محاضرة الأخ القائد في طلبة وأساتذة جامعة ميجي اليابانية
أولا، صباح الخير أبنائي طلبة جامعة “ميجي” وأساتذة هذه الجامعة العريقة، الأجلاّء،
وأشكر البروفسور “فوكودا” على هذا التقديم وعلى هذا الإعداد، وأشكر هذه الجامعة والقائمين عليها على اهتمامهم بإفريقيا.
ثم أريد أن أقول لكم باختصار: إن إفريقيا قارة – للأسف – مُحطّمة بسبب عصر العبودية، ثم عصر الاستعمار، والآن
عصر الاستغلال من قبل القوى الأجنبية والتدخلات في شؤونها الداخلية.
إفريقيا قارة اُنُتهكت وعُذبت وأصبحت في أسفل السافلين بسبب أفعال الغير الشريرة خاصة البيض والعنصريين والمستعمرين، والآن تنهبها شركات الاستغلال الغربية
والصهيونية، وهى تعيش في تعاسة للأسف،يعني الأمراض والتخلف والتصحر والجفاف بسبب انبعاث الغازات من مصانع الدول الصناعية، وتلويث الهواء الذي يسبب الاحتباس الحراري، انعكس على إفريقيا.
والآن للآسف يعتبرون إفريقيا فريسة يتصارعون عليها:
أمريكا داخلة بمدخل خشن لإفريقيا عبر ” الافريكوم “، وتلوح بوجود قواعد عسكرية واكتشاف النفط وحماية النفط بالقوة، وكأن هذه الأرض ليس لها شعوب وليس لها مستقبل وليس لها أبناء.
والصين من جهة أخرى للأسف، داخلة بمدخل لين.. مدخل الصين ليس مدخلا خشنا كمدخل أمريكا، ولكن الصين يبدو أنها تريد أن تُفرّغ السكان في إفريقيا أي عملية تهجير
لسكانها إلى القارة الإفريقية باعتبار إفريقيا مساحتها ” 32 ” مليون كيلومتر مربع، وسكانها أقل من مليار، ويُعتقد أن فيها فراغا يستوعب فائض السكان من الهند أو الصين.
للأسف إفريقيا، تتعرض الآن لعملية غزو بارد من هذا النوع.
اليابان ليس لها فائض من السكان تُهّجره إلى أفريقيا، ولا تدخل مدخلا خشنا مثل المدخل الأمريكي.
أمريكا تتدخل في الشؤون الداخلية وتُلوّح بوجود القواعد العسكرية وتتدخل في الانتخابات وفي نوع الحكم، والأشياء التي لا تُطبق في أمريكا تبحث عنها في إفريقيا وتقول: ”
لماذا لا تطبقون كذا وكذا؟ ” مع أنهم في أمريكا لا يطبقون هذه الأشياء ويريدون تطبيقها في إفريقيا.
هذا هو الوضع الذي فيه إفريقيا.
فاليابان ليست هذا ولا ذاك، ليست مثل الصين تريد أن تُهّجر السكان، وليست مثل أمريكا قوة عسكرية غاشمة.
اليابان يمكن أن تدخل مدخلا لينا، ومدخلا مفيدا لو أن اليابان تعاونت مع إفريقيا، لكنْ للأسف هناك شيء مهم جداً.
وأنا كنت دائماً أتحاشى التحدث مع أصدقائي اليابانيين على أي مستوى من المستويات، لأن حديثي قد يكون محرجا لهم لأني دائماً أتكلم بصراحة وأكشف الحقائق أمام
الشعوب ولا أُجامل في هذه القضايا المصيرية.
وعندما أتكلم عن اليابان، أعرف أنني سأتكلم كلاماً محرجاً وحساساً، ولهذا كنت دائما أتجنب اللقاء حتى مع الصحافة اليابانية لكي لا أكون في الوضع المحرج أنا وأصدقائي
اليابانيون.
والآن مادمتم طلبتم مني الحديث والتحدث معكم – وأنا شاكر كثيرا لذلك – أقول لكم : إن اليابان يمكن أن تكون قوة مفيدة وتستفيد ليس من إفريقيا فقط بل من العالم، لكن
اليابان – للأسف الشديد، ولازم أن تقبلوها مني مثلما أحرجتموني في الحديث معكم – لا تُعتبر دولة حرة الإرادة.
