إسراطين الكتاب الأبيض
إن الكتاب الأبيض هذا يعرض المشكل بكيفية محايدة وعلمية وجادة من أجل حلّ عادل و نهائى لما يسمّي بمشكلة الشرق الأوسط المزمنة . ويجنّب المنطقة مصائب العنف و الحرب و الدمار .
ويورد آراء و تصورات لعرب و يهود طرحوها من قبل ، و مشاريع دولية تزكي وتؤيد الحل الذي يقترحه الكتاب الأبيض هذا . وأي تصور آخر لن يحلّ المشكل أبداً .
فلسطين : |
هذا هو الاسم الذي ذكره التاريخ والكتب الدينية لهذه البلاد . وهو نسبة لسكانها الأصليين الفلسطينيين ، وهذا يعترف به العهد القديم في أسفار يوشع والتكوين والتثنية..إلخ . وتذكر الأسفار أسماء من عناقيين ورفائيين وكنعانيين، ويبوسيين وحثيين وفنيقيين..إلخ ، حيث يقول سفر الخروج صراحة : ( وكان لمّا أطلق فرعون الشعب أن الله لم يهدهم في طريق أرض فلسطين) .و ظل الاسم هو فلسطين طيلة فترة الانتداب ، ويذكرهذا في كل المشاريع والتسويات التي اقترحت . ويعترف بهذا حتى غلاة الحركة الصهيونية أمثال ( شموئيل كاتس ) مؤسس حركة ( حيروت ) الصهيونية . وأحد قادة منظمة الجيش القومي الصهيونية حيث يقول :
كل المؤسسات الصهيونية في العالم كانت تحمل اسم فلسطين . و يضرب أمثلة على ذلك : “انجلو – بالستاين” كان مصرفا صهيونيا . وصندوق التأسيس اليهودي كان اسمه صندوق التأسيس الفلسطيني ، و كذلك صندوق عمال فلسطين كان يهوديا ، وكانت أناشيد فلسطين في المنفى أناشيد صهيونية ، و يقول: كنا نحتفل بعيد الشجرة في المهجر باسم عيد الشجرة الفلسطيني . وإن صحيفة (بالستاين بوست) كانت صحيفة صهيونية وهي الناطقة باسم الاتحاد الصهيوني . وكان اسمها ” البريد الفلسطيني ” ، ويقول : لم يستبدل اسم فلسطين إلا بعد قيام ما سمِّي (بدولة إسرائيل ) ، و يعترف بأن ( اللغة العبرية ) بُدِئ في استعمالها في طبرية في القرن العاشر فقط . وحتى روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ردّه على رسالة الأمير عبد الله أمير الأردن في آذار 1944 م يقول : فيما يختص بفلسطين فلي السرور أن أنقل إليكم التأكيدات أنه ليس في نظر الولايات المتحدة الأمريكية أخذ أي قرار بتغيير الوضع الأساسي في فلسطين بدون مشورة العرب واليهود التامة .
على العموم فإن تاريخ فلسطين بغض النظر عن اسمها ، مثلها مثل بقية أقطار المنطقة ، سكنتها أقوام مختلفة ، و تداولتها قبائل ، وأمم ، وشعوب كثيرة جدا ، بعضها مهاجر.. وبعضها غاز . وشهدت حروبا كثيرة .. وموجات بشرية من كل اتجاه .
فمن الناحية التاريخية لا أحد له الحق في أن يؤكد أنها أرضه هو. فذلك مجرد ادعاء . ولا يوجد ما يعطي الحق لطرف في جزء من فلسطين ، وأن ليس له الحق في الأجزاء الأخرى .
دولة لليهود : |
هذه أول فكرة اعتقدها أصحابها لحماية اليهود (تيودور هرتزل مثلاً) في العصر الحديث . والدافع اليها هو الاضطهاد الذي يتعرض له اليهود في أوروبا تحديدا و هذا قبل عهد هتلر .
ورُشِّحت قبرص و الأرجنتين .. وأوغندا .. والجبل الأخضر وفلسطين وسيناء لقيام دولة لليهود للتخلص منهم في أوروبا . إذن لم تكن فلسطين بالضرورة هي الوطن القومي لليهود ، كما يؤكد هذا التاريخ .
وعد بلفور : |
الدافع وراءه هو التخلص من اليهود في أوروبا أكثر منه كونه تعاطفا معهم .
اضطهاداليهود : |
إن هذه الجماعة سيئة الحظ . وتعذبت كثيرا على أيدي قادة وحكومات وأقوام منذ القدم . لماذا ؟ تلك هي إرادة الله ، المذكورة في القرآن من فرعون مصر إلى ملك بابل إلى الرومان ،طيطوس ، وهدرين ، وإلى ملوك إنجلترا أمثال إدوارد الأول تعرضوا للنفي والأسر والذبح والغرامات والاضطهاد بكل أنواعه على يد المصريين ، والرومان ، والإنجليز ، والروس ، والبابليين ، والكنعانيين ، وأخيراً ما تعرضوا له في عهد هتلر .
