‫الرئيسية‬ كلمات حديث الأخ القائد للشعب الليبي في الذكرى السادسة والتسعين لــمعركة القرضــــابية الشهـــيرة
كلمات - 7 فبراير، 2024

حديث الأخ القائد للشعب الليبي في الذكرى السادسة والتسعين لــمعركة القرضــــابية الشهـــيرة

بمناسبة معركة القرضابية معركة كل الليبيين، أستمطر في البداية شآبيب الرحمة على شهداء القرضابية من جميع أنحاء ليبيا.

وأستمطر بصورة خاصة الرحمة على روح جدي “خميس أبومنيار “الذي سقط شهيدا في الفترة الأولى من بداية معركة القرضابية ومعه 400 شهيد من جميع أنحاء ليبيا، وقد وجد جثمانه الطاهر مضرجا بالدماء الزكية وهو في حالة إلتحام مع مقدمة الجيش الإيطالي والمرتزقة الذين معه.

اليوم تمر الذكرى السادسة والتسعون لهذه المعركة الشهيرة الخالدة،
وكان بودنا أن يكون الكلام في هذا اليوم عن طي صفحة الماضي البغيض مع إيطاليا ونحن نقترب من مرور مائة سنة بعد شهور، 1911 الآن 2011 يعني مائة سنة على غزو إيطاليا الغاشم لليبيا.

كنا نعتقد أننا تعاملنا مع أمة متحضرة ومع روما ذات التاريخ المشهود، ولكن يؤسفني جدا أن في الذكرى المئوية للغزو الإيطالي، بدل أن نحتفل بطي هذه الصفحة المئوية المؤلمة، نجد أن الاستعمار الإيطالي والغزو الإيطالي قد تكرر بعد مائة سنة في هذا اليوم بالذات.

أين معاهدة الصداقة! أين معاهدة عدم السماح لأي عدوان ينطلق من إيطاليا على ليبيا! أين البرلمان الإيطالي! أين حكومة إيطاليا! أين صديقي برلسكوني!.

لقد تأسفتم واعتذرتم وأدنتم الاستعمار، كيف تكررون الآن غزو ليبيا مرة أخرى بطائراتكم!.

كنا نعتقد أنكم مصابون بعقدة الذنب تجاه الشعب الليبي الذي دمرتموه عام 1911 وإلى قيام الحرب العالمية الثانية.

لقد شردتم الشعب الليبي في تونس وفي الجزائر وفي تشاد وفي مصر، وطائراتكم تقصف القوافل التي تحمل الأطفال والنساء وهم هاربون من زحفكم وجيشكم وبطشكم وطائراتكم.

كنا نعتقد أنكم مصابون بعقدة الذنب تجاه الشعب الليبي، مثلما ألمانيا مصابة بعقدة الذنب تجاه اليهود الآن ألمانيا حساسة جدا فيما يخص اليهود وما يخص السامية؛ لأنها تريد ألا تكرر هذا الذنب هذه، العنصرية المحرقة ومعاداة السامية.

ألمانيا حساسة جدا تجاه اليهود، وتجاه الإسرائيليين؛ لأن هتلر عمل هولوكست ضد اليهود، وألمانيا أسقطت هتلر واعتبرت مرحلة هتلر مجنونة نازية، فلا يجوز لألمانيا في الوقت الحاضر أن تعمل أي شيء يمت بصلة من بعيد أو من قريب إلى أفعال هتلر.

كنا نعتقد أن ايطاليا نفس الشيء، لن تعمل شيئا تجاه ليبيا، يمت بصلة من قريب أو من بعيد إلى سياسة ايطاليا الاستعمارية وإيطاليا الفاسية بعد ذلك.

لقد أجرمت إيطاليا وصديقي برلسكوني وبرلمان إيطاليا -إذا كان هناك برلمان ، لكن تبين أنه لا يوجد برلمان وليست هناك ديمقراطية ،الشعب الإيطالي الآن يقف على هذا ؛ الشعب الإيطالي صديق يريد السلام.

كيف تخرجون وتبعثون طائراتكم وتقتل الليبيين اليوم وأمس بمناسبة القرضابية!.
لقد تأسفت عندما سمعت أبناء الشعب الليبي وهم يخطبون اليوم في ذكرى معركة القرضابية في سرت حيث وقعت معركة القرضابية، يتوعدون إيطاليا بنقل الحرب إلى إيطاليا حيث قالوا إن الحرب أصبحت مفتوحة بيننا وبين ايطاليا لأنها تقتل أبناءنا عام 1911 وعام 2011.

إذن الليبيون عندهم الحق فيما قالوه اليوم في ذكرى القرضابية، وأنا لا أستطيع أن أضع فيتو على الليبيين فهم أحرار في الدفاع عن أنفسهم ، وفي نقل المعركة إلى أرض العدو إذا قرر الليبيون ذلك”وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به” فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما أعتدى عليكم “.

هذا ما قاله الليبيون اليوم في سرت، وأنا كنت أسمعه في المذياع، يؤسفني جدا أنهم بدل أن يثنوا على العلاقات الجديدة والطيبة بين الشعبين، يتوعدون بالرد على إيطاليا والانتقام من إيطاليا.

شباب متحمس، يرى الطائرات الإيطالية اليوم تقصف مدينة سرت كما كانت بالضبط عام 1911.

بأي ذنب احتلت إيطاليا ليبيا واعتدت عليها عام1911،  لقد اتضح بإقرار الطليان أنه خطا وأن الشعب الليبي بريء وليبيا بريئة، وأنهم أساءوا ودمروا وبهدلوا وشنقوا وقتلوا وعذبوا، ولقد اعتذروا وقالوا إن هذا لن يتكرر.