اليابان دولة وقعت تحت الاحتلال الأمريكي في الحرب العالمية الثانية، وُضربت بقنبلتين ذريتين للأسف الشديد، وأُرهبت إرهابا قويا بهذا السلاح الفتّاك لأول مرة وجثت على
ركبتيها، وخضعت تماما للقوة الجبارة الغاشمة الأمريكية بعد أن استخدمت أفظع السلاح الفتّاك ضد اليابان وهو القنابل الذرية.
منذ ذلك الوقت وعشرات الآلآف من الجنود الأمريكان، يحتلون اليابان.
الآن حسب المعلن عنه فقط هناك قرابة ” 000 ر 50 ” ألف جندي أمريكي يحتلون اليابان، وقواعد جوية، ومدعومين بأساطيل أمريكية في بحر اليابان.
ومنذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن – لا أقول الآن بالضبط -، ولكن لسنوات قريبة جدّاً جدّاً واليابان خاضعة تماما للهيمنة الأمريكية، بل تُعتبر كأنها مستعمرة.. يعني
وقعت تحت الاحتلال الأمريكي في الحرب العالمية الثانية.
طبعا تشبهها ألمانيا إلى حد كبير، وهذا وضع مُهين مُهين جداً لأمة عظيمة مثل اليابان وحتى، لأمة عظيمة مثل المانيا، أن يُفرض عليها ألاّ تتسلح ولا تعمل جيشا مثل بقية
دول العالم.
والآن يُخشى أن يُقال الجيش الياباني أو القوات المسلحة اليابانية، لأن هذا ممنوع، ولازم أن تقولوا قوات الدفاع الذاتي أو حاجة مثل هكذا.
يعني.. شيء مُهين جداً، لماذا لا يكون لليابان الحق في أن تملك – هي تملك الآن -، ولكن لا يُقال إنها ” القوات المسلحة اليابانية ” أو “سلاح الجو الياباني” أو” البحري
الياباني “.. لا، ممنوع وذلك إمعانا في تحقير اليابان وإذلالها.
حتى هي عندها قوات مسلحة، ولكن لا يُقال ” قوات مسلحة “، بل يُقال ” قوات الدفاع الشعبي ” أو شيء من هذا القبيل.. أو ” الدفاع الذاتي”.
وهذا شيء من الإهانة، لايُطاق.
والشعب الياباني شعب خلاّق وقادر على أن ينافس أمريكا في التقنية،وينافس أوروبا، وينافس الصين، وشعب جبار، كان يجب أن يعيش باحترام ويعيش مرفوع الرأس.
الغريب أن أمريكا التي ضربت اليابان بالقنابل الذرية ومازالت آثار هذه القنابل لاحقة باليابانيين حتى الآن، نجد أن اليابانيين كأنهم أصدقاء أحمّاء للأمريكان، وهذا شيء
عجيب.
وكيف تكون صديقا لمن ضربك بالقنابل الذرية، وأهانك أمام العالم، وفرض عليك القيود المذلة حتى هذه اللحظة ؟!.
كيف تكونون أصدقاء للذين قتلوا آباءكم وأجدادكم وأهلكم ؟!.
أنا لا أدعو إلى عداوة بين اليابان وأمريكا… أبداً، يجب ألاّ يفهموا هذا.
لكن أنا أستغرب من أن يُقال إن اليابان حليف لأمريكا وصديق لأمريكا، وهذا شيء عجيب إذا كان موجودا !! فمعناه أنه فُرض بالقوة.
لا أعتقد أن في قلوب اليابانيين، أي محبة لأمريكا، ولا أعتقد أن اليابان ستكون حليفا لأمريكا !!.
يمكن أن تكون كندا أو المكسيك حليفا لأمريكا، لكن اليابان دولة شرقية في أقصى الشرق يمكن أن تكون حليفا للصين أو حليفا لروسيا أو للفلبين، لكن غير ممكن أن
تكون حليفا لأمريكا إلا إذا كان هذا مفروضا عليها، ومعناه أنه شيء تعسفي…
الآن في السنوات الأخيرة وبعد هزيمة الحزب الليبرالي في الانتخابات، أعتقد أنه ظهرت أصوات وأُلفت كتب”متى تنعتق اليابان من تبعيتها لأمريكا، ومتى تقول اليابان لا “.
وهذه الكتب التي ظهرت أخيراً، تدل على أن هناك صحوة في اليابان، وأن هناك يقظة وعودة للبحث عن الكرامة التي أُهينت.
فأنا أعبر عن الأسف الشديد بأن اليابان بقوتها التقنية وقدرة أبناء اليابان على الخلق والإبداع وهذا التفوق التقني لليابان، لم يرد الكرامة إلى اليابان ولم يحرر اليابان..
مازالت تُعتبر مستعمرة أمريكية وتابعة أمريكية.
