمم المتحدة بردع العدوان الليبي، لأن فرنسا دولة مستقلة وعضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذات سيادة.
نحن ملتزمون أن ندافع عن سيادة الأمم جماعياً، لكن وقعت 65 حربا عدوانية دون أن تقوم الأمم المتحدة بردعها، وقامت بها – ثماني حروب طاحنة كبرى ضحاياها بالملايين – الدول صاحبة المقعد الدائم في مجلس الأمن وصاحبة الفيتو.
الدول التي نحن نطمئن إليها، ونعتقد أنها هي التي ستحمي الأمن وتحمي استقلال الشعوب، هي التي هددت استقلال الشعوب,واستخدمت القوة الغاشمة.
كنا نعتقد أنها هي التي ستردع العدوان , وتحمي الشعوب وتبث الطمأنينة في العالم، لكن نجد هذه الأمم تستخدم القوة الغاشمة، وهي تتمتع بمقعد دائم في مجلس الأمن، وتتمتع بما أعطته نفسها من حق فيتو.
وليس في هذا الميثاق، ما يسوغ للأمم المتحدة أن تتدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لدولة ما.
يعني أن نظام الحكم شأن داخلي لدولة ما، لا يحق لأحد أن يتدخل فيه، فأن تعمل نظامك ديكتاتوريا أو ديمقراطيا أو اشتراكيا أو رأسماليا أو رجعيا أو تقدميا، هذا مسؤولية المجتمع ذاته,شأن داخلي.
لقد صوتت روما في يوم ما لـ ” يوليوس قيصر ” لأن يكون ديكتاتورا حيث أعطاه مجلس الشيوخ تفويضا لأن يكون ديكتاتورا، لأنهم يرون أن الديكتاتورية في ذلك الوقت مفيدة لروما..
هذا شأن داخلي، من يقول لروما لماذا عملتِ ” يوليوس قيصر ديكتاتورا ” ؟!.
الديباجة هذا هو الشيء الذي اتفقنا عليه، أما مجيء الفيتو بعد ذلك فهو غير مذكور في الميثاق.
ولو قالوا لنا إن الفيتو موجود لما انضممنا إلى الأمم المتحدة، فنحن انضممنا لأننا متساوون في الحقوق.
لكن أن تظهر بعد ذلك دولة عندها حق الاعتراض على كل قراراتنا وعندها مقعد دائم، فمن أعطاها المقعد الدائم ؟! هذه الدول الأربع أعطت نفسها المقعد الدائم.
والدولة الوحيدة التي صوتنا في هذه الجمعية لمقعدها الدائم، هي الصين، فالصين أعطيناها أصواتنا لكي يكون لها مقعد دائم في مجلس الأمن.
وهذه الدولة فقط وجودها وجود ديمقراطي، أما المقاعد الأربعة الأخرى فوجودها غير ديمقراطي، بل ديكتاتوري مفروض علينا، ولا نعترف به ولا يسري علينا.
إصلاح الأمم المتحدة – أيها السادة – ليس بالتوجّه نحو زيادة المقاعد, زيادة المقاعد ” يزيد الطين بلّة ” – أنا لا أعرف كيف ترجم المترجم هذا المثل، “الطين بلّة”.. هذا مثل تصعب ترجمته بالإنجليزية، ولكن أساعدك فيه , هي “to add insult to injury”.. ” يزيد الطين بلّة ” يعني يزيد السوء سوءاً، يزيد الكيل كيلين – كيف ؟ لأنه ستضاف دول كبرى إلى الدول الكبرى الأولى التي نعاني منها، وترجح كفة الدول الكبرى أكثر وأكثر.
إذن من هنا، نحن نرفض زيادة المقاعد بهذه الكيفية.
الحل ليس بزيادة المقاعد، وأخطر شيء أن نزيد مقاعد دول كبرى إلى الدول الكبرى الأولى..
هذا يطحن شعوب العالم الثالث، يطحن كل الشعوب الصغيرة التي هي تتشكل الآن فيما يسمى ” 100.g”.. هناك “100” دولة صغيرة متجمعة في منبر اسمه ” fss ” “forum of small states”.. “100.states “.. “100.g “. هذه ستطحنها المقاعد الجديدة، لأن دولا كبرى جديدة تضاف إلى الدول الكبرى السابقة.
هذا مرفوض، ويجب أن يقفل بابه، ونعارضه بشدة.
ثم إن فتح باب زيادة مقاعد مجلس الأمن، سيزيد الغبن والجور، ويزيد حدة التوتر عالميا، ويزيد التنافس على مقاعد مجلس الأمن، وسندخل في تنافس بين مجموعة مهمة جدا جدا من الدول.
وسوف تكون هناك منافسة بين إيطاليا، ألمانيا، إندونيسيا، الهند، باكستان، الفلبين، اليابان، البرازيل، الأرجنتين، نيجيريا، الجزائر، ليبيا، مصر، الكونغو، جنوب إفريقيا، تنزانيا، تركيا، إيران، اليونان و أوكرانيا.
كل هذه الدول ستطالب بأن يكون لها مقعد في مجلس الأمن،وفي هذه الحالة سيستمر التسابق حتى يصل عدد أعضاء مجلس الأمن بعدد أعضاء هذه الجمعية، وهذا غير عملي.
إذن ما هو الحل؟. الحل المطروح الآن على الجمعية العامة برئاسة ” علي التريكي ” الذي ستتخذ فيه قرارا بالتصويت، والقرار الملزم هو قرار الأغلبية في الجمعية العامة دون النظر إلى أيِّ جهة أخرى، هو أن يُقفل باب عضوية الدول، ويُقفل باب زيادة المقاعد في مجلس الأمن – هذا معروض على الجمعية العامة، الأمين العام والتريكي -، ويحل محلها عضوية الاتحادات، وتحقيق الديمقراطية بالمساواة بين الدول الأعضاء، ونقل صلاحيات مجلس الأمن إلى الجمعية العامة.
تكون العضوية للاتحادات وليس للدول، لأنه إذا فتحنا باب عضوية مجلس الأمن كما هو مطروح الآن للدول، فإن هذا سيؤدي إلى أن كل الدول تريد أن يكون لها مقعد في مجلس الأمن، وهذا من حقها لأنها حسب هذه الديباجة هي متساوية, فكيف نوقفها ؟ من الذي له الحق في أن يوقف هذه الدول على أن تطالب ؟!. من الذي له الحق في أن يقول لإيطاليا لا تطالبي بمقعد إذا أعطيت الى ألمانيا مقعدا؟.. إيطاليا أولى، تقول أنا التي انضممت إلى الحلفاء وخرجت من المحور، أما ألمانيا فهي التي كانت معتدية، وهي التي هزمت مثلا – ليست ألمانيا الحالية، بل ألمانيا السابقة النازية -.
إذا الهند مثلا أعطيناها مقعدا ونقول إنها تستحقه، فسوف تحتج باكستان.. فهذه دولة ذرية، وهذه دولة ذرية، وهما في حالة حرب، هذا شيء خطر.
وإذا تُعطِي اليابان، فلماذا لا تعطي إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم ؟!.
ثم ما الذي ستقوله لتركيا وإيران وأوكرانيا والبرازيل والأرجنتين، وليبيا التي ألغت برنامج السلاح النووي , فهي أيضا تستحق مقعدا في مجلس الأمن لأنها خدمت الأمن العالمي ؟!.
وتأتي مصر، وتأتي نيجيريا، وتأتي الجزائر، والكونغو، وجنوب إفريقيا، وتنزانيا، وهذه كلها دول مهمة. هذا الباب يجب أن يُقفل، فطرح توسيع مجلس الأمن، هذا عبث وهذه خدعة مفضوحة، إذ كيف سنصلح الأمم المتحدة ونأتي بدول كبرى جديدة ونضعها في كفة الدول الكبرى الأولى التي نعاني منها ؟!.
إذن الحل هو تحقيق الديمقراطية على مستوى “كونغرس” العالم الذي هو الجمعية العامة، وهو نقل صلاحيات مجلس الأمن إلى الجمعية العامة، ويصبح مجلس الأمن أداة تنفيذ قرارات الجمعية العامة فقط.
الجمعية العامة هي برلمان العالم، هي “كونغرس” العالم، هي المشّرع، وهي التي قراراتها ملزمة، وهذه هي الديمقراطية، وأن يخضع مجلس الأمن للجمعية العامة ولا يعلو عليها أبداً، ونرفضه إذا هو علا عليها اعتبارا من الآن.
هذه هي السلطة التشريعية,هؤلاء هم المشرعون للجمعية العامة. مكتوب أن ” الجمعية العامة تعمل كذا وكذا بناءً على توصية مجلس الأمن “..
هذا خطأ، والصحيح هو العكس، هو أن مجلس الأمن يعمل كذا وكذا بناءً على أوامر الجمعية العامة.. هاهي 190 أمة,هذه هي الأمم المتحدة مع بعضها، وليس مجلس الأمن الذي في القاعة المجاورة، عشرة أشخاص..
أي ديمقراطية هذه ؟! أي أمن ؟! كيف نطمئن على السلام العالمي إذا كان مصيرنا بيد عشرة، وسيطرت عليهم أربع أو خمس دول، أو تسيطر عليهم دولة واحدة بعد ذلك، ونحن 190 أمة موجودون هنا مثل حديقة “هايد بارك”.. ديكور ؟!!.
أنتم عاملونكم ديكورا.. أنتم “هايد بارك”.. أنتم لا قيمة لكم.. منبر للخطابة فقط، مثلما تخطب في حديقة “هايد بارك” بالضبط,تخطب وتمشي، هذا أنتم. مجلس الأمن سلطة تنفيذية فقط لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعندما يصبح مجلس الأمن مجرد منفذ لقرارات الجمعية العامة..