العرب و اليهود : |
ليست هناك أي عداوة بين العرب واليهود ، بل هم أبناء عمومة للعرب العدنانية ، نسل إبراهيم عليه السلام . وعندما تمّ اضطهاد اليهود استضافهم إخوانهم العرب ، وأسكنوهم معهم في المدينة ومنحوهم وادي القرى الذي سمِّي بهذا الاسم نسبة للقرى اليهودية . أما بعد ظهور الإسلام المحمدي فقد كره اليهود ألا يكون النبي منهم فأضمروا له العداء . ووقعت بعض الغزوات ضدهم ، شأنهم شأن الكفار من قريش ، ومن العرب المرتدّين . اليهود طُرِدوا مع العرب من الأندلس في نهاية القرن الخامس عشر . تمّ إيواؤهم في البلاد العربية . ولذلك تجد ما يسمَّى بحارة اليهود في كل بلد عربي . وكانوا يعيشون في سلام وودّ مع إخوتهم العرب .
مشاريع حلول بإقامة دولة واحدة : |
- المشاريع البريطانية
أ. مشروع واكهوب:
المندوب السامي البريطاني على فلسطين في بداية ثلاثينيات القرن العشرين ، بإقامة مجلس تشريعي لفلسطين يتكون من : أحد عشر عضوا من المسلمين وأربعة أعضاء من المسيحيين وسبعة أعضاء من اليهود . و ذلك حسب سكان فلسطين في تلك الفترة .
ب. مشروع نيو كومب:
1. تأسيس دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة .
2. حرية الطوائف الواسعة .
3. حرية البلديات الواسعة .
4. لا مركزية .
ج. مشروع الكتاب الأبيض البريطاني 1939م :
1. دولة فلسطينية مستقلة ذات نظام اتحادي .
2. مجلس استشاري من العرب واليهود .
3. مجلس تنفيذي من العرب واليهود .
د. مشروع اللورد مورسون .
1. حكومة مركزية .
2. أربع مناطق إدارية :عربية /يهودية /القدس /النقب .
3. حكومة محلية و مجلس تشريعي لكل منطقة .
و قد رُفِضت هذه المشاريع لأسباب غير جوهرية : مثل عدم الرضا عن مساحة المناطق والبلديات لأحد الطرفين .. أو خلاف حول مدة الانتداب البريطاني، أو أمور تتعلق بعدد أفراد الهجرة ..إلخ .
اقتراحات صهيونية :
- كان أولها دعوة ما يسمونه ” اتحاد السلام ” وعلى رأسهم الحاخام “بنيامين ” الذين دعوا إلى دولة ذات قوميتين .
وحذروا اليهود من أن عدم قبول دولة واحدة ذات قوميتين سوف لن يحقق السلام لليهود، وقد تحقق ما تنبّأ به أولئك .
2. الحل الكونفدرالي أو الفدرالي وهو الحل الذي طرحه أحد أبرز القادة الصهاينة فهو أحد قادة منظمة “الهاجانا” ، و تولّى مناصب عسكرية هامة معروفة ، وكان عضوا في الكنيست ووزيرا ، كما تولّى مناصب أخرى ، هو ( مئير عميت) . فهو يرى أن التنازل من وجهة نظر استراتيجية عن أرض تمّ احتلالها – ويقصد طبعا أرضا مثل سيناء أو الجولان أو الضفة الغربية أو غزة – يعتبر تخليا عن مكاسب ملموسة يقول إنها غير قابلة للتعويض . أما الأشياء الأخرى التي يقول رغم أن مصر قدمتها لكنها قابلة للتغيير في أي لحظة ، و يضرب أمثلة على جدوى قيام دولة فيدرالية ، بالاتحاد الأوروبي ، والولايات المتحدة الأمريكية ، التي يقول إنها عاشت الـ13 سنة الأولى في اضطرابات حتى سنة 1789 ، و كذلك نيجيريا المتعددة الأديان والقوميات حسب رأيه . ويقول : إن الاعتبارات الاقتصادية والعسكرية والجغرافية والتاريخية هي التي تدعم مثل هذا الحل و هي متوفرة في فلسطين .
و هو يقول : إن قيام دولة فلسطينية مستقلة يمثل خطرا شديدا . ولتفادي هذه الأخطار التي يشكلها قيام دولة فلسطينية مستقلة من الضرورى قيام دولة واحدة فيدرالية . ويقول : إن مشكلة القدس تحلّ بذلك ببساطة وهي أن تكون عاصمة لهذا الاتحاد الفدرالي .
- أطروحة الصهيونية الألمانية : لقد قرر المؤتمر الثاني عشر للصهيونية الألمانية ( المدرسة البنائية) المنعقد في 11/9/1921 م تبنِّي فكرة إقامة دولة واحدة للطرفين : أن نقيم في تحالف مع الشعب العربي الفلسطيني مكانا لاستقرارنا المشترك لجمهورية نامية يضمن بنيانها لكل فرد من شعبيها تطوره القومي بدون إزعاج .