كان يجب أن تجلوا القواعد الأمريكية فوراً عن اليابان، وتقف اليابان من أمريكا موقف الند للند، وأن اليابان حرة تصنع السلاح الذي يحميها والذي يدافع عنها.
أنا طبعا ضد التسلح، وأنا أؤيد نزع السلاح بالكامل، وهذا المشروع الذي تتبناه إحدى كلياتكم هو نزع السلاح والسلام، وأنا أؤيد هذا المنهج، لكن إذا كانت أمريكا قد أعطت
نفسها الحق في أن تملك القنبلة الذرية، فاليابان أولى من كل دولة في العالم بأن تملك السلاح الذري لأنها هي التي تضررت من هذا السلاح، ولابد أن يكون عندها رادع
نووي حتى لا تُضرب به مرة أخرى.
وما لم تتحرر اليابان من الهيمنة الأمريكية وتصبح دولة مستقلة، وتملك قوة للدفاع عن نفسها وعن السلام في العالم، فلا يُستفاد من التقنية الراقية التي توصل إليها
اليابانيون ولا الإمكانيات المتوفرة في اليابان من هذه الناحية، ومن هذا الإبداع،خاصة أن اليابان ليست لديها طاقة وليس لديها الثروات ومصادر الطاقة ومصادر الثروة في الداخل، وهى أمة مبدعة… مبدعة جدّاً…مذهلة في الإبداع.
وبالتالي هي تحتاج إلى إمدادات الطاقة من الخارج والخامات من الخارج، لكن إذا كانت إرادتها غير حرة فإنها لا تستطيع الحركة في هذا المجال.
أنا أتابع سياسة اليابان، على الأقل من الناحية السياسية لا تأخذ اليابان موقف الأمم المتحدة مثلا إلا إذا كان مؤيدا لأمريكا وكما تريد أمريكا، وهذا شيء مهين جدّا.
وقد تكون لليابان مصالح مع دولة مثل الصين أو الهند أو كوريا الشمالية أو روسيا أو ليبيا مثلا، ولكن أمريكا تريد موقفا ضد هذه الدول في الأمم المتحدة مثلا.
فاليابان ضد مصالحها وعلاقاتها مع هذه الدولة، لأنها تضطر إلى أن تتخذ موقفا ضد هذه الدولة التي عندها مصالح معها تأييدا لموقف أمريكا، وهذه الحالة خدمة للسياسة
الأمريكية وضرر للعلاقة اليابانية مع الدول الأخرى التي تحتاج إليها.
لنفرض أن اليابان تستورد النفظ من ليبيا مثلا وتحتاج إلى هذه الطاقة، ولكن جاء موقف في الأمم المتحدة مثلا أمريكا ضد ليبيا، فتطلب من اليابان أن يكون موقفها ضد
ليبيا بينما ليس من مصلحة اليابان أن تكون ضد ليبيا، لأن اليابان عندها مصلحة في ليبيا تستورد منها البترول مثلا، ولكن أمريكا تقول ” لا.. أنالا تهمني مصلحة اليابان،
أنا تهمني مصلحة أمريكا، أنت يا يابان صوّتي إلى جانب أمريكا ضد ليبيا حتى ولو كانت عندك مصالح مع ليبيا ” – وهذا مثل ولايعني ليبيا بالذات -، وهو شيء يؤسف له.
إذن اليابان حتى مصالحها الحيوية مهددة بسبب تبعيتها لأمريكا.
أنا أرى العالم يتشكل في خرائط جديدة مثلما هو موجود في مثل هذه الخريطة إذا نظرتم إليها، فالعالم في المستقبل سيصبح هناك الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر دولة وهو
يتشكل الآن في شبه دولة، وسيصبح دولة، ولديه عملة واحدة، ويمكن أن يكون لديه جيش واحد، ومصرف مركزي واحد، وسياسة خارجية واحدة.
وعندنا الاتحاد الإفريقي يتشكل الآن.. نحن كذلك نشكل الاتحاد الإفريقي مثل الاتحاد الأوروبي ليصبح بمثابة دولة واحدة في المستقبل.
ثم هناك أمريكا الجنوبية تتشكل الآن، ويمكن سيكون هناك اتحاد.. فضاء جديد لأمريكا الجنوبية سيصبح بمثابة دولة.
ثم أمريكا الشمالية بمثابة دولة، فالولايات المتحدة الأمريكية فضاء كبير ودولة كبيرة.. زائد كندا وما إليها، سيكون إقليم النافتا.. عموما يشبه الدولة.