في هذه الحالة لن يكون هناك تنافس على مقاعد مجلس الأمن.أن يكون مجلس الأمن ممثلا لكل الأمم، ولكن ليس بالدولة، فالمطروح الآن على الجمعية العامة هو مقعد دائم لكل فضاء,لكل اتحاد : – الاتحاد الأوروبي 27 دولة، يكون له مقعد دائم في مجلس الأمن. – الاتحاد الإفريقي 53 دولة، يكون له مقعد دائم في مجلس الأمن. – اتحاد أمريكا اللاتينية، مقعد دائم في مجلس الأمن. – الآسيان عشر دول + 2 أو +3 أو +4، مقعد دائم في مجلس الأمن. – الاتحاد الروسي، موجود الآن مقعد دائم في مجلس الأمن. – الاتحاد الأمريكي الذي هو خمسون دولة STATES OF AMERICA “”UNITED ” عنده مقعد دائم موجود ” already “.
– السارك، إذا قام، أو هو في طريقه إلى أن يقوم، مقعد دائم. – جامعة الدول العربية 22 دولة، مقعد دائم في مجلس الأمن. – منظمة المؤتمر الإسلامي 45 دولة، مقعد دائم في مجلس الأمن. – حركة عدم الانحياز 120 دولة، مقعد دائم في مجلس الأمن . – عندنا ” 100.G ” نفكر فيها، ممكن أن كل الدول الصغيرة “FSS ” “”forum of small states” ” ممكن أن يكون لها مقعد دائم هي أيضا. وإذا وجدت دول خارج هذه الاتحادات التي ذكرتها، فممكن أن يخصص مقعد دائم تتداوله هذه الدول بالتناوب كل ستة أشهر أو كل سنة. قد تكون اليابان أو أستراليا أو نيوزيلندا خارج أي اتحاد،أو أي دولة من هذه الدول التي قد لا تكون منضمة إلى الآسيان ، وليست في الاتحاد الروسي، ولا الاتحاد الإفريقي، ولا الاتحاد الأوروبي، ولا الاتحاد الأمريكي اللاتيني، ولا الولايات المتحدة، ممكن أن يُخصص لها مقعد. هذا هو الحل مطروح عليكم,مطروح على الجمعية العامة للتصويت عليه. هذه هي القضية المفصلية الجوهرية الأساسية، مطروحة على الجمعية العامة التي هي سيد العالم..
هي برلمان العالم.. هي كونغرس العالم، ولا أحد يعترض عليها ولا نعترف بأي أحد خارج هذه القاعة، فنحن الأمم المتحدة. سيعمل ” علي التريكي ” و ” كي مون ” الصيغ الإدارية والقانونية، وتشكيل اللجان التي ستطرح هذا للتصويت، بأن مجلس الأمن يصبح اعتباراً من الآن يتكون من اتحادات. هذا هو العدل والديمقراطية، وننتهي من حكاية أن مجلس الأمن تحتله دول بعينها,واحدة تملك القنابل الذرية، وواحدة تملك القوة الاقتصادية، وواحدة تملك التكنولوجيا، وواحدة تملك التقنية,هذا إرهاب. لا نستطيع أن نعيش في مجلس أمن مسيطرعليه الذين لديهم القوة الساحقة… هذا إرهاب.
إذا تريدون عالماً يعيش متحداً ومسالماً وفي أمان وسلام، نعمل هذا، أما إذا تريدوننا أن نعيش في الإرهاب وليكن ذلك كذلك، نعيش في صراع فسنستمر في الصراع إلى يوم القيامة. هذه المقاعد كلها إما أن يكون لها الفيتو، أو لا يكون لها الفيتو إطلاقاً. مجلس الأمن بهذه التشكيلة، إما أن يكون فيه لكل هذه المقاعد الاتحادية الفيتو، أوأن يلغى الفيتو نهائياً من مجلس الأمن بتركيبته الجديدة. هذا هو مجلس الأمن الحقيقي. وفي كل الأحوال مجلس الأمن هذا بتركيبته الجديدة المقترح على الجمعية العامة للتصويت عليه، هو أداة تنفيذية للجمعية العامة المتحدة. السيادة عند الأمم,عند 190 أمة هاهي موجودة هكذا تكون كل الأمم موجودة بالتساوي في مجلس الأمن، كما هي موجودة بالتساوي في الجمعية العامة. نحن هنا في الجمعية العامة أصواتنا متساوية، لابد أن نكون متساوين أيضا في الغرفة التي بجانبنا التي هي مجلس الأمن. أما أن دولة لها الفيتو…
ودولة ليس لها الفيتو، دولة لها مقعد دائم… ودولة ليس لها مقعد دائم في مجلس الأمن، فهذا ملغى اعتباراً من الآن، ولا نخضع له، ولا نعترف به إطلاقاً حتى ولو كان وجد، ولا نخضع لأي قرار يصدر من مجلس الأمن بتركيبته الحالية. نحن جئنا الآن.. نحن كنا مستعمرين.
كنا تحت الوصاية، استقللنا الآن واجتمعنا، ونريد أن نقرر مصير العالم بطريقة ديمقراطية تحفظ السلم والأمن لكل الشعوب,وتتساوى الأمم كبيرها وصغيرها.
الإرهاب ليس إرهاب القاعدة فقط، فالوضع الحالي نفسه إرهاب.
الاحتكام هو لأغلبية الأصوات في الجمعية العامة فقط وليس لأي جهة أخرى، وإذا صوتت الجمعية العامة على هذا يصبح ساري المفعول، ولا أحد يستطيع أن يعترض ويقول إنه أعلى من الجمعية العامة، والذي سيقول إنه أعلى من الجمعية العامة يخرج من الأمم المتحدة ويبقى لحاله .
الديمقراطية ليست للأقوى، ولا للأغنى، ولا للإرهابي الذي يرهبنا، أو أنه هو أغنى أو هو أقوى,تكون له الديمقراطية، وتكون له الكلمة العليا, الكلمة العليا لكل الأمم المتساوية. أما الآن فمجلس الأمن عبارة عن إقطاعية أمنية.. إقطاعية سياسية لأصحاب المقاعد الدائمة، يحميهم ويستخدمونه ضدنا، وبالتالي لا يُسمى مجلس الأمن بل مجلس رعب.
أنتم ترون يا إخواننا في حياتنا السياسية هذه أنهم إذا كانوا يريدون أن يستخدموا مجلس الأمن ضدنا يلتجئون إليه، وإذا لم تكن عندهم حاجة إلى استخدامه ضدنا يتجاهلونه، وإذا كان الميثاق عندهم فيه مصلحة لكي يستخدموه ضدنا يحترمون الميثاق ويقدسونه، ويبحثون عن الفصل السابع لتطبيقه ضد هذه الأمة أو هذه الأمة المسكينة أو هذه الأمة، أما إذا كانوا يريدون القيام بعمل خرقا للميثاق فيتجاهلون الميثاق وكأنه غير موجود. أن يكون الفيتو والمقعد الدائم لمن يملك القوة، هذا جور شنيع وإرهاب لا يمكننا أن نتحمله بعد الآن، ولاأن نعيش في ظله. الدول الكبرى عندها مصالح متشعبة في العالم، وتستخدم الفيتو، وتستخدم مجلس الأمن، وتستخدم قوة الأمم المتحدة لحماية مصالحها…
هذا أرهب العالم الثالث، فالعالم الثالث مرهوب الآن.. يعيش تحت الإرهاب. مجلس الأمن منذ قيامه عام 45 حتى الآن لم يوفر لنا الأمن، بل وفّر لنا العقوبات والرعب..
يُستخدم ضدنا فقط، لهذا نحن غير ملزمين بطاعة قرارات مجلس الأمن اعتباراً من هذا الخطاب الأربعيني. لقد وقعت بعد قيام مجلس الأمن، 65 حربا كلها ضد العالم الثالث, ضد الدول الصغيرة، إما قتال فيما بينها، أو عدوان من الدول الكبرى على الدول الصغيرة، ولم يقم مجلس الأمن بردع هذا العدوان خرقا للميثاق. فالجمعية العامة ستصوت على هذه الحلول التاريخية، وبعدها إما أن نستمر معا في أمم واحدة، وإما أن ننقسم قسمين : أمم متساوية لها جمعيتها ولها مجلس أمن خاص بها متساوية فيه أيضا، ويبقى الكبار أصحاب المقاعد الدائمة وأصحاب الفيتو في مجلسهم أربعة أو خمسة أو ثلاثة، كما يريدون، ونحن لسنا معهم، وعليهم أن يطبقوا الفيتو ضد بعضهم, أن يستخدموا الفيتو ضد بعضهم,هذا لا يهمنا، وأن يبقوا دائمين في هذه المقاعد,هذا لايهمنا، والدائم الله. لكن نحن لا يمكن اعتباراً من الآنأن نبقى تحت سيطرة الدائمين وأصحاب الفيتو الذي أعطوه أنفسهم. نحن لم نعطهم هذا، ونكون مغفلين إذا نعطي مجموعة دول الفيتوونعطيها مقاعد دائمة، ونسفه الأمم الأخرى ونعتبرها حقيرة ودونية، ولا تستحق مقعدا دائما ولا تستحق فيتو. لماذا نحّقر الأمم ؟!. نحن لم نقرر هذا، فهذه الأمم معظمة ومقدسة ومحترمة..
هذه أمم الأرض.. هي هذه 190 أمة. وأنتم تعرفون أن بدأ الآن تجاهل قرارات مجلس الأمن بعد أن تأكدنا أنه ظالم ويُستخدم ضدنا فقط، ولا يُستخدم ضد الكبار. فمجلس الأمن لا يمكن أن يُستخدم ضد أصحاب المقاعد الدائمة فيه وأصحاب الفيتو..
لا يمكن أن يُصدِر قرارا ضدهم إطلاقا. إذن هو مصنوع ضدنا نحن، وبالتالي أصبحت القرارات التي يصدرها يتم الضحك عليها وتجاهلها، وهذه أصبحت مهزلة للأمم المتحدة، وأصبح العمل يتم خارج الأمم المتحدة : عدوان وحروب، واجتياز حدود الدول المستقلة وتدمير سيادتها واستقلالها، وارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية خرقا للميثاق، ومجلس الأمن موجود..