- مشاريع عربية :
أ. مقترحات الملك عبد الله الأولى :
1. مملكة واحدة .
2. إدارات مختارة لليهود في المناطق التي يوجدون بها .
3. برلمان واحد يمثل فيه اليهود بنسبة عددهم .
4. مجلس وزراء مختلط .
ب. مقترحات الملك عبد الله الثانية :
تقسيم فلسطين بين كل من لبنان والأردن و مصر . و يترك الباقي لليهود .
ج. مشروع نوري السعيد 1942م :
1. دولة واحدة .
2. استقلال ذاتي لليهود داخل هذه الدولة .
على أي حال كل المبادرات قبل 1948 م كانت تدعو إلى دولة واحدة .. وبعضها كان ينظر إلى ليهود كالنظر إلى الفلسطينيين الآن .. حكم ذاتي .. تقسيم .. إلخ .
فعدم القبول بدولة واحدة هو الخطأ التاريخي الذي سبب مأساة اليوم .
وإعلان دولة من طرف واحد لمصلحة هذا الطرف هو الخطأ أيضاً . والتقسيم فشل وسيفشل .
قبل 1948م كان ينظر إلى اليهود كالفلسطينيين الآن ؛ كانوا أقلية في فلسطين يلوحون لهم بالحكم الذاتي تارة . و مناطق يهودية تارة أخرى .. الخ وكان الفلسطينيون أغلبية ؛ و من أجل هذا رفض الفلسطينيون قرار التقسيم المشهور عام 1947 م . أما بعد 1948 م فصار العكس تماما أصبح الفلسطينيون أقلية نتيجة لحرب 48 ، 67م و اليهود أغلبية داخل ما سُميِّ بإسرائيل ؛ و بهذا بدأ التلويح للفلسطينيين كما كان اليهود ، بالحكم الذاتي و المناطق العربية ، و التقسيم .. إلخ .
الحلّ التاريخي والنهائي هو ما يقدمه الكتاب الأبيض هذا .
الغرض من التذكير بهذه المشاريع هو أن فكرة دولة واحدة فلسطينية كانت هي المطروحة . ورفض هذا الحلّ هو سبب المشكل المأساوي الذي تعيشه المنطقة الآن ؛ فالبديل عن الدولة الواحدة هو ما نراه اليوم .
خطأ و خطر إقامة دولتين : |
يقول عميد باحث إسرائيلي كان قائدا عسكريا للضفة الغربية في عامــي 74 إلى 76م : من غير الممكن قبول تقسيم فلسطين أو الموافقة على وجود حكم أجنبي في أرض إسرائيل . ويبرر هذا الرفض بحقائق لا يمكن تجاهلها لأنها مميتة منها:
إن الضفة الغربية عرضها 50 ك.م جوّا وبمنطقة جبلية ارتفاعها 1000م وهي تشرف على المنطقة الحيوية لإسرائيل المتمثلة في السهل الساحلي الذي يبلغ عرضه من 14 إلى 20 ك.م فقط . ويقيم في هذه المنطقة 67%من سكان إسرائيل . وبها 80% من صناعاتها فلا يمكن قبول طرف آخر في الضفة الغربية يهدد المنطقة الحيوية تهديدا مباشرا للغاية .
ويقول العقيد ” مئير بعيل ” وهو أحد المتساهلين وينتمي إلى اليسار الصهيوني ومن أعضاء مجلس السلام ، ومع هذا يقرّ ويؤكد ” إن حقّنا تاريخي في الضفة الغربية ، ويعتقد الكثيرون أنها ( قلب الأمة اليهودية ) . وإن حقّنا في الاحتفاظ بها مقدّس في الفرائض والتقاليد الدينية والتاريخية التي يؤمن بها شعب إسرائيل ” .
ويأتي بنفس مبررات العميد الباحث ( اريه شليف ) في عدم التنازل عن الضفة الغربية لأسباب حيوية جداً حيث يقول : إذا فقدنا الضفة الغربية فسيكون عمق إسرائيل بين طولكرم وناتانيا 15 ك.م فقط . وبين قلقيلية وشاطئ هرتسليا 14 ك.م فقط . وهكذا تصبح إسرائيل مكشوفة بسبب عدم وجود عمق إستراتيجي أمام أي خطر ، وإذا وقعت حرب انطلاقا من الضفة الغربية فستقسم إسرائيل إلى قسمين أو ثلاثة أقسام عندما يصل جيش عربي إلى شاطئ البحر .
ويقول : حتى بدون حرب فإن إسرائيل ستبقى تحت التهديد المستمر من الضفة الغربية . وسيكون المجال الجوي الإسرائيلي تحت سيطرة الضفة الغربية .
بل يقول : لابد لضمان أمن إسرائيل أن تقسم الضفة الغربية إلى ثلاثة مواقع دفاعية ، غور ونهر الأردن / سفوح جبال السامرة وصحراء يهودا / القمم العالية في خط جنين ـ طوباس ـ نابلس ـ معاليه لافونا ـ رام الله ـ القدس ـ بيت لحم ـ تكواع ، إلى جانب خطوط دفاعية ثابتة في جنوبي قطاع غزة .