ثم نأتي إلى الجهة الأخرى لآسيا حيث الاتحاد الروسي كيان دولة قائم بذاته، بعدها الصين وهو كيان عملاق آخر قائم بذاته، وهناك تجمع اسمه السارك “الهند والباكستان
وبنغلاديش وبوتان والنيبال وسيرلانكا والمالديف ” وفي المستقبل عندما تزول العداوة بين الباكستان والهند سيكون بمثابة دولة.
ثم الآسيان ” إندونيسيا وماليزيا والدول العشر المعروفة هي أيضا الآن تتشكل فيما يشبه الدولة بما فيها الفلبين.
تبقى هناك اليابان معزولة، وكوريا الشمالية والجنوبية، يعني كيف سيكونون وما هو وضعهم ؟!.
العالم يتشكل هكذا، وأين تكون اليابان؟!.
هي لا تشكل فضاء بذاتها، ولكنها تحتاج إلى أن تكون في فضاء.
ولو لم يكن هناك مشكل بين الكوريتين وبين كوريا الشمالية واليابان، يمكن أن هذه الدول تشكل فضاء فيما بينها.
لكن عموما، إن اليابان مستقبلها في خريطة العالم القادمة، عليه علامة استفهام.. علامة استفهام على وضع اليابان، أين ستكون اليابان ؟!.
فهي ليست في الصين ولا هي في الاتحاد الروسي، ولا هي في الآسيان ولا السارك، ولا هي في الاتحاد الأوروبي، ولا هي في الاتحاد الإفريقي، ولا هي في الاتحاد الأمريكي
ولاهي في أمريكا الجنوبية.
هذه مسألة ينبغي أن تفكروا فيها: ” أين ستكون اليابان ؟”.
بالنسبة لأمريكا تتمنى أن اليابان لا تبحث عن مستقبلها وتبقى بهذا الشكل تابعة لأمريكا ” ستالايت “، وتستخدمها في المحافل الدولية وفي الأمم المتحدة وكأنها احتياطي
لأمريكا.
والقوات الأمريكية موجودة لإرهاب اليابان، وتخوّف اليابان، و ” يا يابان إذا أنتم ذهبتم يمين يسار، فنحن سنؤدبكم وسنعمل لكم كما عملنا لكم في الحرب العالمية الثانية،
لازم أن تتذكروا أننا نحن موجودون “.
هذا الشيء الموجود الآن حقيقة، وهذا الوضع المؤسف.
أنا شاكر أنكم طرحتم علي هذا الموضوع، وأعتقد أني باختصار حاولت أن أجيب على الموضوع.
شكراً أبنائي الطلبة والبروفسور ” فوكودا “.
وإذا كان لديكم أي استفسار، فتفضلوا فأنا جاهز.).
– المتحدث: البروفسور ” فوكودا “.
شكراً جزيلاً، شكراً جزيلاً سيادة القائد.
– الأخ القائد: شكراً.
– المتحدث طالب: سؤال لسيادة القائد “القذافي”: رغم أن الدول الإفريقية لديها الكثير من الموارد الطبيعية التي نحتاج إليها نحن، فإن معدلات النمو والثراء في القارة
منخفضة جداً، فما هو سبب هذا القصور الاقتصادي رغم أن القارة غنية جداً بالموارد الطبيعية ؟.
– الأخ القائد : يابني هذا الكلام أنا قلته وجاوبت عليه، قلت لك إن إفريقيا في وضع مترد جداً بسبب مرحلة العبودية في الماضي، ثم مرحلة الاستعمار، ثم مرحلة التدخلات
والاستغلال الأجنبي الآن، هذا هو السبب.. والتأثر بتغير المناخ، الدول الصناعية تشوه المناخ، والضرر ينعكس على القارة الأفريقية من تصحر وجفاف وما إليه.
وقلت إن اليابان يمكن أن تساعد إفريقيا إذا كانت اليابان حرة، لكن اليابان ليست حرة في ترتيب علاقاتها وبناء علاقاتها مع الدول الأخرى بسبب هيمنة أمريكا على اليابان.
وهذا الذي تحدثت عنه، هو السبب يابني.. شكراً.
– المتحدث طالب : شكراً جزيلاً سيادة القائد.
سؤال لسيادة القائد: مؤخراً قيادة إدارة ” اوباما ” قررت زيادة عدد القوات الأمريكية العاملة في أفغانستان، ولكن أعتقد أن هذه الزيادة لن تفيد، والوضع في أفغانستان
سيزداد وسيتحول إلى مستنقع ولن تُحل أموره.