غير مهتمين بمجلس الأمن. ثم إن الأهم، أنه الآن بدأت كل مجموعة دولية تُشّكل مجلس أمن وتعرض عليه مشاكلها وقضاياها، وشيئا فشيئا فإن مجلس الأمن بتركيبته الحالية الذي هو في هذه القاعة، سيصبح معزولا : – الاتحاد الإفريقي شكل الآن ” ماس ” الذي هو مجلس الأمن والسلم الإفريقي. – الاتحاد الأوروبي الآن سيشكل مجلس أمن. – الآسيان ستشكل مجلس أمن. – أمريكا اللاتينية ستشكل مجلس أمن. – عدم الانحياز ” مائة وعشرون دولة”، مطروح عليها الآن أن تشكل مجلس أمن. هذا يدل على أن مجلس الأمن فقدنا الثقة به، ولم يوفر لنا الأمن، وبالتالي التجأنا إلى مجالس إقليمية.
نحن غير ملزمين بطاعة مجلس الأمن بتركيبته الحالية التي لم نشارك فيها، وهي تركيبة غير ديمقراطية, وديكتاتورية وجائرة، ولا أحد يستطيع إجبارنا على البقاء في مجلس الأمن هذا، أو إطاعة أوامره. الآن يا إخواننا لا يوجد اعتبار للأمم المتحدة…
الجمعية العامة هذه أساس الأمم المتحدة، لا يوجد لها أي اعتبار ولا قيمة، ولا أي تأثير في حياة العالم، ولا في أمن العالم، ولا عندها أي قرار ملزم. محكمة العدل الدولية هذه مؤسسة قضائية دولية، قراراتها تطبق على الصغار وعلى دول العالم الثالث، وترفض تطبيقها الدول الكبرى. وهاهي أمامي الأحكام التي أصدرتها محكمة العدل الدولية، ورفضت الدول الأخرى تطبيقها.
وكالة الطاقة الذرية الدولية مؤسسة هامة في الأمم المتحدة، لا تخضع لها الدول الكبيرة، وإذا بنا اكتشفنا أنها مسلطة علينا نحن فقط. ألم تقولوا إنها وكالة دولية ؟! إذا كانت دولية تخضع لها كل دول العالم، أما إذا لم تكن دولية فنحن نقفل في وجهها الباب، ولا نعترف بها اعتباراً من الآن..
من هذا الخطاب الأربعيني, و” علي التريكي ” في الجمعية العامة سيستجوبون مدير الطاقة الذرية، ويستجوبون البرادعي الذي قبله، ويقولون له هل أنت تفتش على المخزون الذري للدول الذرية ؟ هل تراقب زيادة هذا المخزون ؟ هل تراقب تخفيض هذا المخزون ؟.
إذا قال نعم تخضع لي.. فنحن إذن نخضع لها أيضاً، أما إذا قال أنا لا أستطيع أن أقترب من الدول الكبرى التي عندها القنابل الذرية، ولا تخضع لي، ولا عندي سلطان عليها..
فنحن إذن أيضاً لا تقربنا، ولا نعترف بها، ونقفل الباب في وجهها.
ويكون في علمكم يا سادة أني ناديت ” البرادعي ” في أزمة القنبلة الذرية الليبية – المدير السابق قبل هذا الحالي -، وقلت له يا ” برادعي : هل اتفاقيات تخفيض أسلحة الدمار الشامل التي اُتُّفِق عليها بين الدول الذرية، أنت تراقبها ؟ وهل خفّضوا بالفعل ؟ وإذا دولة زادت قنابل ذرية أو صواريخ نووية، فهل أنت تشرف على هذا، وعندك به علم ؟ “، قال لي ” أبداً، هذه الدول الكبرى أنا لا أستطيع أن أسألها، ولا نقترب منها “. إذن أنت جئتنا نحن فقط، اخرج, هذه ليست وكالة دولية…
هي مسلطة علينا نحن فقط. مجلس الأمن مسلط علينا. وكالة الطاقة الذرية مسلطة علينا. محكمة العدل الدولية مسلطة علينا، وهم في مأمن منها. هذه ليست أمما متحدة. هذا ليس عدلا..
هذا ليس أمنا، هذا مرفوض. بالنسبة لإفريقيا – يا دكتور علي التريكي – سواء أصلحوا الأمم المتحدة أم لم يصلحوها، وحتى قبل التصويت على الاقتراحات التاريخية التي طرحتها الآن على الجمعية العامة، وسيتم التصويت عليها ؛ فإن إفريقيا تحتاج اعتبارا من الآن إلى مقعد دائم بكل الصلاحيات في مجلس الأمن كاستحقاق عن الماضي، حتى لو لم يكن إصلاح الأمم المتحدة مطروحا. إفريقيا قارة معزولة مستعمرة مضطهدة، نظروا إليها كحيوانات، وبعد ذلك نظرو إليها كعبيد، وبعد ذلك نظروا إليها كمستعمرات تحت الوصاية. هذه القارة..
الاتحاد الإفريقي، تستحق مقعدا دائما عن الماضي استحقاقا مثل الصين بالضبط، ولا علاقة لهذا الحق بإصلاح الأمم المتحدة. هذا مطروح له الأولوية..
هذا مطروح فورا على الجمعية العامة، ولا أحد يقول إن إفريقيا..
الاتحاد الإفريقي، لا يستحق مقعدا دائما. من عنده حجة يجيبني، يناقشني حتى الآن، من الذي عنده برهان يقول إن الاتحاد الإفريقي لا يستحق مقعدا دائما، القارة الإفريقية لا تستحق مقعدا دائما ؟!. لا أحد يستطيع أن يرد.
وتعويض الدول التي استُعمرت مطروح على الجمعية العامة للتصويت عليه.
لماذا ؟! حتى لا يتكرر الاستعمار، ولا يتكرر نهب ثروات الشعوب، ولا تتكرر هجرة مواطني هذه الشعوب وراء الذين نهبوا ثرواتها. لماذا يذهب الأفارقة إلى أوروبا ؟ ولماذا يذهب الآسيويون إلى أوروبا ؟ ولماذا أمريكيا اللاتينية تذهب إلى أوروبا ؟!. لماذا ؟ لأن أوروبا استعمرت إفريقيا وآسيا وأمريكيا اللاتينية، وأخذت الذهب والفضة والنحاس والماس والحديد واليورانيوم والمعادن الثمينة كلها والبترول والفواكه والخضراوات والحيوانات والبشر.
الآن جيل جديد إفريقي وآسيوي ومن أمريكا اللاتينية، يجري وراء هذه الثروات المنهوبة، وعنده الحق، ونحن عجزنا عن إيقافه. أنا عندما أوقف ألف إفريقي ذاهب إلى أوروبا على حدود ليبيا، أقول له أين أنت ذاهب ؟ يقول لي أنا ذاهب إلى ثروتي المنهوبة..أعدها إليّ، ولو أعدتها إليَّ فسأبقى. من يرجعها إليه ؟ ارجعوها إليه.. اعملوا قراراً بإرجاع هذه الثروات حتى تتوقف الهجرة. من الفلبين إلى أمريكيا اللاتينية إلى مورشيوس إلى الهند، أرجعوا إلينا الثروات المنهوبة. إفريقيا تستحق تعويضا مقداره 777 تريليونا.. سبعمائة وسبعة وسبعون تريليونا تعويضا لإفريقيا مطلوبا من الدول التي استعمرتها، وستطالب إفريقيا بهذا. وإذا لم ترجعوا إلينا 777 تريليونا، فسيذهب الأفارقة إلى حيث استثمرتم هذه التريليونات، وعندهم حق أن يذهبوا إليها ويمشوا وراءها. أرجعوها إليهم، وأوقفوهم. ليس هناك هجرة ليبية إلى إيطاليا التي هي أقرب دولة إلى ليبيا. لماذا ليس هناك هجرة ليبية إلى إيطاليا ؟ لأن إيطاليا أقرت تعويض الشعب الليبي عن الاستعمار، واعتذرت، وعملت معاهدة مع ليبيا وافق عليها الشعب الإيطالي والشعب الليبي، إن صفحة الماضي قد طويت, واعترفت إيطاليا بأن الاستعمار خطأ وبرنامج فاشل، ولن يعود, ولن تسمح إيطاليا بالعدوان على ليبيا لا براً ولا بحراً ولا جواً من إيطاليا، أو من أي جهة أخرى تهجم على ليبيا في معاهدة وافق عليها البرلمان الإيطالي، وأن إيطاليا تعوض ليبيا لمدة 20 سنة مدة استعمارها ليبيا..
تدفع ربع مليار في كل سنة، وتبني مستشفى لزرع الأطراف لليبيين الذين قطعت أطرافهم الألغام التي زرعتها إيطاليا أو بسبب وجود إيطاليا في ليبيا في الحربين العالميتين الأولى والثانية. وقد تأسفت و اعتذرت عن هذا الاستعمار، وقالت مستحيل أن تحتل دولة أراضي دولة أخرى وتبقى فيها، وأن هذا خطأ ارتكبته إيطاليا الملكية وإيطاليا الفاسية. هذه إيطاليا أصبحت الآن في المجد، عمل تاريخي..
عمل حضاري في عهد “برلسكوني”، يجب أن يكون قدوة، وحتى أعضاءه الذين قبله قاموا بهذا حتى وصلوا إلى هذه النتيجة. العالم الثالث يطالب بحقه في التعويض، لماذا ؟ حتى لا يتكرر الاستعمار مرة أخرى.. حتى تعرف أي دولة من العالم الثالث في يوم ما تصبح قوية وتطمع في استعمار دولة أخرى من العالم الأول عندما يصبح ثانيا أو ثالثا، انه في يوم ما سيطالبونها بالتعويض. إذن تقول لا، أنا لن أستعمر هذه الدولة. لكي لا يتكرر الاستعمار يجب أن يحاسب الاستعمار، ويجرّم، ويعوَض الذي تضرر من فعل الاستعمار.