ويقول : إن أي منطقة فاصلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن تكون مصدر أمن لإسرائيل بل العكس تكون مصدر إزعاج أمني .
ومع هذا يقول : إن سياسات إسرائيل سمّمت الفكرة الصهيونية الداعية إلى تحويل البلاد إلى دولة ذات قوميتين .
ويقول البروفسور ( شلومو افنيري ) : إن النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي يختلف عن كل النزاعات التي شهدها القرنان 19 ، 20 فهي نزاعات حدودية رغم استمرار بعضها لأكثر من قرن من الصراع . أما النزاع الفلسطيني الإسرائيلي فهو غير ذلك ، إنه صراع بين حركتين كل واحدة منهما تعتبر نفس الأرض ملكا لها أو جزءا من وطنها . أي أن الفلسطينيين يعتبرون ما يسمى الآن بإسرائيل جزءا من وطنهم حتى لو حصلوا على الضفة الغربية وغزة . وبالمقابل فإن اليهود يعتبرون الضفة الغربية هي السامرة ويهودا وهي جزء من وطنهم حتى لو قامت فيها دولة للفلسطينيين ، ويقول : إنها بالنسبة لليهود هي أرضهم التاريخية ذات التراث المجيد وأرض الخلاص ، ويخص بذلك الضفة الغربية .
وهي بالنسبة للعرب ـ كما يقول هذا البروفسور ـ هي أرضهم التي حكموها كعرب ومسلمين منذ القرن السابع ، وإن غالبية سكانها من العرب المسلمين ، وهي – كما يقول – جزء من الوطن العربي الكبير الممتد من الخليج إلى المحيط الأطلسي . لا تختلف عن اليمن أو العراق ، ويقول أيضا : إن العرب يسمونها فلسطين ، بل يسمونها جنوب سوريا . والحركة الصهيونية تسميها أرض ـ إسرائيل . ويقول في مثل هذه الحالة :
” إما أن تدمر إحدى الحركتين الأخرى أو التوصل إلى حل وسط ” ، والحل الوسط هو قيام دولة واحدة للجميع بحيث يحسّ كل طرف أنه يعيش فوق كل الأرض المتنازع عليها ، وغير محروم من أي جزء منها . ويـقول: إن الاعتراف بتقرير المصير للفلسطينيين لا يعني إلا تحديد مجال النشاط المسموح به لهم من قبل إسرائيل وهو ضد هذا الحل لأنه ليس حلاّ .
ويقول أيضا: إنني لا أؤيد إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ؛ لأنه من غير الممكن عزل مليون فلسطيني يقيمون في شرقي الأردن عن هويتهم الفلسطينية. وإن الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع لا تستطيع أن تكون حلاّ لمشكلة اللاجئين حتى للذين في لبنان وسوريا . ويقول : إن أي حلّ يبقي غالبية الفلسطينيين في المخيمات ولا يـقدم حـلاّ مشـرّفا داخـل حدود أرض ـ إسرائيل / فلسطين التاريخية لا يمكن أن يكون حلاّ ، حتى لو قامت دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ومستعدة لأن تعيش بسلام مع إسرائيل حتى وإن كانت بزعامة مسالمة غير منظمة التحرير الفلسطينية فإنها لن تكون حلاّ؛ لأنها غير قادرة على مواجهة مشكلة اللاجئين وتوطينهم حتى من لاجئي لبنان في الضفة والقطاع ؛ لأن هذه المنطقة لا يمكنها استيعاب هذه الأعداد من السكان .
ويقول الباحث الاستراتيجي الصهيوني وهو محاضر في الجامعات ومتخصص في النزاع العربي ـ الإسرائيلي ومؤلف لعدة كتب ويدعى ( يهو شفاط هركابي ) : إن قبول منظمة التحرير الفلسطينية بدولة فلسطينية في الضفة الغربية ما هو إلا ( تكتيك ) لتصفية حسابها مع إسرائيل وأنها ستطالب بالمزيد ، وستناضل من أجل تحقيق أهدافها، وإن القبول بدولة في الضفة والقطاع ما هو إلا تأجيل فقط لمواصلة النضال إلى مرحلة تالية .
ويقول : أما وجود مناطق منزوعة السلاح فهي تجربة مريرة وفاشلة ؛ لأنها تجعل السيادة على تلك المناطق مائعة . وهي عامل صراع وليست عامل استقرار .
كما أن قيام دولة فلسطينية مستقلة يقضي على حلم دولة إسرائيل الكبرى بالنسبة للإسرائيليين، ويفرض على الفلسطينيين التخلّي عن بقية فلسطين . كما أن هذه الدويلة ستكون عرضة للتدخل المتزائد من قبل الأردن ، والإسرائيليين في شؤونها الداخلية . وهذا يؤدى حتما إلى صراعات عنيفة .
