الصين.. أمريكا..المواجهة المحتومة
مرة أخرى كما تناولت مشكلة أكرانيا وبسبب تأثير ذلك على السلام العالمي فإنني أتناول لنفس الأسباب مشكلة الصين وأمريكا ، أي من باب مساهمتي قدر الإمكان في حفظ السلام والأمن الدوليين ، وبلادي إحدى الدول الصغيرة التي يهمها السلام العالمي ، ولكي تعيش في سلام.
إن المواجهة المباشرة إذا حدثت بين القوى الكبرى تلحق الضرر بالجميع لكن المشكلة الصينية ـ الأمريكية ليست قابلة للحل مهما ساهمنا ـ نحن قادة السلام ـ وهذا تأكيد من طرفي مقلق جداً جداً، حينما أقول للعالم إن المشكلة الصينية ـ الأمريكية غير قابلة للحل أو التوسط ؛ لأنها مشكلة حتمية لا مفر منها ً، وكل ما يجري الآن هو التحضير للمواجهة المباشرة أو تفادي المواجهة المباشرة لكن هي مواجهة محتومة . وأمريكا بالذات تريدها مواجهة غير مباشرة ، والصين تريدها مؤجلة قدر المستطاع ، ولكن كلا الطرفين مدفوع بحكم تلك الحتمية لطبيعة الأشياء نحو المواجهة .
أما ما يجري الآن من مغازلات أحياناً ، ومضايقات أحياناً أخرى فليس إلا إجراءات لابد منها لتأخير المواجهة وكسب الوقت ، أو لمواجهة المواجهة بطريقة غير مباشرة خاصة من طرف أمريكا .
على العالم وعلى قادة السلام ألا يهتموا بالمناورات الجانبية مثل الخصومات التجارية ، من جمارك ، وإغراق السوق . والضغوطات الرامية إلى دفع الصين لزيادة الاستهلاك ورفع سعر عملتها ، واستغلال التلوث المناخي لعرقلة تقدم الصين .
الحقيقة هي أن الصين منافس عالمي خطر جدا ً، وأشد خطورة من الاتحاد السوفييتي على أمريكا في الماضي، إذ إن الاتحاد السوفييتي اعتمد على الأيديولوجية للتغلب على أمريكا سياسياً وسلمياً إلى جانب اعتماده على أسلحة الدمار الشامل التي يتملكها .
والأيديولوجيا عملية عقائدية إيمانية وحتى فلسفية ، معتنقوها محددون دائماً ، وهكذا بمجرد تغير الرؤساء في الدول التي كانت يسارية تغيرت سياسة البلد من اليسار إلى اليمين ، وأحياناً حتى اليساريون أنفسهم يصبحون يمينيين .
لكن الصين منافس من نوع آخر ، أولاً لأن القوة الاقتصادية الصاعدة لا تستطيع أمريكا إيقافها وتلهث وراء منافستها ، كذلك القوة البشرية الهائلة التي لم يسبق لها مثيل إلى جانب القوة النووية والمقعد الدائم في مجلس الأمن الدولي .
الصين تتسلل في كل مكان من العالم بشرياً و اقتصادياً و من ثمَّ سياسياً ، تتوغل بمداخل لينة (SOFT POWER) عكس أمريكا التي اختارت بغباء المدخل الخشن العسكري ، الأفريكوم مثلاً سيئاً للتدخل الفظ في الشؤون الداخلية باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان وهي تدخلات لم تعد مقبولة ؛ لأن أمريكا نفسها مدانة وتتبنى الدفاع عن حلفاء خاسرين في نهاية المطاف .
غير العارفين يعتقدون أن الأزمة الحالية بشأن بيع السلاح لتايوان موقف في حد ذاته ، وأنه أزمة طارئة ، والأمر ليس هكذا فبما أن أمريكا تدرك خطورة الصين ، و أنها خطر لا مفر منه وأن المواجهة العالمية القادمة ستكون مع الصين ، عليه فهذه سياسة فالحة اعتمدتها أمريكا ، و هي خلق روادع إقليمية ضد الصين تطبيقاً لسياسة جعل المواجهة مع الصين غير مباشرة ، فالسياسة الإستراتيجية الأمريكية ضد الصين اعتمدت خلق تلك الروادع لكي تستغل الصين إقليمياً مع تلك الروادع حتى لا تكون الصين في مواجهة أمريكا مباشرة . و هذه الروادع هي الهند و إندونيسيا و الفلبين و اليابان و كوريا الجنوبية و تايوان و ربما فيتنام أيضاً !! و أهم هذه الروادع هي تايوان و الهند و اليابان ، و تعمل أمريكا على أن تنشغل الصين دائماً بهذه الروادع الإقليمية حتى تتقي خطر مواجهتها مباشرة .
و معروف أن الصين في يوم ما تعوّل أمريكا عليها كرادع إقليمي ضد الاتحاد السوفييتي سابقاً ، عندما بدأ الانشقاق الماوي عن الماركسية ـ اللينينية السوفييتية . كان ذلك أكبر مكسب لأمريكا في أن تكون الصين ضد روسيا و روسيا ضد الصين ، و هي تتمنى أن يكون هذا الآن أيضاً و في المستقبل كذلك . إن ذلك يساوي لو صارت أوروبا في مواجهة أمريكا و أمريكا في مواجهة أوروبا ، إنه أيضاً أكبر مكسب للصين و لروسيا .
و عليه فلن تتوقف أمريكا عن تسليح تايوان ضد الصين ، و لن تتوقف كذلك عن دعم الهند في مواجهة الصين .
ومن مصلحة أمريكا وفقاً لسياسة خلق الروادع الإقليمية ضد الصين أن تكون اليابان قوة عسكرية ضاربة ، وهذا يجري الآن فعلياً ، أما الشروط التي وضعت على اليابان بعد الحرب العالمية الثانية فلم تعد من مصلحة أمريكا الآن بالنسبة للخطر الحقيقي ، والمواجهة المحتومة في كل الميادين مع العملاق الأصفر.
الرياضة والفروسية والعروض
الرياضة إما خاصة كالصلاة يقوم بها الإنسان بنفسه وبمفرده حتى داخل حجرة مغلقة ، وإما عامة تم…