ثم النقطة الأخرى التي أرجو أن نواجهها بصبر، ولكن قبل أن أقول هذه النقطة – وهي حساسة بعض الشيء – هناك جمل بين قوسين سأقولها. ” نحن لا شك – خاصة الأفارقة – الحقيقة مبسوطون وفخورون بأن ابناً من أبناء إفريقيا يحكم الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا حدث تاريخي. في يوم ما كان الأسود لا يدخل المقهى الذي فيه البيض… ولا المطعم الذي فيه البيض.. ولا يركب الحافلة التي فيها البيض، الآن صوّت الشعب الأمريكي بحماس منقطع النظير لـ “أوباما ” الشاب الأسود الكيني الإفريقي لكي يكون رئيسا للولايات المتحدة. هذا شيء عظيم نحن نفتخر به، ونعتبر أنه يمكن أن يكون بداية التغيير، وهكذا هو رفع شعار التغيير. لكن بالنسبة لي أنا، أعتبر ” أوباما ” ومضة في ظلام مدتها أربع سنوات أو ثماني سنوات، وبعدها أخشى أن ” تعود حليمة لعادتها القديمة “. من يضمن أمريكا بعد ” أوباما ” ؟! من يضمنها ؟ من منكم يضمنها ؟ أنت تضمنها ؟ أنت الذي هناك تضمنها ؟ تقدر يا ” علي” أو ” كي مون ” ؟ !. غير ممكن.
لا أحد يضمنها. نحن مرتاحون الآن لو كان ” أوباما ” هو الذي في السلطة دائما في الولايات المتحدة الأمريكية. الخطاب الذي قاله ابننا ” أوباما ” قبلي، لا نختلف معه أبدا، وهو يختلف كلية عن أي رئيس أمريكي عاصرناه.
الأمريكان السابقون، ماذا كانوا يقولون ؟ هاهي كلماتهم : ” يقولون سنرسل عليكم الرصاص المصبوب، وأم القنابل، وموب أم القنابل التي هي “benetraite massif ordenance ” – هذه يبدو أنها جدة القنابل..
لا توجد لها ترجمة إلا هكذا -، ونرسل عليكم عناقيد الغضب وأمطار الصيف، ونرسل عليكم عاصفة الصحراء، ونرسل عليكم الرعد المتداول، ونبعث إليكم بالوردة السامة لأطفال ليبيا عام .86 “.
هكذا كان المنطق، عندما يقف رئيس أمريكي على هذا المنبر. هكذا كان يخاطبنا، ويرعب العالم ” سنبعث عليكم الرعد المتداول كما بعثت على فيتنام، سنرسل عليكم الرعد الزاحف كما أرسلت على فيتنام، وسنرسل عليكم عاصفة الصحراء كما أرسلتها على العراق، وسنرسل عليكم عملية الفارس كما أرسلتها على مصر عام 56 – مع أن أمريكا في ذلك الوقت ضد عملية الفارس -، وسنبعث إلكم بالوردة السامة “الدورادو” ” kat noy” التي أرسلها ريغان على أطفال ليبيا عام 86 “.
تصوروا رئيس دولة كبيرة نطمئن إليها وعندها مقعد دائم في مجلس الأمن، ونتوقع أنها ستحمي استقلالنا وتحمينا من العدوان، يقول ” قررت إرسال الوردة السامة إلى أطفال ليبيا، ومن يشمها يمت “. وما هي الوردة السامة ؟ هي القنابل الليزرية محمولة على 111 -f القاذفة. هذا المنطق الذي كان سائداً، وكانوا يقولون “سنقود العالم، وسنؤدب من يخالفنا، وأعجبكم أم لم يعجبكم “.
الآن الكلام الذي تفضل به ابننا ” أوباما “.. كلام مختلف تماماً، يدعو للتخلص من السلاح النووي بجدية، وهذا شيء نصفِّق له. ويقول: إن أمريكا لا يمكن أن تحل مشاكل العالم بمفردها، فالعالم عليه أن يحل مشاكله. وقال “إن الوضع الذي نحن فيه الآن لا يمكن أن يستمر هكذا نلتقي نخطب ونمشي “، هذا شيء نحن موافقون عليه. وقال ” إن الأمم المتحدة كانت دائماً منبر خلافات نلتقي لكي يهاجم بعضا “، وصحيح يجب أن ننتهي من هذا ونتحد على مؤسسات دولية كلنا فيها متساوون ونطمئن إليها. ويقول ” إن الديمقراطية لا يمكن فرضها من الخارج “. بينما كان الرئيس الأمريكي بالأمس القريب، يقول ” لابد أن نفرض الديمقراطية على العراق، وعلى من، وعلى من، وعلى من.”. هو قال ” إن هذا شأن داخلي..
الدولة تعمل ديمقراطية أو تعمل..
كل واحدة وثقافتها، وكل واحدة وإرثها “.. صحيح،هذا الكلام كان مفقودا. وبالتالي لابد أن ننتبه قبل النقطة الحساسة. يا عالم قفوا قليلا أمام هذه العبارة ” عالم متعدد الأقطاب”.
أهو لازم أن يكون عالما متعدد الأقطاب ؟.
ألا يكون أمما متساوية كلها ؟ أجيبونا ؟ هل هناك أحد لديه إجابة، ويقول متعدد الأقطاب أفضل. لماذا لا نكون أمما متساوية بدون أقطاب ؟ هل ضروري أن يكون لدينا بطريرك ؟ ضروري أن يكون لدينا باباوات ؟ وهل لا بد أن يكون لدينا آلهة ؟!. لماذا عالم متعدد الأقطاب ؟!. نحن نعيش تحت تطاحن الأقطاب، نحن نرفض عالما متعدد الأقطاب.
نريد عالما تتساوى فيه الأمم كبيرها وصغيرها بدون أي قطب. النقطة الحساسة يا سادة : هي مقر الأمم المتحدة,هذا المقر. كلكم قادمون من وراء المحيطات والقارات، عبرتم المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ وقارة آسيا وأوروبا وإفريقيا حتى تصلوا إلى هذا المكان.. لماذا ؟ هل هذا بيت المقدس ؟ هل هذا الفاتيكان ؟ هل هذا مكة ؟!. وكلكم متعبون ونائمون، وقد تغير عليكم التوقيت، وفي حالة يرثى لها من الناحية الفيزيائية..
واحد وصل الآن , له عشرون ساعة في الجو، وتريدونه أن يخطب هنا , ويتكلم عن مصير العالم. كلكم نائمون الآن، واضح أن كلكم متعبون. لماذا ؟ لماذا هذا التعب ؟!. أنت الآن بلدك نائمة في هذا الوقت… نائمون في نصف الليل وأنت الآن صاحٍ، والمفروض أن تكون نائما لأن هذا توقيتك. أنا صحوت اليوم الساعة الرابعة بتوقيت نيويورك قبل الفجر، لأن في ليبيا يساوي الساعة الحادية عشرة في النهار… وأعتبر صحوت متأخرا عندما أصحو الساعة الحادية عشرة في ليبيا. من الساعة الرابعة أنا صاحٍ. فكروا، قولوا لماذا هذا التعب ؟، إذا كان هذا وضع عام 45، فهل لابد أن يستمر حتى الآن ؟. ألا تفكرون في مكان متوسط مريح ؟. هذه أول نقطة. النقطة الوجيهة الأخرى أن أمريكا البلد المضيف يتحمل أعباء تأمين مقر الأمم المتحدة، وتأمين البعثات الدائمة، وتأمين عشرات رؤساء الدول الذين يأتون في كل عام لهذا المكان، وأمن مشدد، ومصروفات وتكاليف، وتعيش نيويورك وأمريكا كلها على أعصابها. أنا أريد أن أخفف عنها هذا العبء,أنتم خففوا عن أمريكا هذا العبء، واشكروها,قولوا لأمريكا شكرا، ونحن نريد أن نساعدك، ونريدك يا نيويورك أن تطمئني، ويا أمريكا أن تطمئني، ولن تتحملي مسؤولية عشرات الرؤساء القادمين إلى هنا. نفرض أن واحداً يفجر طائرة رئيس وأن واحداً يفجر سيارة رئيس..
يأتي إرهابي يفجر هذا المبنى. هذا المبنى – لعلمكم – مستهدف من القاعدة. نعم، هذا المبنى، ونتساءل , كيف في يوم 9 -11 لم يضربوه ؟ هذا شيء خارج عن إرادتهم , ربما الطائرات التي أُجهضت، كانت متجهة إلى هذا المكان. والهدف القادم هو هذا المكان. وأنا لا أتكلم من فراغ.. عندنا العشرات أعضاء القاعدة في السجن مقبوضا عليهم، واعترافاتهم مزعجة جداً. هذا يجعل أمريكا تعيش على أعصابها بأنه ربما مبنى العمارة الخاصة بالأمم المتحدة يتم الهجوم عليه بطائرة مخطوفة، أو بصاروخ، وممكن أن عشرات الرؤساء يموتون. نريد أن نخلّص أمريكا من هذا القلق…
نقول لها شكراً، نحن نريد أن نساعدك، ونريد أن ننقل المقر إلى مكان ليس مستهدفا. المفروض بعد 50 سنة، ينقل المقر إلى جزء آخر من الكرة الأرضية. خمسون سنة في النصف الغربي، يكفي. الـ 50 سنة الأخرى، في وسط الكرة الأرضية أو في نصفها الشرقي، وهكذا كل 50 سنة في جزء : الشرق، الغرب، الوسط.
نحن بقينا الآن 64 عاما بزيادة 14 سنة عن المدة المفروضة لأن ينقل فيها المقر. وهذا طبعاً لا يمس أمريكا بشيء، بل هذه خدمة لأمريكا، ومساعدة لأمريكا، ونشكرها، وأن هذا شيء كان موجودا عام 45 ، ولا يمكن أن يحصل الآن..
لا نقبله الآن. هذا مطروح طبعاً للتصويت عليه في الجمعية العامة، فقط في الجمعية العامة لأن المادة 23 من اتفاقية 47/7/26 تقول ” لا يجوز نقل مقر الأمم المتحدة إلا بقرار من الجمعية العامة بالأغلبية البسيطة “. إذا 51 % من الجمعية العامة وافقوا على نقل المقر، يُنقل المقر. لسنا مجبرين على أن نتحمل هذا التعب كله، بأن نأتي من الهند ومن الفلبين ومن أستراليا وجزر القمر، إلى هنا. وأنا مستغرب من أن أخي الرئيس ” أحمد ” أمضى 14 ساعة في الجو من جزر القمر، وقالوا له تعال اخطب في الأمم المتحدة!! كيف سيخطب وهو حتى التوقيت الخاص به تغير؟!.