أنا شخصيا ضد هذه الزيادة في عدد القوات، ما هو موقف سيادة القائد ؟.
– الأخ القائد: شكراً.
الموقف طبعا واضح تماماً، يعني الرئيس ” باراك اوباما ” هو أعلن أنه سينسحب من افغانستان في سنة 11 تقريباً،وهذا أمر يبدو أنه تقرر فلا تعني زيادة القوات أو عدم
زيادتها شيئا بالنسبة لأفغانستان فهو سينسحب منها عام 11 وخلاص ،حتى لو زاد قواته،وهو برر إرسال “30 “ألف جندي جديد إلى أفغانستان لتحقيق الانسحاب في عام 11.
يعنى ما معناه ” تغطية الانسحاب” في العسكرية، وأكيد أن الجنرالات هم الذين أوصوا ونصحوا ” اوباما ” بهذا.
ففي العسكرية أنه عندما تريد أن تنسحب من مكان.. من جبهة، تكثف الهجوم على هذه الجبهة بما يسمونه ” تغطية الانسحاب ” حتى تنسحب بأمان يجب أن تصب نيرانا
كثيفة على العدو لكي تلهيه عن متابعة عملية الانسحاب أو التعرض لها أو إفشالها.
فالـ “30” ألفا الذين سوف يبعثهم ” أوباما “، هم عبارة عن تغطية الانسحاب الأمريكي والإستراتيجي من أفغانستان.
وأنا أعتقد أن ” اوباما ” في ذاته رجل مختلف تماماً عن الرؤساء الأمريكان البيض إلى حد الآن، وهو أدان حرب الفيتنام، وأدان حرب العراق، وأعلن أنه سينسحب من
العراق واعتبرها حربا خاطئة، وهذا لم يقله أي رئيس أمريكي في الماضي.
وأتمنى أن يقول هذا عن اليابان ويسحب قواته من اليابان، ويقول ” إن اليابان دولة حرة نحن ضربناها بالقنابل الذرية ثم نستعمرها مرة أخرى، لا يجوز “.
هذا طبعا يتوقف على الشعب الياباني.
يعني أفغانستان برروا وجودهم فيها أصلا بسبب الهجوم عليهم في 11 /9 – أو كم – ضربة نيويورك، وأنه في كل الأحوال لن يبقى وصيا على أفغانستان ولا يحمي أمن
أفغانستان، وأدان حكومة أفغانستان وقال “هذه حكومة مرتشية “، وقال ” نحن لن نبقى حراسا على أفغانستان، وعلى أفغانستان أن تتحمل مسؤولية أمنها بنفسها
ونحن مجرد مساعد لها ونحن سنسحب قواتنا “.
هذا كله شيء نعتبره منطقيا… يعني تحليلاته ومحاولة معالجته للسياسة الدولية، في الحقيقة منطقية إلى حد الآن.
أنا الحقيقة مرتاح لسياسة ” أوباما ” الآن، خلافا لكل الرؤساء الأمريكان الذين كنت أنا على خلاف معهم بل على عداوة معهم… وفي عهد ” ريغن ” وصلنا إلى
الحرب.
شكرا يابني.
– المتحدث طالب: سؤال لسيادة القائد: قرأت الكتاب الأخضر وهناك أمور مكتوبة عن التعليم، أولاً عن تنوع التربية، تنوع مصادر التربية المذكور في الكتاب، ماذا تعنون
بهذا ؟.ثم ما هو الهدف الرئيس من عملية التربية ؟.
في اليابان الآن هناك جدل حول مواضيع التربية، فما هو الهدف الرئيس الذي تصبو إليه التربية والتعليم في رأي سيادة القائد ؟ وهل يمكن أن تزودونا بأمثلة ؟.
الأخ القائد: أنا يا بني عارف أن الكتاب الأخضر يتكلم عن التعليم، لكن سؤالك غير محدد ولم أفهم بالضبط ماذا تقصد؟.).
[وقرأ الأخ القائد مايقوله الفصل الثالث من كتابه الأخضر حول التعليم]، وهو: “التعليم ليس ذلك المنهج المنظم وتلك المواد المبوّبة التي يُجبر الشباب على تعلمها خلالساعات محدودة على كراسي مصفوفة -مثلما أنتم جالسون الآن- وفي كتب مطبوعة.
إن هذا النوع من التعليم -وهو السائد في جميع أنحاء العالم الآن- هو أسلوب مضاد للحرية.