ويقول ( ماتي شتاينبرغ ) المحاضر في الجامعة العبرية : إن الموافقة على الهدف المرحلي المتضمن إقامة دولة فلسطينية في الضفة ـ والقطاع يجب ألا تفسر بأي حال من الأحوال على أنها تشكل تنازلا عن الهدف النهائي ، ويقول : إن التسوية ما هي إلا فترة مرحلية قصيرة في إطار النظرية التقليدية التي لم تتغير . ويخشى هذا المحاضر الصهيوني من أن الموافقة على تقرير المصير ستسري على ما يسميه عرب ـ إسرائيل وكذلك فلسطينيي الأردن.
الحل الجذري والتاريخي هو : |
1 .دولة واحدة للفلسطينيين واليهود ( إسراطين ( .
اشتراطاتها :
1 . عودة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين أينما كانوا وحيثما رغبوا ، لأنه غير جائز جلب يهود لم يكونوا من سكان فلسطين . لا هم .. ولا أجدادهم . ومنع فلسطينيين التجأوا ونزحوا من فلسطين بعد عام 1948م الأمس القريب . خاصة وأن اليهود يؤكدون أنهم لم يطردوا الفلسطينيين ، بل الفلسطينيون هم الذين صدقوا الدعايات وفروا من ديارهم . ويكفي أن عضو أول كنيست ، ومن قادة حركة ( حيروت ) وأحد قادة منظمة الجيش القومي ، وهو من أشهر المتطرفين يدعى ” سموئل كاتس ” وهو يستشهد بأقوال الجنرال كلوب باشا الذي يقول : ( لقد أصيب المواطنون العرب بالهلع وهجروا قراهم بدون أن يتعرضوا لأي تهديد خلال الحرب ) .
يقول هذا الكاتب: هكذا نشأت الكذبة القائلة: إن اليهود طردوا العرب بالقوة من قراهم ، ويقول : لقد تحدث المراسلون الذين غطّوا حرب 1948م بمن فيهم أكثرهم عداء لليهود عن فرار العرب . ولكن لم يقولوا إن هذا الفرار إجباري. ولم يلمحوا بذلك حتى التلميح . ويعترف ( السموئل ) المذكور بحدوث ظاهرة غريبة ، وهي ظاهرة الفرار . ويعترف أيضا أنها وقعت على نطاق واسع. ويعترف بأنها فرار جماهيري لجموع الفلاحين من المفروض أن يبقوا منغرسين في أراضيهم الزراعية ويقول : إن الرجال فرّوا ولم يدافعوا عن منازلهم وإن هذه الظاهرة للفرار الجماعي الواسع لتلك الجموع الفلسطينية تحتاج إلى تفسير منطقي. ويستشهد أيضا بما كتبه مراسل جريدة التايمز في عمان : إن سوريا ولبنان وشرقي الأردن والعراق قد امتلأت بالفارين القادمين من إسرائيل ، ويستغرب كيف فروا ولم يبقوا في إسرائيل ولم يقاتلوا .
ويستشهد كذلك بأقوال ( آميل الغوري ) سكرتير الهيئة العربية العليا في خطابه أمام اللجنة السياسية الخاصة بالأمم المتحدة في 17 تشرين الثاني1960م حيث قال الغوري : ( إن الأعمال الإرهابية الصهيونية التي رافقتها أعمال قتل جماعي هي التي تسببت في خروج العرب بجماهيرهم من فلسطين وكان ممكنا منع نشر هذه الأكاذيب وهي في مهدها ( .
وهذا الاستشهاد يراد منه تأكيد شيئين أولهما الاعتراف بأن خروجا جماهيريا قد وقع بالفعل ، وثانيهما هو أن أسباب هذا الخروج هي نشر دعايات رهيبة كاذبة عن مذابح وهمية . وخاصة ما أشيع أنه وقع في قرية دير ياسين الشهيرة .
هذه الأقوال والشهادات وغيرها كثير تُعْرَض هنا في هذا الكتاب الأبيض للاستفادة منها في الوصول إلى حلّ نهائي .
فهي تؤكد من جهة وعلى لسان صهاينة قادة وأساتذة ومراقبين محايدين .. ومراقبين منحازين ـ تؤكد شهاداتهم :
أولا – أن الفلسطينيين كانوا يسكنون هذه الأرض ، ولهم فيها مزارع ومساكن حتى عام 1948 ، 1967 .
ثانياً – أنهم خرجوا من هذه الأرض منذ 1948 وتركوا مزارعهم ومساكنهم خائفين من المذابح سواء أكانت هذه المذابح حقيقية أم كاذبة.
ثالثا – يشهد قادة وأساتذة من أبرز أعضاء الحركة الصهيونية وممن شاركوا في نزاع 1948 م أن اليهود لم يطردوا الفلسطينيين من فلسطين لا من مزارعهم .. ولا من مساكنهم ، بل الفلسطينيون هم الذين صدقوا الدعايات المرعبة . وخرجوا من فلسطين .
رابعا – إن الذين خرجوا كانوا جماهير غفيرة وأن الخروج كان على نطاق واسع .
وهذا شيء إيجابي جدا يساعد على حلّ المشكل .