وهناك بعض القيود التي تضايق منها الناس القادمون,أمريكا عندها الحق في أن تعمل قيودا مشددة لأنها مستهدفة من القاعدة,من الإرهابيين، عندها الحق، ونحن لا نناقشها في هذا أبداً، لكن أن نتحمل نحن هذه الإجراءات ليس ضروريا. لماذا ؟ لماذا ؟ هل لكي نأتي إلى نيويورك ؟!. ليس ضروريا أن نأتي إلى نيويورك ، ولا داعي لهذه الإجراءات.
لقد اشتكى لي رئيس، قال لي إنهم قالوا له مساعد الطيار الخاص بك لا يأتي إلى أمريكا لأن عليه قيوداً، فقال لهم كيف نعبر المحيط بطيار بدون مساعد ؟! فقالوا له: اعبر المحيط بدون مساعد. لماذا ؟ لماذا ؟ هو ليس مجبرا في النهاية,لا يأتي أبداً. واشتكى لي رئيس آخر، قال لي إن ” الياور ” الخاص به قالوا له لا يدخل أمريكا لأن اسمه فيه ” خربطة “..
هناك اعتراض عليه،فأتى بدون ” ياور”. واشتكى لي رئيس آخر، قال لي إنهم قالوا له الطبيب الخاص به لا..التأشيرة الخاصة به فيها إشكالية، لا يدخل إلى أمريكا..
أنتم ترون الإجراءات المشددة هنا جداً جداً، وإذا كانت هناك دولة عندها مشكلة مع أمريكا فطبعاً يحددون لها المندوب الخاص بها والوفد الخاص بها..عندك 50 خطوة في هذه الجهة..
عندك 500 متر تمشيهم في هذه الجهة، وكأنه في جوانتانامو. هذا عضو في الأمم المتحدة، أم أسير في جوانتانامو؟!. فهذا مطروح على الجمعية العامة للتصويت عليه يا دكتور ” علي “..
تصويت على نقل المقر من عدمه. إذا قال 51 في المائة نقل المقر، نأتي للتصويت الثاني على: هل يتم نقل المقر إلى وسط الكرة الأرضية أم إلى شرقها ؟!. لنفرض قالوا إلى وسط الكرة الأرضية، هنا مرشحة سرت وفيينا، يجري التصويت عليهما : هل في وسط الكرة الأرضية تريدون أن يكون المقر في سرت أم في فيينا ؟. امشوا إلى سرت.
امش 1000 كيلومتر ولا أحد يمنعك..
تعال بطائرتك ملآنة بالناس الذين معك، حتى بدون تأشيرة ما دمت مع الرئيس، مسموح لك, بلد أمان. معقولة نقول لك لا تمش إلا 500 متر ؟!. ليبيا ليس عندها عداوة مع أحد، ولا هي مستهدفة، وكذلك فيينا لا أعتقد أن فيها قيودا مثل هذه.
وإذا قال التصويت يُنقل المقر إلى نصف الكرة الشرقي، يكون التصويت على دلهي عاصمة الهند أو بيجين عاصمة الصين. هذا يا إخواننا شيء منطقي، ولا يمكن الاعتراض عليه. وبعد ذلك، ستقولون الله يبارك فيك أنت الذي جئتنا بهذا الاقتراح، وبارك في الذين صوتوا عليه، وقد تخلّصنا من عبء أن نبقى في الجو 14 ساعة، و20 ساعة، و5 ساعات، لكي نأتي إلى هذا المكان، لماذا ؟. ولا يقل أحد إن أمريكا الآن ستنقص مساهمتها, لماذا تظن الظن السوء بأمريكا ؟!..
أبدا، أمريكا دولة ملتزمة بالتزاماتها تجاه هذه المنظمة الأممية… لن تزعل ولن تقول شيئا. لماذا تزعل ؟، بالعكس ستشكركم لأنكم خففتم عنها العبء. هذا جيد أنها وجدت من يقول أنا سأخفف العبء عن أمريكا.. ترتاح من هذه القيود على الوفود، وهذه القيود على المقر، وزيادة على ذلك فإن هذا المقر مستهدف. نأتي بعد ذلك إلى القضايا التي ستحقق فيها الجمعية العامة برئاسة ” علي عبد السلام التريكي “. نحن سنحاكم أنفسنا,سنحاكم الأمم المتحدة الآن، إما أن تنتهي، وإما أن نبدأ بأمم متحدة جديدة من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة. هذا لقاء غير عادي، ليس عاديا،وحتى ابني ” أوباما ” قال هذا الكلام قبلي، فقد قال إن هذا اللقاء غير عادي..
هذا لقاء تاريخي. أولاً, الحروب التي وقعت بعد قيام الأمم المتحدة، لماذا وقعت ؟ وأين مجلس الأمن، وأين الجمعية العامة ؟ وكيف تقع ؟ وأين الميثاق؟ لابد من التحقيق فيها، وإصدار أحكام بخصوصها، وما وقع فيها من إبادات. – سنبدأ بالحرب الكورية، هذه وقعت بعد قيام الأمم المتحدة,كيف تقع حرب وضحاياها بالملايين، وكادت تُستخدم فيها قنبلة ذرية، والحرب الكورية ما زالت موجودة حتى الآن قنبلة مؤقتة إذ ممكن أن تحصل حرب كورية جديدة، وممكن أن تُستخدم فيها أسلحة نووية. قضية خطرة، لابد أن نحاكم الذين سببوا في هذه الحرب، وخسائرها، ومن يدفع الثمن، ومن يحاكَم، ومن يحكم عليه. – نأتي بعدها إلى حرب السويس عام 56، لابد من التحقيق فيها، وفتح هذا الملف حتى يُقفل. لماذا دول ذات مقعد دائم في مجلس الأمن وعندها الفيتو، تهجم على دولة عضو في هذه الجمعية,عضو في الأمم المتحدة,دولة ذات سيادة هي مصر، وتدمر مدنها وقناتها وجيشها، وتقتل آلاف المصريين، لأنها مارست حقها في تأميم قناة السويس المصرية ؟!. كيف يحصل هذا في عهد الأمم المتحدة ؟! وفي عهد هذا الميثاق الذي قلتم لنا عنه ؟ وكيف نطمئن إلى أن هذا لا يتكرر مرة أخرى إلا إذا تمت المحاسبة عن الماضي ؟!. هذه قضية خطرة. حرب كوريا وحرب السويس، لابد من فتح ملفاتهما حتى يتم إقفالها.
ثم نأتي إلى حرب فيتنام التي ضحاياها 3 ملايين، وقد استُخدمت في حرب فيتنام خلال 12 يوما، قذائف أكثر من التي استخدمت في 4 سنوات في الحرب العالمية الثانية. القذائف التي ألقيت في الحرب العالمية الثانية خلال 4 سنوات، ألقي أكثر منها خلال 12 يوما في حرب فيتنام. كيف نسكت عنها ؟!. هذه أفظع من الحرب العالمية الثانية، ونحن بعد الحرب العالمية الثانية عملنا الأمم المتحدة، وقلنا من الآن لن تقع حروب. هاهي وقعت، فهل تمشي وخلاص ؟!!. هذا مصير البشرية، لا نستطيع أن نسكت عنه. كيف نطمئن اليوم وغدا، نحن وأولادنا وأحفادنا ؟!..
نحن هنا في قمة العالم، هذا برلمان العالم، هذا مصير العالم يا عالم.
ثم قضية بنما. لقد تم غزو بنما التي هي دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة,عضو في هذه الجمعية، وتم قتل 4000 بنمي، وتم القبض على رئيسها، ونُقل أسير حرب، وتمت محاكمته كمجرم ووُضع في السجن في دولة أخرى. وقضيته هذه تطرح في الجمعية العامة، لابد أن يطلق سراح “نورييغا”.
ولا بد من فتح هذا الملف، وكيف يحق لدولة عضو في الأمم المتحدة كبرى أن تعتدي على دولة صغرى في الأمم المتحدة، وتأخذ رئيسها، وتقتل أربعة آلاف مواطن، وتنقله كمجرم وتضعه في سجونها ؟!.
من يقبل هذا ؟!. هذا قد يتكرر، ولا يمكن أن نسكت عنه، ولابد أن نحقق فيه، فكل واحد منا عرضة لهذا,كل دولة منا عرضة لهذا، خاصة عندما يقع العدوان من دولة ذات مقعد دائم في مجلس الأمن يُفترض أنها تضمن الأمن. بعد ذلك حرب غرينادا..
تم غزو هذا البلد الذي هو عضو في الأمم المتحدة بسبعة آلاف جندي، وخمسة آلاف سفينة حربية، وعشرات الطائرات المقاتلة على أصغر دولة في العالم. بعد قيام الأمم المتحدة، بعد وجود مجلس الأمن بمقاعده الدائمة وبالنقض، تم الاعتداء على هذه الدولة التي اسمها غرينادا، وتم قتل رئيسها “موريس بيشوب”. كيف يمر هذا برداً وسلاماً..
كيف يمر ؟ كيف نتجاهل هذه المأساة ؟. حتى نحكم على الأمم المتحدة موجودة أم لا، وأن مجلس الأمن ينفع أم لا ينفع، وهل نحن نسير في الطريق الخاطئ أو في الطريق الصحيح، وهل نطمئن على مستقبلنا أم لا نطمئن؟ – بعدها سيتم التحقيق, في قصف الصومال. الصومال دولة عضو في الأمم المتحدة,عضو في هذه الجمعية، تم قصفها وهي مستقلة في عهد “فرح عيديد”.