إن التعليم الإجباري الذي تتباهى دول العالم كلما تمكنت من فرضه على شبيبتها، هو أحد الأساليب القامعة للحرية، إنه طمس إجباري لمواهب الإنسان وهو توجيه إجباري
لاختيارات الإنسان.
إنه عمل دكتاتوري قاتل للحرية لأنه يمنع الإنسان من الاختيار الحر والإبداع والتألق.
أن يُجبر الإنسان على تعلم منهج ما، عمل دكتاتوري.
أن تُفرض مواد معينة لتلقينها للناس، عمل دكتاتوري.
إن التعليم الإجباري والتعليم المنهجي المنظم، هو تجهيل إجباري في الواقع للجماهير.
إن جميع الدول التي تحدد مسارات التعليم عن طريق مناهج رسمية وتجبر الناس على ذلك، وتحدد رسمياً المواد والمعارف المطلوب تعلمها، هي دول تمارس العسف ضد
مواطنيها.
إن كافة أساليب التعليم السائد في العالم، يجب أن تحطمها ثورة ثقافية عالمية تحرر عقلية الإنسان من مناهج التعصّب والتكييف العمدي لذوق ومفهوم وعقلية الإنسان.
إن هذا لا يعني إقفال أبواب العلم كما يبدو للسطحيين عند قراءتهم له, وانصراف الناس عن التعلم، إنه على العكس من ذلك, يعني أن يوفر المجتمع كل أنواع التعليم,
ويترك للناس حرية التوجه إلى أي علم تلقائيا.
وهذا يتطلب أن تكون دور التعليم كافية لكل أنواع المعارف، وأن عدم الوصول للكفاية منها هو حد لحرية الإنسان وإرغام له على تعلم معارف معينة.
– الأخ القائد: إذا كان سؤالك يتكلم عن هذا، فأنا أقصد الآن أن كل دولة تعمل منهجا رسميا وتعلم الطلاب هذا المنهج، فإن الكتاب الأخضر ضد هذا فهو يريد أن تتوفر كل
المعارف وتُترك للشباب حرية تعلّم المعارف التي يريدها.
مثلا النساء يريدن أن يدرس منهجا معينا يناسب طبيعتهم، يجب أن يتوفر هذا المنهج، وتتوفر دور العلم الموجودة، وتذهب المرأة للتعليم الذي يناسب طبيعتها كأنثى.
والذي يريد أن يتعلم شيئا.. علما معينا، يجب أن يكون موجودا وأن يتجه إليه.
لكن الآن نحن نحدد مواد ونقول هذا المنهج.. هذه الجغرافيا، وهذا التاريخ، وهذه العلوم التطبيقية، وفي هذه المناهج نجبر الطلبة ونعلمهم هذه المناهج الرسمية.
أنا أقصد أنه يجب أن تكون هناك حرية تامة في التعليم، مثلا طالب يريد أن يتعلم علم البحار مثلا، لا يجده في المنهج الموجود الآن، لكن يجب أن يتوفر, يجب أن تكون
هناك مدرسة حتى من الإعدادي أو من الثانوي وجامعة متخصصة في هذا، فيذهب من البداية إلى علم البحار في المؤسسات التعليمية التي تعلم علوم البحار.
مثلا واحد يريد علم الفضاء، بدل أن يدرس أشياء أخرى لا يريدها، ليذهب رأسا لهذا ويجب أن يتوفر.
الآن العالم يعمل منهجا للرجال وللنساء واحدا للأسف، لكن يجب أن يكون هناك منهج للنساء ومنهج للرجال، ويترك للمرأة الاختيار فإذا أرادت أن تدرس منهج الرجال
فهو متوفر ولا تُمنع من دراسته.
وإذا أرادت ألا تدرس منهج الرجال، يكون أمامها منهج النساء الذي يناسب طبيعتها… تتعلم العلم أو الحرفة التي تقودها إلى عمل, العلم الذي يقودها إلى حرفة تناسب
طبيعتها كأنثى.
شكراً.
المتحدثة السيدة ” يوري كي كويكي ” رئيسة جمعية الصداقة اليابانية الليبية: بلادنا اليابان, بلاد جميلة، هل عندك تفكير لزيارة اليابان ؟.
المترجم للسؤال: سيادة القائد: لا أعلم إذا ماكان السؤال بالعربية قد وصلكم مباشرة، ولكن باختصار فإن السيدة ” يوري كي كويكي ” رئيسة جمعية الصداقة اليابانية
الليبية، تسأل سيادتكم عن وجود أو عدم وجود فكرة لزيارة اليابان، وتدعوكم للتفكير في ذلك ؟
– الأخ القائد: شكراً لهذه السيدة، ولغتها العربية واضحة وأحييها لقيامها بهذا الدور لتمتين علاقات الصداقة بين الشعبين الليبي و الياباني حيث ترأس هذه الجمعية.