إذن اليهود لا يكرهون الفلسطينيين ، ولا يريدون إخراجهم من أرضهم فلسطين ، ولم يقرروا ذبحهم كما كان يشاع .. وأنه حتى مذبحـة دير ياسيـن ليست حقيقية ، وأن العرب من غير الفلسطينيين هم الذين هجموا على فلسطين وأعلنوا الحرب على اليهود .
لنصدق كل هذا ولنعد إلى المربع الأول .. ونقطة الأصل لكي نحـلّ المشكل ألا وهو إرجاع أولئك الفلسطينيين الذين خرجوا من فلسطين منذ عـام 48 ، وحتى 67 . خاصة وأن اليهود يؤكدون أنهم لم يطردوهم . بل فروا للأسباب المذكورة . وهذا يعني أنه لا اعتراض حتى من اليهود الذين احتلوا أرضهم على بقائهم فيها . وهذا أهم مفتاح لحلّ المشكل وهو عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى فلسطين . وهذا الإجراء فيه إعادة المياه إلى مجاريها ، وهو تنفيذ لقرار الأمم المتحدة الصادر في 11 كانون 1948م الذي ينص على عودة اللاجئين في بنده رقم ( 11 ).
و ليس هناك أي وجه حق .. و لا مشروعية في الاعتراض على هذا إطلاقاً.
ولنأخذ الدروس المستفادة من التاريخ ، لحلّ المشكل ، حيث يؤكد العهد القديم من الكتاب المقدس كما ذكرنا ، ويسجل تاريخ المنطقة كذلك أن فلسطين كانت تتداولها قبائل وأقوام عديدة ، وكانت منطقة صراع بالكامل ، وليس صراعا على جزء منها ، وأن الفلسطينيين كانوا هم السكان الأصليين ، وأنها سميت فلسطين نسبة للفلسطينيين ، وأن اليهود والحركة الصهيونية حتى عام 48 / كانوا يسمونها فلسطين . وكما ذكر سابقا في هذا الكتاب فإن كل حركة صهيونية أو مصرف أو أي مؤسسة يهودية كانت تسمىّ فلسطينية ، واستمر هذا بشهادتهم هم أنفسهم حتى عام 1948م.
إذن ليس لأحد – كما ذكرنا وفقاً لتاريخ المنطقة ـ الحق في منح نفسه كل فلسطين ، أو الحق في منح غيره جزءا منها .
حتمية فشل التقسيم ( دولتان متجاورتان ) : |
1 . أولاً هاتان الدولتان ليستا متجاورتين ، بل متداخلتان وممزقتان من الناحية السكانية والجغرافية أيضاً .
2 . إن عمق ما سمِّي بإسرائيل عند قيام دولة أخرى في الضفة الغربية هو 14كم فقط . ولا يمكن للإسرائيليين أن يسمحوا لأنفسهم بأن يكون عمق دولتهم 14كم .
3 . إن كل مدن الساحل تصبح تحت أي نيران من أي أسلحة ميدانية ومتوسطة من أي نقطة من حدود الضفة الغربية .
4 . ينبغي النظر إلى ما جاء سابقاً في هذا الكتاب تحت عنوان خطأ وخطر إقامة دولتين .
5 . إن أي منطقة عازلة ستكون مصدر إزعاج أمني وليس العكس ومحل تنازع على السيطرة عليها أو الاستفادة منها . والمناطق العازلة في تاريخ العالم كانت هي سبب الكثير من الحروب والنزاعات .
6 . ولن يقبل الفلسطينيون بدويلة ، بل دولة ومسلّحة لتدافع عن نفسها . وسيكون من حقها أن تتسلّح بنفس مستوى سلاح الدول المجاورة لها . وهذا حق طبيعي ومشروع ولا يجوز لأحد الاعتراض عليه .
7 . إن المنطقة كلها الواقعة بين النهر والبحر لا تتسع لدولتين إطلاقاً .
8 . إن الضفة والقطاع لا يسعان اللاجئين حتى الموجودين في لبنان وسوريا ناهيك عن اللاجئين الآخرين في أنحاء العالم .
9 . هناك مشكلة النازحين بالأمس القريب أين يذهبون ؟ الضفة والقطاع ليسا أرض النازحين من المناطق الأخرى .
10 . ما سمِّي بإسرائيل لا تتسع لهجرات جديدة .
11 . هناك اندماج موجود الآن يكون نموذجاً لاندماج الطرفين في دولة واحدة وهو يشكل في الوقت الحاضر قاعدة لإتمام بناء دولة واحدة .
يوجد مليون فلسطيني فيما سُمِّي بإسرائيل يحملون جنسية إسرائيلية ويشاركون في الحياة السياسية مع اليهود، ويشكلون الأحزاب السياسية . وسيزيد عددهم من مليون إلى ملايين على مرِّ الزمن وفي المقابل يوجد ما يسمّى بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة . وإذا كان عدد اليهود في المستوطنات مئات الآلاف الآن فسيصبحون مليوناً ثم أكثر مع مرور الزمن .