وفي الأخير، سنحقق فيماهي نتيجة هذا القصف، ولماذا، ومن سمح به ؟. حرب يوغسلافيا معروفة. لا يمكن أنَّ دولة مسالمة مثل يوغسلافيا بنت نفسها طوبة طوبة، بعد أن دمرها “هتلر”، نأتي نحن وندمرها مرة ثانية كأننا “هتلر” الثاني !!. حرام، يوغسلافيا.. الاتحاد اليوغسلافي، دولة مسالمة بناها ” تيتو ” بطل السلام،طوبة طوبة، وبعد أن مات ” تيتو ” تأتون ليوغسلافيا تقطعونها قطعة قطعة لمصالح شخصية إمبريالية ؟!. كيف نطمئن نحن الآخرون إذا كانت يوغسلافيا الدولة المسالمة.. هل يوغسلافيا تشكل خطرا على أحد ؟!. أبداً. هذه تحقق فيها الجمعية العامة، وتنظر من الذي تحوّله إلى محكمة الجنايات الدولية.
ثم حرب العراق ” أم الكبائر”، ستحقق فيها الأمم المتحدة، الجمعية العامة للأمم المتحدة برئاسة ” علي التريكي “، تحقق في حرب العراق. حرب العراق تحتها أربع قضايا خطيرة جداً : أولاً , غزو العراق في حد ذاته خرق للميثاق بدون مبرر يقع من دول كبرى ذات مقاعد دائمة في مجلس الأمن، والعراق دولة مستقلة عضو في الجمعية العامة,كيف يتم الاعتداء عليها ؟! وكيف لا يتم تطبيق الميثاق الذي يقول قمع العدوان ؟! أنا قرأت عليكم هذا منذ البداية بأن الأمم المتحدة تقمع العدوان، وسأضرب لكم مثلا : “عندما العراق اعتدى على الكويت، جاؤوا مباشرة للميثاق، وقالوا إن الأمم المتحدة يجب أن تقمع العدوان، ووافقنا كلنا، ودول عربية شقيقة للعراق اشتركت جنباً إلى جنب في الحرب مع دول أجنبية لردع عدوان العراق على الكويت، وكلنا ضد هذا الاجتياح..
دول عربية قاتلت العراق مع دول أجنبية باسم الميثاق. وعندما وقع عدوان على العراق، لماذا لا نطبق الميثاق ؟. في الأول كان الميثاق مقدسا، وفي المرة الثانية وضع الميثاق في القمامة حيث تجاهلوه لأنهم يريدون أن يعتدوا على العراق “. لماذا لم تقم الأمم المتحدة بردع العدوان على العراق ؟ ما هو السبب ؟!. لازم يا ” علي ” أن تحقق الجمعية العامة وتبين للعالم سبب غزو العراق, لماذا ؟ لأنه شيء غامض كلنا قد نتعرض له.
لماذا تم غزو العراق ؟ الغزو في ذاته خرق خطير جداً. ثانيا- بعد غزو العراق في حد ذاته، هناك الإبادة الجماعية..
حققوا في الإبادة الجماعية في العراق, فقد تم قتل أكثر من مليون ونصف مليون عراقي في إبادة جماعية. أرونا المحكمة الدولية الجنائية التي سنحول إليها الذين مارسوا الإبادة الجماعية ضد الشعب العراقي ؟!. من السهل أن تقولوا لـ ” البشير ” يذهب إلى المحكمة، ومن السهل ” سلوبودان ” يذهب إلى المحكمة، ومن السهل “تايلر” يذهب إلى المحكمة، ومن السهل “هبري” يذهب إلى المحكمة،ويذهب “نورييغا” !!. طيب، والذي مارس الإبادة الجماعية في العراق ألا يذهب إلى المحكمة الدولية ؟!.
إذا كانت المحكمة مسلطة علينا نحن، فهذه المحاكم نرفضها، ولا نعترف بها. إما أن نخضع لها كلنا، وإلا فنحن لا نعترف بها. كل واحد كبيرنا وصغيرنا لابد أن يخضع أمام محكمة الجنايات الدولية..
إذا ارتكبنا سوء فعل، يحال إلى لهذه المحكمة. .نحن لسنا حيوانات في زريبة يذبحوننا في العيد كما يشاؤون. نحن أمم لديها الحق في أن تعيش بجدارة فوق الأرض وتحت الشمس، ومستعدة لأن تقاتل وتموت وتفنى ولا تعيش تحت هذا الوضع، وجرّبونا. القضية الثالثة هى الإعدام..
أسرى الحرب في العراق كيف يتم إعدامهم ؟. كيف يتم إعدام أسرى الحرب ؟ رئيس العراق وحكومته عندما ألقي القبض عليهم، أعلنت الدول المحتلة للعراق أنهم أسرى حرب. سنحاكمها بهذا : أسرى الحرب، أسير الحرب لا يُعدم، ولا يُحاكم، ويُطلق سراحه بعد انتهاء العمليات الفعلية. من أعدم رئيس العراق ؟ أجيبوا. نحن نعرف من حاكمه.. اسم القاضي معروف، ووجهه معروف، وهويته معروفة. من أعدمه ؟ من نفذ فيه الحكم يوم عيد الأضحى ؟ من يجيب ؟ أناس ملثمون متنكرون قاموا بتنفيذ حكم الإعدام.. هل يجوز هذا يا عالم ؟. إذا كان العالم متحضراً، وهم أسرى حرب عند دول متحضرة، وتحت القانون الدولي , فكيف يتم إعدام رئيس دولة وحكومته بواسطة عصابة متنكرة في ملابس تنكرية ؟ من الذين نفذوا حكم الإعدام ؟ من هم ؟ هل عندهم صلاحية الضبط القضائي؟ عندهم سلطة قانونية لإعدام أسير حرب، أو أحد محكوم عليه بالإعدام من المحكمة ؟!.
هل تعرفون ماذا يقول الناس ؟!. الناس تقول إن الرئيس الأمريكي والرئيس البريطاني هم المتنكرون، وهم الذين نفذوا حكم الإعدام في الرئيس العراقي وحكومته، وهذا الإتهام سيبقى إلى أن يأتي ما يدحضه.
نعم، لماذا لا يعرُّون وجوههم ؟ لماذا لا تكون عليهم رتب ؟ لماذا لا تكون هويتهم واضحة : هل هو ضابط ؟ هل هو ضابط صف ؟ هل هو جندي ؟ هل هو قاض ؟ هل هو طبيب ؟!. كيف يتم إعدام رئيس دولة عضو في الأمم المتحدة وحكومته، بهذه الطريقة الغامضة ؟!.
حتى الآن لا نعرف من نفذ حكم الإعدام يوم العيد. الدول التي احتلت العراق والتي ألقت القبض على الرئيس العراقي وحكومته وحاكموهم وحكموا عليهم بالإعدام، هي المسؤولة، ولكن التنفيذ شيء غامض إلى الآن، ولابد أن تجيب عنه الأمم المتحدة. إن الذي تحكم عليه محكمة قانونية ويُنفََّذ فيه حكم الإعدام، الذين سينفذون حكم الإعدام عندهم نفس الهوية القانونية، وعندهم صلاحيات مأموري الضبط القضائي، ويتحملون المسؤولية، ويعرف الاسم والرتبة والهوية، وبوجود طبيب، وبوجود كل الاشتراطات لتنفيذ حكم الإعدام في إنسان، حتى الإنسان العادي فما بالك برئيس دولة عضو في الأمم المتحدة!! هذه حرب العراق.
القضية الرابعة في حرب العراق، هي سجن أبو غريب الذي يندى له جبين الإنسانية. أنا أعرف أن أمريكا يمكن أنها ستحقق في هذه الفضيحة، وحكومتها وسلطاتها. لكن الأمم المتحدة لن تترك هذه القضية.
الجمعية العامة للأمم المتحدة ستحقق في هذه القضية,قضية سجن أبو غريب الذي فيه أسرى الحرب الذين تم التنكيل والتمثيل بهم، وتنهشهم الكلاب وهم أحياء، وتم اغتصاب الرجال وهم أسرى حرب. ما سبقكم عليها أحد من المحتلين، كما قال لوط لقومه (( ما سبقكم بها من أحد من العالمين)). حتى أنتم ما سبقكم عليها أحد من المحتلين والمعتدين. حتى الشيطان لا يعمل هذا..
رجال أسرى حرب، يتم اغتصابهم في سجن أبو غريب، في دولة عضو في الأمم المتحدة، وتقوم بهذا دولة صاحبة مقعد دائم في الأمم المتحدة في مجلس الأمن,أي مجلس أمن هذا !!! هذه قضية إنسانية لا يمكن السكوت عنها أبدا، ولابد من التحقيق فيها، والوصول فيها إلى حل، ولابد أن يعرفها العالم. إلى الآن، موجود – يا إخوان – ربع مليون أسير عراقي في سجن أبو غريب رجالا ونساء، ورأيتم كيف تكون معاملتهم. هذه لا يمكن أن ننساها أو نتركها، ولابد أن يجري فيها التحقيق. ثم حرب أفغانستان هي أيضا يجري فيها التحقيق. لماذا نعادي طالبان ؟ ولماذا نعادي أفغانستان ؟ ومن هي طالبان ؟.
إذا كانت طالبان، ستعمل أفغانستان دولة دينية، فلتعملها دولة دينية، ما لنا وما لها..
مثل الفاتيكان، هل الفاتيكان تشكل خطرا علينا ؟ أبداً.. دولة دينية مسالمة جدا. ولو أراد الأفغان أن يعملوا دولتهم إمارة إسلامية، فلتكن مثل الفاتيكان. من الذي قال إن طالبان عدو، وجيّشوا الجيوش لنضربها ؟!.
هل بن لادن أفغاني ؟ هل بن لادن طالباني ؟! أبدا. بن لادن ليس من طالبان، وليس أفغانيا. هل الإرهابيون الذين ضربوا نيويورك المدينة التي نحن فيها الآن، هم أفغان ؟ هل هم من طالبان ؟! أبداً.. ليسوا أفغانا، ولا من طالبان. إذن لماذا العراق، ولماذا أفغانستان ؟!.