أنا ليس لدى مانع من زيارة اليابان، وسأكون سعيدا إذا كنت بينكم في يوم ما.
– المتحدث البروفسور ” فوكودا: إذا تفضلتم سيادة القائد بزيارة اليابان، ندعوكم مرة أخرى لزيارة جامعة “ميجي” مباشرة للتفضل بإلقاء محاضرة علينا.
– الأخ القائد: إن شاء الله، أكيد إذا زرت اليابان فسأزور جامعتكم إن شاء الله.
– متحدث طالب: كنت أستمع إليكم وخصوصا عن الدور الأمريكي حول العالم، وسؤالي هو: الكثير من الدول العربية لم تستطع حل المشاكل بين الفلسطينيين والإسرائيليين،
وأيضاً الكثير من الدول العربية ودول شمال إفريقيا لديها ثروات طبيعية ولديها موارد تتفوق على الإسرائيليين، وبالرغم من ذلك لم يستطيعوا حل هذه المشكلة بالرغم من
وجود بترول ووجود كثير من أدوات الضغط والإمكانيات.
لماذا لم يستطيعوا القيام بحل القضية الفلسطينية؟.
– الأخ القائد: شكراً.
طبعا بالنسبة للإسرائيليين – كما تعلمون – هم تحت الحماية الأمريكية، وهناك أسطول أمريكي اسمه الأسطول السادس الأمريكي في البحر المتوسط، هذا الأسطول هناك
اتفاق بينه وبين الدولة العبرية لحمايتها.
يعني تصوروا: دولة قائمة وجودها متوقف على حماية أسطول دولة أجنبية !! وهذه ليست دولة أصلا، فما يسمى بـ “اسرائيل ” وجودها غير شرعي من ناحية
القانون الدولي، لأنهم والفلسطينيين يعيشون على أرض واحدة وهي فلسطين التي تقع بين نهر الأردن والبحر المتوسط، وهذه الأرض متخاصمون عليها طبعا.
الأغلبية عام 48، كانوا فلسطينيين.. يعني ثلاثة أرباع السكان كانوا فلسطينيين، يمكن الربع كان إسرائيليا، ولكن هذا الربع الإسرائيلي تمكن من طرد الفلسطينيين عام
48 من ديارهم، وأعلن دولة من طرف واحد وسماها باسمه “إسرائيل”.
هذا لا يجوز من ناحية القانون الدولي، لأنك أنت تعلن من طرف واحد قيام دولة مُتخاصَم عليها، هذا باطل.
من هنا كان يجب عدم الاعتراف بهذا الإعلان وبهذه الدولة، لأن هذا طرف واحد أعلن هذه الدولة وأقام على أرض الغير، وطرد ” 4″ ملايين فلسطيني وأقام عليها دولة
إسرائيلية، وأتى بالإسرائيليين من جميع أنحاء العالم لكي يحلوا محل الفلسطينيين.
من هنا كان يجب من ناحية القانون الدولي عدم الاعتراف بهذا الكيان.
والإعتراف باطل.
ولكن في النهاية، إن ما يسمى بـ “إسرائيل” هو عبارة عن ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية، هي محمية أمريكية.
فمن الناحية العسكرية، إذا العرب حاربوا ما يسمى بـ “إسرائيل ” فمعناها يواجهون أمريكا، وهذا حصل في كل الحروب التي مضت حيث كانت أمريكا دائما تتدخل إلى
جانب الإسرائيليين، وكل إمكانيات أمريكا تحت تصرف الإسرائيليين.
لماذا ؟ يمكن بسبب سيطرة اليهود أو الإسرائيليين على المصارف أو بيوت المال في أمريكا، وممكن على الصحافة..يعني هناك إمكانيات في أمريكا تحت تصرف اليهود.
وبالتالي هم يضغطون على الإدارة الأمريكية دائما لكي تخدم مصالحهم، وهم يريدون السيطرة على أمريكا , والآن تكاد أمريكا تكون تحت السيطرة اليهودية.
هذا شيء.
وبالنسبة للحل السلمي، فإن الإسرائيليين لا يريدون الحل، هم يعتمدون على أمريكا.
وفي مثل هذه الحالة، لو يحصل تصويت، هل لمصلحة الشعب الفلسطيني أم لما يسمى بـ “إسرائيل”، وطلبت أمريكا من اليابان أن تصوت إلى جانب الإسرائيليين، فسوف
تصوت اليابان حتى لو أن الشعب الياباني عواطفه مع الشعب الفلسطيني أو مع العرب.