ما تسمَّى بإسرائيل بعد عام 1948 م ليست دولة لليهود فقط . هناك مسيحيون ويهود كاثوليك وهناك مسلمون ومسلمون دروز وعرب وإسـرائيليون . وفلاشا .. الخ .
12 . الطرفان يعتمدان على بعضهما في حياتهما . فالمصانع الإسرائيلية تعتمد على الفلسطينيين في تشغيلها ، والسلع متبادلة بين الطرفين وكذلك الخدمات .
13 . يقول الصهيوني ( مئير بعيل ) المعروف الذي تم الاستدلال بآرائه في هذا الكتاب، يقول مرة أخرى : ) في كل عام يمرّ تندمج الطائفتان أكثر فأكثر ويقصد الفلسطينيين واليهود ) بعضهما ببعض . فمـن جهة يتم الاندماج عن طريق الاستيطان اليهودي في الضفة والقطاع . ومن جهة أخرى يتعمق الاندماج بالاتساع الضخم في حجم العمل العربي في جميع أنحاء إسرائيل حسب قوله . ففي كل بناية تشاد وفي كل حقل يزرع ، وفي كل مصنع يحتاج إلى أيد عاملة ، وفي كل المطاعم والفنادق وخدمات النظافة البلدية وفي كل المرافق يعمل يومياً عشرات الآلالف من الفلسطينيين من جميع أنحاء البلاد ، ويعمل هناك شباب فلسطينيون من نابلس وغزة والطيبة والجليل والخليل .
فمن غير المجدي والحال هكذا تقسيم فلسطين إلى دولتين بل غير ممكن عملياً . فبالتقسيم لن تكون هناك دولة اسمها إسرائيل ، ولن تقام دولة اسمها فلسطين . فالذين يشجعون تقسيم فلسطين إلى دولتين إما أن يكونوا جاهلين بطبيعة المنطقة وديمغرافيتها وإما أنهم يريدون التخلص من المشكلة كيفما كان ووضعها في رقبة اليهود والفلسطينيين ، ونظهر أننا حللنا المشكل ، ونكون في هذه الحالة غير مخلصين ، ونكون قد وضعنا حجر الأساس لصراع جديد .
أرض الأجداد وأرض الميعاد : |
الفلسطينيون يعتبرون مدن الساحل عكا أو حيفا أو يافا .. إلخ مدنهم وأرض أجدادهم جيلا بعد جيل . وكانوا يعيشون فيها بالأمس القريب . والدليل على ذلك أنهم يعيشون في مخيمات لاجئين , أين كان سكان المخيمات التي في الضفة والقطاع . إنهم ليسوا من أهل الضفة والقطاع بل نازحون إليها بعد ما يسمى بحرب 1948 م .
هؤلاء لن يرضوا بغير أرض أجدادهم التي تركوها عام 48 م. واللاجئون الذين في مخيمات في لبنان وسوريا أين أرضهم وأرض أجدادهم . إلى جانب فلسطينيى الشتات . أما اليهود فيؤمنون بأن الضفة الغربية هي أرضهم المقدسة بل هي قلب الأمة اليهودية ، وهم لا يسمونها الضفة الغربية بل يهودا والسامرة . فكيف يمكن ويجوز أن نحرم أناسا من أرض أجدادهم .. وأناساً من أرضهم المقدسة بالنسبة لهم .
يقول أحد البحاث الصهاينة ويدعى ” ألوف هرابن ” : إن المشكل هو صراع شعبين حول ملكيتهما لأرض واحدة ويقول ” حاييم وايزمان ” في عبارته الشهيرة في سنوات الثلاثينيات : إن المشكلة هي أن كلا الجانبين على حق .
كيف يمكن أن نستبدل هذه بتلك ! غير ممكن .. وغير جائز ؛ لأن اليهود لا يقبلون ـ خاصة المتدينين منهم ـ باستبدال الأرض المقدسة في اعتقادهم بأي شيء آخر ، والفلسطينيين ـ وخاصة المتشددين منهم ـ لا يقبلــون هـم كذلك باستبدال أرض الأجداد بأي شيء آخر .
وإذا قامت دويلتان فإن الطرفين المذكورين سيواصلان الصراع ضد بعضهما للعيش في أرض الأجداد بالنسبة للفلسطيني .. وأرض الميعاد بالنسبة لليهودي .
الحل هو الاستفادة من هذه المعطيات الحالية والمسلّمات التاريخية، وإقامة دولة ( إسراطين ) من الفلسطينيين والإسرائيليين ، حيث يعيش ويتحرك الفلسطيني واليهودي حيث يشاءان .. فالذي يعتبر الضفة الغربية أرضه المقدسة يمكنه أن يعيش فيها أو يتحرك فيها متى شاء .. وإذا كان يريد أن يسميها يهودا والسامرة فلا مانع .. وإذا أراد الفلسطيني أن يعيش أو يتحرك في المدن الساحلية عكا وحيفا ويافا وتل أبيب وجدول .. إلخ فلا مانع، وهكذا تعود المياه إلى مجاريها ، وينتهي الغبن والحرمان خاصة وأن العرب واليهود ليس بينهما عداوة تاريخية ، بل العداوة بين اليهود والرومان .. في العصر السابق وبين اليهود والأوروبيين في العصر الحديث.