أنا لو أنني أريد أن أغرر بأصدقائي الأمريكان والإنجليز،يمكن ألاّ أقول هذا الكلام، بل أشجعهم وأقول لهم استمروا وابعثوا المزيد من القوات إلى أفغانستان، وزيدوها، حتى يغرقوا في حمام الدم، لأنهم لن يصلوا إلى أي نتيجة في أفغانستان ولا في العراق.
رأيتم في العراق ما حدث لهم، رغم أن العراق صحراء وأرض مفتوحة، فما بالك بأفغانستان.. هذه الجبال إلى يوم القيامة، لا يستطيع أحد أن يهزمها.. واحد ينطح الجبل “خاش على جبل بقادومة” مثلما يقولون بالضبط.
لو كنت سأغرر بهم أقول لهم ” صحيح، صحيح,استمروا في الحرب في أفغانستان، استمروا في العراق “.
لكني أريد أن أنقذهم، أن أنقذ أبناء هذه الشعوب المسكينة.. أمريكا والدول الأخرى التي تحارب في أفغانستان وفي العراق، ونقول لهم اتركوا أفغانستان للأفغانيين، واتركوا العراق للعراقيين.. اتركوهم حتى لو قاتل بعضهم بعضا، فهم أحرار.
حتى هنا كانت في أمريكا حرب أهلية، من تدخل فيها ؟ ألم تكن هناك حرب في أمريكا ؟! من تدخل فيها؟أليست هناك حرب أهلية في أسبانيا، وحرب أهلية في الصين، وحروب أهلية في كل مكان من العالم ؟!. دعها تكن حربا أهلية. إترك العراقيين يقاتل بعضاهم أحرار، اترك الأفغان يقاتل بعضهم بعضا , من الذي قال إن طالبان إذا حكمت في أفغانستان تصبح خطرة. هل طالبان، عندها صواريخ عابرة للقارات ؟ هل الطائرات التي ضربت نيويورك – هذا المكان -، انطلقت من أفغانستان، أو من العراق ؟.
لقد انطلقت من هنا من مطار “كينيدي” هذا في نيويورك، وكيف نذهب ونضـرب أفغانستان ؟!.
لا هم أفغان، ولا هم طالبان، ولا هم عراقيون. كيف هذه الأشياء، نسكت عنها ؟ الساكت عن الحق شيطان أخرس، ونحن لا نكون شياطين خرسا. هذا من حقنا، لأننا حريصون على السلام في العالم,حريصون على مصير العالم، ولا نريد أن نستهتر بالبشرية، بالجنس البشري بهذا الشكل. بعد ذلك يا “علي “، تفتح الجمعية العامة باب التحقيق أيضا في الاغتيالات. تفتحون التحقيق من جديد في اغتيال “باتريس لومومبا “.. من اغتال “باتريس لومومبا”، ولماذا ؟.
نريد أن نسجلها في تاريخنا الإفريقي، ونرى كيف يتم اغتيال وقتل زعيم إفريقي محرر. من قتله ؟ نريد أن نسجله في التاريخ، حتى يدرس أولادنا في التاريخ أن البطل “باتريس لومومبا” بطل التحرر الكونغوي الإفريقي قتل في ظروف كذا كذا، وقتله كذا كذا، وتمت بعد خمسين سنة – مثلا – محاسبة وإدانة الذي قام بهذا العمل.
هذا ملف يُفتح من جديد، وترجعون إلى الوثائق الأولى.
من قتل الأمين العام للأمم المتحدة “همر شولد” ؟!. من فجّر طائرته في عام 61.. نفس العام الذي قُتل فيه “لومومبا” ؟. من فجّر طائرة الأمين العام ؟!. كيف نسكت عن الأمين العام للأمم المتحدة، يفجرون طائرته، ونسكت عنها ؟!. من فجّرها ؟ من صاحب المصلحة في هذا ؟!. ثم مقتل ” كينيدي ” عام 63 .الجمعية العامة للأمم المتحدة، تفتح ملف اغتيال “كينيدي” الرئيس الأمريكي. لماذا ؟ نريد أن نعرف. قتله واحد اسمه “لي هارفي”، وجاء واحد اسمه “جاك روبي” وقتل “لي هارفي” قاتل “كينيدي”.
لماذا قتله ؟. “جاك روبي” إسرائيلي، قتل “لي هارفي” الذي قتل “كينيدي”. لماذا هذا الإسرائيلي، يقتل قاتل “كينيدي” ؟!.
ثم إن “جاك روبي” قاتل “كينيدي”، مات في ظروف غامــضة، قبل إعادة محـــاكمته.. لماذا ؟!. ارجعوا إلى الملفات، لابد أن نعرفها. الذي أعرفه وربما يعرفه العالم,والذي درسناه في التاريخ، أن ” كينيدي ” قرر تفتيش مفاعل ديمونة الإسرائيلي هل فيه قنابل ذرية أم لا ؟. ولهذا السبب تم التخلص منه.
وما دامت هي قضية دولية بهذا الشكل تتعلق بالسلام العالمي وأسلحة الدمار الشامل، فلابد أن يُفتح تحقيق في سبب قتل “كينيدي”, وأن تفتحوا ملف “مارتن لوثر كينغ” القسيس الداعية الأسود لحقوق الإنسان الذي كان قتله مؤامرة. لابد من فتح هذا الملف، ومعرفة من قتله، ومحاسبته.
– ثم مقتل “خليل الوزير” ” بوجهاد” الفلسطيني، والاعتداء عليه في دولة ذات سيادة عضو في هذه الجمعية وهي تونس التي كان موجودا في عاصمتها في أمان،فيتم الهجوم عليها بأربع سفن وغواصتين وطائرتين عموديتين، ولا يُحترم استقلال هذه الدولة لقتل “خليل الوزير”.
كيف نسكت عن قضية مثل هذه.. يعني نبقى عرضة لأن تأتينا كل يوم غواصات، وتأتينا سفن حربية على شواطئنا، وتأخذ من تريد وتطلع به، ولا نحاسبها. مقتل “أبوإياد”.. انظروا الظروف الغامضة التي قتل فيها. – بعد ذلك، عملية اسمها “عملية الفردان ” أو عملية “ينبوع الشباب “..
هذه العملية قُتل فيها ” كمال ناصر” شاعر، و”كمال عدوان “، و”أبو يوسف النجار”. ثلاثة فلسطينيين تم الاعتداء عليهم في دولة حرة ذات سيادة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي لبنان في عاصمتها، وهم آمنون، وقد تم الهجوم عليهم وقتلهم.
هذه القضية لابد أن نعرف من قام بها، ونحاسبه حتى لا يتكرر هذا العبث بالبشر.
كيف تم قتل “موريس بيشوب” والاعتداء على غرينادا، وقد تحدثنا عن كيف تم الاعتداء على غرينادا بكم سفينة وبكم جندي. قلنا إن غرينادا تم الهجوم عليها بـ 7000 جندي و15 سفينة حربية وعشرات الطائرات المقنبلة، وقُتل رئيسها “بيشوب”، وهي عضو في هذه الجمعية.
لا يمكن أن نسكت عن هذه الجرائم، وإلا فسنصبح كلنا قرابين، وكل عام يجيء الدور على واحد. نحن لسنا حيوانات مربوطة قربانا, نحن ندافع عن وجودنا، وعن أنفسنا، وعن أولادنا وعن أحفادنا. نحن لسنا خائفين، نحن عندنا الحق في الحياة. الكرة الأرضية هذه ليست مصنوعة للدول الكبرى، صانعها ربي لنا كلنا.
هل نعيش فيها أذلاء ؟! أبداً. وبعد ذلك تفتح ملف التحقيق في المذابح البشعة : –
مذبحة صبرا وشاتيلا ضحيتها 3000 من البشر. هذه منطقة كانت تحت حماية الجيش الإسرائيلي المحتل، ووقعت فيها مذبحة للرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين، أكثرهم فلسطينيون . 3000 كيف نسكت عنها ؟ ولبنان دولة مستقلة، وعضو في هذه الجمعية، تم احتلالها، وتمت السيطرة على منطقة صبرا وشاتيلا، وتم ذبح 3000.
– بعدها مذبحة غزة عام 2008. لعلمكم ضحاياها 1000 امرأة بين قتيل وجريح، و2200 طفل,يعني 3200 أطفالا ونساء فقط. وتم تدمير 50 مؤسسة تابعة للأمم المتحدة، تابعة لهذه الجمعية، وتدمير 30 مؤسسة غير حكومية.. منظمات الإغاثة العالمية، وتدمير 60 مصحة. وتم قتل 40 ممرضا وطبيبا وهم يمارسون عملهم الإنساني.
هذا في مذبحة غزة في شهر 12 عام 2008. الجناة موجودون أحياء، ولابد أن يتحولوا إلى محكمة الجنايات الدولية أم أنه لا يتحول إلا ” راقد الريح ” إلى محكمة الجنايات الدولية، إلا الدول الصغيرة دول العالم الثالث، وهؤلاء المحميون لا يتحولون إلى محكمة الجنايات.؟
إذا كانت هي ليست دولية، فنحن أيضا لا نعترف بها، أما إذا كانت دولية فالكل يخضع لها. ما دامت محكمة العدل الدولية لا تُحترم أحكامها ولا تنفذ، ووكالة الطاقة الذرية ليست لكل الدول، والجمعية العامة الموجودة الآن لا شيء، ومجلس الأمن محتكر كإقطاعية أمنية… إذن ما هي الأمم المتحدة ؟ لا شيء.
من هي الأمم المتحدة ؟ نحن أين ؟ لا توجد أمم متحدة.
ثم القرصنة.. القرصنة ظاهرة ممكن أن تنتشر في كل البحار، وتصبح خطرا مثل الإرهاب.
الآن أتكلم عن القرصنة الصومالية : أنا أقول لكم إن الصوماليين ليسوا قراصنة… نحن القراصنة، نحن الذين اعتدينا على الأسماك، وعلى رزق أطفالهم، وعلى مياههم الاقتصادية، ومياههم, الإقليمية.