فالإسرائيليون يريدون أولا عدم عودة الذين طردوهم من الفلسطينيين، ويريدون إبادة الفلسطينيين هم موجودون الآن.
هذه السياسة الإسرائيلية واضحة جداً جداً: منع عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين خرجوا عام 48 و67 والخ، وإبادة الذين هم موجودون.
فالحل هو ” الكتاب الأبيض ” الذي أنا قدمته للعالم، وهو قيام دولة واحدة ديمقراطية بشرط عودة كل اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طردوا منها، وتفكيك ترسانة
“ديمونة ” لأسلحة الدمار الشامل.
يعني أن الإسرائيليين عندهم مئات الصواريخ النووية ولم يتكلم العالم عنهم، ولم يطالبوا بتفكيكها، ولا يُسمح حتى بالتفتيش عليها، ولما الرئيس الأمريكي ” كيندي ” أراد
أن يفتش على مفاعل ” ديمونة ” قاموا باغتياله.
إذن لابد من تفكيك ترسانة السلاح النووي في ” ديمونة “.
وياليت اليابان تستخدم علاقاتها مع أمريكا وتطلب من أمريكا كحليف لها الآن أن أول شيء -باعتبار اليابان مكوية بنار القنابل الذرية وتريد السلام – هو أنه لابد من
تفكيك أسلحة الدمار الشامل الموجودة في مفاعل ” ديمونة ” عند الإسرائيليين.
فالكتاب الأبيض الذي قدمته للعالم، يدعو إلى قيام دولة واحدة ديمقراطية مشروطة بعودة الفلسطينيين إلى ديارهم وتفكيك أسلحة الدمار الشامل، عندئذ تصبح دولة مثل
لبنان متعددة الأديان.. متعددة الأجناس ربما، ويعيشون بسلام.
وفي هذه الحالة يتم قبولهم حتى في البلاد العربية وفي الجامعة العربية، ويكون فيها انتخابات حرة ممكن أن يكون الرئيس فلسطينيا.. ممكن أن يكون الرئيس إسرائيليا،
هذا لا يهم، ولكن الفلسطينيين الذين تم طردهم من ديارهم لابد أن يعودوا.
وهذا هو الكتاب الذي أنا قدمت فيه الحل.
هذا ” إسراطين “.. يعنى، جزء من اسم فلسطين وجزء من اسم إسرائيل، هذا من فلسطين وهذا من إسرائيل ” إسراطين “، إسراطين يعنى ” إسر” من كلمة إسرائيل،
و” طين ” من فلسطين: ” إسراطين “.
هذا إذا قرأتموه، مقنع جداً.
هذا هو الحل يابني موجود في هذا الكتاب.
شكرا.
– متحدث البروفسور ” فوكودا: شكراً جزيلاً سيادة القائد.
بالنسبة لـ “إسراطين” نريد أن نترجم هذا الكتاب في جامعة “ميجي”، وننشره قدر المستطاع باللغة اليابانية.
– الأخ القائد: عظيم. أشكركم.
– المتحدث البروفسور ” فوكودا: وهنا أود أن أوجه تحية إلى القائد العظيم ” القذافي “، ونود أن يكون مركز دراسات السلام ونزع السلاح في جامعة ميجي هو أداة
للارتقاء بالعلاقات بين اليابان وليبيا.
ونرجو من القائد العظيم، التفضل بدعم مجهودنا لإنشاء ” كرسي القذافي للدراسات السلمية ” في مركزنا لتدريس نظريتكم.. نظرية القائد العظيم في هذا المركز.
– الأخ القائد: شكراً جزيلاً، أشكرك شكراً جزيلاً وزملاءك وأبنائي الطلبة، وأشكرك على هذا الاقتراح بأن يكون هناك كرسي في هذه الجامعة، وسأدعمكم في ذلك، وأنا
سأكون صديقا لهذه الجامعة، واعتبروني من هيئة التدريس بهذه الجامعة.
أنا تحت تصرفكم في أي وقت، وأتمني أن يتكرر التقاؤكم إن شاء الله عبر الأقمار الاصطناعية، وإذا زرت اليابان فسيكون أول مكان أزوره هو جامعتكم ” جامعة ميجي”.
أشكركم.
الرياضة والفروسية والعروض
الرياضة إما خاصة كالصلاة يقوم بها الإنسان بنفسه وبمفرده حتى داخل حجرة مغلقة ، وإما عامة تم…