وإن العرب هم الذين استضافوا اليهود وحموهم من الاضطهاد بعد تنكيل الرومان ، وملوك إنجلترا بهم، وبعد الطرد من الأندلس .
يقول نفس الباحث الصهيوني ( ألوف هرابن ) : ( إن الفلسطينيين يقولون : لماذا نحن بالذات يجب علينا أن ندفع ثمن اضطهاد اليهود في أوروبا ) ؟! إذن الفلسطينيون لم يضطهدوا اليهود . واليهود يقولون : إننا لم نطرد الفلسطينيين ، ويقولون : إن العرب من غير الفلسطينيين هم الذين شنّوا الحرب علينا عام 1948 م .
هذه شهادات إيجابية توظّف بكل تأكيد لمصلحة الحلّ بقيام دولة مندمجة للطرفين .
ويقول نفس الشخص : ( إن لقاء الإسرائيليين والفلسطينيين هو لقاء شعبين عاشا مآسي قاسية ومؤلمة مع التجاهل من قبل الآخريـن) . ويضيف أيضاً وذلك بعد أن ألقى باللوم على الفلسطينيين لرفضهم اليهود بعد كرههم من طرف الأوروبيين : )من المؤكد أن للفلسطينيين مبرراتهم حيال هذه الظاهرة . متى سمع العالم أن شعباً ما فتح أبواب بلاده في وجه شعب آخر ، ويقلص بمحض إرادته أراضيه لتمكين شعب آخر من إقامة كيان خاص به)؟! ويقصد بذلك الشعب الفلسطيني في وجه هجرة اليهود إلى فلسطين، اليهود الذين لا يعرفون فلسطين ، بل كانت هناك أراض أخرى مرشحة لليهود مثل أوغندا والأرجنتين .. الخ .
الخلاصـة : |
1 . المنطقة ضيقة جداً لا تسع دولتين على الإطلاق .
2 . الدولتان ستتقاتلان ؛ لأن أرض كل واحدة منهما هي أرض للأخرى حسب اعتقادهما وكل دويلة تشعر أنها مهددة من طرف الأخرى .
3 . لن تستوعب كل منهما المهاجرين اليهود ، واللاجئين الفلسطينيين .
4 . تداخل استيطاني بينهما . مليون فلسطيني على الأقل فيما سُمَّى بإسرائيل . وقرابة النصف مليون إسرائيلي على الأقل الآن في الضفة والقطاع وطوائف أخرى درزية وكاثوليكية ومسيحية وإسلامية .. إلخ. وهو نموذج للاندماج .
5 . عمال المصانع الإسرائيلية فلسطينيون .
6 . اعتماد بل تكامل بين الطرفين في السلع والخدمات .
أخيراً : |
1 . عودة اللاجئين والنازحين الفلسطينيين إلى ديارهم.
2 . دولة واحدة . مثل لبنان .
3 . انتخابات حرة تحت إشراف الأمم المتحدة للمرة الأولى أو الثانية أيضاً .
4 . نزع أسلحة الدمار الشامل منها ومن منطقة الشرق الأوسط إن وجدت .
5 . بذلك ينتهي الصراع في الشرق الأوسط . وتصبح هذه الدولة مثل لبنان يعترف بها وتدخل حتى الجامعة العربية .
قد يتم الاعتراض على الاسم . وهذا اعتراض غير مجدٍِ وضار جدا. وسطحي .. وأصحابه عاطفيون غير عقلانيين . علينا أن نقارن بين سلامة اليهود وأن يعيشوا في سلام مع الفلسطينيين ومندمجين معا في دولة واحدة وبين التمسك بالاسم مع التضحية بسلام اليهود وبالسلام في الشرق الأوسط والعالم .
ينبغي عدم الإصغاء لأصوات الحرس القديم ، وعقلية الحرب العالمية الثانية ، بل يجب سماع صوت الشباب .. جيل العولمة .. جيل المستقبل.
إن العقلية القديمة هي التي سببت المأساة الحاضرة ..
إن دولة يهودية على حدة عرضة للخطر العربي والإسلامي ، أما دولة مختلطة من المسلمين واليهود والعرب والإسرائيليين فلن تهاجم إسلامياً ولا عربياً .
منذ عام 1967 م كان الوضع هو دولة واحدة إسرا طينية وحتى العمليات الفدائية كانت تأتي من خارج هذه الدولة .
وإن العمليات الفدائية الآن ليست من عرب 1948م كما يسمونهم بل من فلسطينيين خارج ما يسمى بعرب إسرائيل . وفي هذا مثال واضح على نجاح دولة واحدة مندمجة ( إسراطين ).
الرياضة والفروسية والعروض
الرياضة إما خاصة كالصلاة يقوم بها الإنسان بنفسه وبمفرده حتى داخل حجرة مغلقة ، وإما عامة تم…