كل سفنكم,ليبيا على الهند على اليابان على أمريكا، أي دولة في العالم، كلنا نحن القراصنة… نحن اعتدينا على مياه الصومال. فبعد أن انهارت دولة الصومال جئنا ننهشها، والصوماليون من أجل أن يدافعوا عن ثروة السمك التي هي قوتهم وقوت أطفالهم تحولوا إلى قراصنة للدفاع عنها.
هم ليسوا قراصنة، هم مدافعون عن رزق أطفالهم. وتريدون الآن أن تعالجوها معالجة خاطئة… قال نبعث السفن الحربية لتضرب الصوماليين… لا، بل ابعث سفنا حربية تضرب القراصنة الذين اعتدوا على ثروة الصوماليين، وعلى رزق أطفالهم.
عندما تجدون سفينة صيد أجنبية اذهبوا اضربوها. على أي حال، أنا اجتمعت مع القراصنة، وقلت لهم إني سأعمل معاهدة بينكم وبين العالم,اتفاقية بأن العالم يحترم المنطقة الاقتصادية الصومالية التي هي مداها مائتا ميل بحري حسب قانون البحار، وكل الثروة البحرية في هذه المنطقة هي ملك للصوماليين..
العالم يحترم هذه المنطقة. هذه رقم واحد. رقم اثنين أن تمتنع كل الدول عن إلقاء النفايات السامة في المياه الاقتصادية الصوماليةعلى شواطئ الصومال، وبالمقابل يمتنع الصوماليون عن مهاجمة السفن.
وسنعد هذه المعاهدة والاتفاقية، ونعطيها الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذا هو الحل، وليس مزيدا من السفن لضرب الصوماليين.
والآن الأدهى والأمرّ أنهم عملوا سفنا حربية تمنع الصوماليين من أن يخرجوا من الموانئ ليصطادوا السمك لأولادهم. معالجتنا للقرصنة خطأ، ومعالجتنا للإرهاب خطأ، ومعالجتنا للأمراض خطأ. معالجتنا للأمراض خطأ… كيف ؟!. إذا كان المصل الخاص بالمرض الذي ينتشر مثل “أنف العنزة الخنازير”
– وقد تأتيكم “أنف العنزة الأسماك” في المستقبل، فالمصانع التابعة للمخابرات تشتغل
– يباع بثمن غال، معناها تجارة.. يصّنعون فيروسا وينشرونه في العالم لكي تحصل الشركات الرأسمالية على أموال ببيع الأدوية. عيب!.
هذا حرام عليكم، فالأمصال لا تُباع… الدواء لا يُباع, اقرؤوا الكتاب الأخضر فهو لا يَسمح ببيع الدواء, الدواء لا يُباع.
أعلنوا وقولوا إن الدواء مجاني والأمصال مجانية، ولن تنتشر الفيروسات لأنهم يخلّقونها لكي يعملوا أمصالا، ولكي تكسب منها الشركات الرأسمالية هذه معالجة خطأ.
أعلنوا أن الأدوية مجانية لا تُباع، وحتى إذا كانت فيروسات حقيقية يجب ألا نبيع الأمصال.. يجب أن نعطيها مجاناً.
العالم يبذل جهدا ويصّنع هذه الأمصال لكي ينقذ نفسه. هذه كلها معروضة في ملفات وقضايا ستناقشها الجمعية العامة للأمم المتحدة، وليس لها عمل إلا هذا العمل.
ثم اتفاقية أوتاوا وهي تحرّم صنع الألغام ونقلها وبيعها… إلى آخره. هذا غلط، فالألغام ليست وسيلة هجومية، هي وسيلة دفاعية.
اللغم لا يتحرك، لا يهاجم فهو أينما تضعه يبقى إلا إذا أنت جئت إليه. لماذا تأتي إليه ؟!. أنا أريد أن أزرع ألغاما على حدود بلادي، وأنت تجتاح حدود بلادي فلتقطع يدك ورجلك. أرجوكم أن تعيد الدول الموقعة على ” اتفاقية أوتاوا “، النظر. -هذا الكلام موجود في ” الإنترنت ” في موقع ” القذافي يتحدث “- هذه اتفاقية تُلغى أو تُعدل. يريدون أن يجردونا حتى من الألغام التي ضد البشر.
أنا أريد أن أعمل لغما أمام بيتي وأمام مزرعتي.. هذه وسيلة دفاع، وليست وسيلة هجوم. ألغوا القنابل الذرية والصواريخ العابرة للحدود.
أما بالنسبة لقضية فلسطين، فإن حل الدولتين هو مستحيل.. أرجوكم ألاّ تتكلموا عنه.
الحل دولة واحدة ديمقراطية لليهود وللمسلمين وللفلسطينيين والمسيحيين وغيرهم، مثل لبنان. الدولتان هذا حل غير عملي… لا يمكن,لا توجد دولتان متجاورتان, هما من الآن متداخلتان تمام التداخل، وفشل التقسيم حتمي. أولا, هاتان الدولتان ليستا متجاورتين، بل متداخلتان وممزقتان من الناحية السكانية والجغرافية,متداخلتان في بعضهما,لا توجد دولتان، ولا تستطيع أن تعمل منطقة عازلة بينهما، لأنه لا توجد بينهما.
الضفة الغربية فيها نصف مليون إسرائيلي مستوطن، وما يسمى بـ “إسرائيل” فيها مليون فلسطيني مستوطن.. كيف ستعملهما دولتين !؟.
يجب أن يتجه العالم لفرض دولة واحدة ديمقراطية بلا تعصب ديني ولا تعصب قومي ولا لغوي، لأن التعصب رجعية، وهذا كلام فات وقته.. هذا انتهى,هذه أفكار الحرس الحديدي، أفكار الحرب العالمية الثالثة من أمثال “ياسر عرفات” و”شارون”.
هؤلاء انتهوا. الجيل الجديد يريد دولة واحدة ديمقراطية، ونحن يجب أن نبذل كل جهد، نفرض عليهم الدولة الواحدة وتعيش الناس كلها في سلام. انظروا إلى الشباب الفلسطيني والإسرائيلي إنهم يريدون السلام، ويريدون أن يعيشوا في دولة واحدة. ننتهي من هذا الصداع الذي يخرب ويسمم العالم كله. وهذا هو الكتاب الأبيض فيه الحل “إسراطين ”
– لتأخذه فيما بعد يا “علي”
– العرب ليس عندهم عداوة مع الإسرائيليين.. أبناء عمومتهم، ويعيشون هم وإياهم في سلام.
يعود اللاجئون الفلسطينيون، ويعيشون في دولة واحدة في سلام. أنتم الذين حرقتموهم,عملتم لهم المحارق، وعملتم لهم الهولوكوست، وعملتم لهم أفران الغاز في أوروبا. أنتم الذين تكرهون اليهود، ولسنا نحن.
نحن آويناهم وحميناهم أيام الرومان، وأيام الطرد من الأندلس، وأيام حرب “هتلر” وأفران “هتلر” والغازات السامة، غازات الإبادة.
نحن الذين حميناهم.. أنتم طردتموهم، وقلتم لهم اذهبوا قاتلوا العرب. دعونا نفضح الحقيقة.. نحن لسنا أعداء لليهود,أبناء عمومتنا، واليهود في يوم ما سيحتاجون إلى العرب، ولن يحميهم العرب في المستقبل مثلما حموهم في الماضي. انظروا ماذا عمل “تيتوس”، وماذا عمل “هادرين”، وماذا عمل “إدوارد الأول” وماذا عمل “هتلر” في اليهود ؟!. أنتم تكرهونهم.. تكرهون السامية.
أما قضّيةَ كشمير فهي باختصار ليس لها من حل إلا أن تكون دولة مستقلة حاجزة بين الهند وباكستان.. وليست هندية ولا باكستانية، وينتهي هذا الصراع. وبالنسبة لـ ” دارفور “، أرجو أن تتحول مساعدات المنظمات العالمية التي تحكون عنها، إلى مشاريع إنمائية صناعية ورعوية وزراعية.
والآن دارفور عائشة في سلام، ولا توجد فيها حرب. أنتم الذين كبرتموها لكي تتدخلوا ويكون لكم موطئ قدم، ومن أجل النفط، وتضحوا بأهل دارفور. أنا لماذا أقول إن هذه القضايا يجب أن نحقق فيها ؟. لأنه سبق أنكم حولتم مشكلة الحريري – الله يرحمه – إلى الأمم المتحدة, لماذا ؟!.
تريدون أن تضحوا بدم الحريري وتستغلوا جثمان الحريري وتبيعوه، لكي تصفوا حسابات مع سوريا. وإلا فكيف أليست لبنان دولة مستقلة عندها نيابة وقانون ومحاكم وشرطة، لكي نصل إلى الجناة؟!
لكن بهذه الطريقة ليس المطلوب الجناة، المطلوب هو تصفية حساب مع سوريا، ونضحي بقضية الحريري ولن نصل إلى نتيجة في قضية الحريري. إذن قضايا ” أبو إياد “، و”خليل الوزير”، و”كينيدي”، و”لومومبا “، و”همر شولد” كلها تنقل إلى الأمم المتحدة كغيرها.
على أي حال، الجمعية العامة تحت رئاسة ليبيا – وهذا حقها -، وليبيا العمل الذي يمكن أن تقوم به هو مساعدة العالم في أن ينتقل من مرحلة إلى مرحلة.. من هذا العالم الذي الآن يتخبط,المؤلم,المزري, المرعوب, المرهوب,المهدد، إلى عالم إنساني فيه السلام وفيه التسامح.
وأنا سأتابع هذا العمل مع الجمعية العامة، ومع ” التريكي “، ومع الأمين العام للأمم المتحدة، لأننا لا نجامل ولا نهادن في مصير البشرية, وكفاح البشرية من أجل أن تعيش في سلام، وكفاح العالم الثالث بالذات والدول الصغيرة الـ 100 لكي تعيش بجدارة تحت الشمس وفوق الأرض، كفاحها مستمر حتى النهاية.
والسلام عليكم..
الرياضة والفروسية والعروض
الرياضة إما خاصة كالصلاة يقوم بها الإنسان بنفسه وبمفرده حتى داخل حجرة مغلقة ، وإما عامة تم…