فكيف يتكرر اليوم وبنفس الأسلوب ؟! هل1911 كان لحماية المدنيين؟.

لانملك إلا الأسف والحزن والألم في الحقيقة على إتفاق الصداقة التي ضاعت بيننا ، وعلى العلاقة الماضية المفيدة للشعبين.

ولا نملك إلا الدفاع عن النفس طبقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة مبدأ الحق في الدفاع عن النفس.

يا صديقي “ ميدفيديف” رئيس روسيا وصديقي “بوتن” ؛ وصديقي رئيس الصين ورئيس وزراء الهند ، وصديقتي رئيسة البرازيل وإخوتي وأشقائي “ زوما” و”علي بونغو” و”جودلك “ رئيس نيجيريا ؛ وصديقي “سقراطس” رئيس وزراء البرتغال:

هل روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا ونيجيريا والغابون والبرتغال وبقية الدول أعضاء مجلس الأمن، هل يا أصدقائي قررتم أنتم في مجلس الأمن في القرار 1973، القصف الجوي على الشعب الليبي!.

إذا لم تقرروا هذا، فمن أعطى الحلف الأطلسي الحق إذن في أن يقوم استنادا إلى هذا القرار، بتدمير ليبيا بالصواريخ والطائرات!.

40 يوما الآن وهم يدكون البنية التحتية في ليبيا !!.

حسب القرار الذي صدر من مجلس الأمن رقم 1973، رغم عدم اختصاص مجلس الأمن بهذه القضية إطلاقا ؛ لأن هذا شأن داخلي لا يخص مجلس الأمن أطلاقا، هل قررتم حصارا بحريا على ليبيا!.

الآن هناك حصار بحري.

هل قررتم حظرا نفطيا على ليبيا!.

هل قررتم الاغتيال السياسي وضرب مقر “القذافي” مكتب “القذافي” مثلا الذي استقبلكم فيه! هل هذا تضمنه القرار 1973 ، الاغتيال وتدمير المباني الإدارية!.

هل هذه حماية المدنيين ! تدمير البنية التحتية التي مثلما قال صديقي “بوتن” التي بنتها أجيال طوبة طوبة، كيف تأتون أنتم وتدمرونها!.

هل قررتم حظرا جويا شاملا على ليبيا أم حظرا جويا على منطقة محدودة!.

الآن حظر جوي شامل على ليبيا كلها !!.

وهل الحظر الجوي على ليبيا فقط، أم أن الطيران ممنوع في هذه المنطقة لا أطلسي ولا ليبي ولا غيره!. هذا الحظر الجوي: لا تدخلوه أنتم ولا نحن.

كيف الحظر الجوي على ليبيا وهم يقصفون بالطيران نفس المنطقة التي قالوا إن عليها حظرا جويا!.

أنا أكلم أصدقائي في مجلس الأمن ، وأكلم الضمير العالمي إذا كان عنده ضمير:
هل قررتم تجويع الليبيين وإيقاف الإمدادات والسلع التي تأتي من الخارج ،الوقود وأي سلع أخرى ¯ هل قررتم هذا!.

هل قررتم تجويع الشعب الليبي!.

هل قررتم أنه مباح أن تسقط ضحايا يوميا عسكريين ومدنيين!.

أنتم قررتم حظرا جويا فقط، إذن ارجعوا إلى قرار مجلس الأمن وراجعوا ما يجري في ليبيا الآن وتحملوا مسؤوليتكم التاريخية تجاه القانون الدولي تجاه الأمم المتحدة تجاه شعوب العالم.

هل الحظر الجوي يعني تدمير كل شيء! هل الحظر الجوي يعني قتل الليبيين يوميا ؟ هل الحظر الجوي يعني تدمير البنية التحتية والمواصلات والاتصالات الهاتفية، وأن المريض لا يستطيع أن يتصل بالمستشفى ويطلب الطبيب أو يطلب سيارة الإسعاف لأن النقال لا يعمل لأن الهوائيات ضربوها والناس لم تعد تستطيع أن تتصل ببعضها!.

حتى المرور إذا حصل حادث مروري لايستطيع أن يتصل ويطلب سيارة الإسعاف، والناس لا تستطيع أن تتصل ببعضها وتسأل عن بعضها في الحوادث لأن “الموبايل” تعطل بضرب البنية التحتية!.

هل قررتم هذا هل هذا حماية المدنيين!.

أنا سمعت صديقي “بوتن” يقول “ من أعطى هؤلاء الحق في أن يضربوا مقر القذافي!.. نحن لم نقرر هذا “.

وقال صديقي “زوما” وصديقي “بوتن “ إن “ قرار مجلس الأمن 1973 لا يسمح بالقصف الجوي ولا باستخدام القوة ولا بقتل الليبيين مدنيين أو عسكريين ولا باغتيال القذافي مثلا “، وقالا “إن الذي يجري الآن مخالف للقرار 73 “، وهم يستدلون بهذا القرار في العملية الوحشية القائمين بها الآن.

ومادمتم أنتم قد اعترفتم بهذا، وأنتم لم تقرروا هذا، ولم يكن في مخيلتكم أن يكون التطبيق بهذا الشكل الهمجي، فإذن لابد من عقد جلسة.

أنتم أعضاء مجلس الأمن، اعقدوا جلسة لمراجعة هذا القرار ولمراجعة العملية البربرية التي يتعرض لها شعب صغير هو الشعب الليبي ، ودولة صغيرة نامية هي الدولة الليبية.

النقطة الأخرى، إنهم يتكلمون عن إيقاف إطلاق النار، نحن أول من يرحب بإيقاف إطلاق، النار ونحن أول من وافق على إيقاف إطلاق النار نحن الليبيين.

لكن هل وقف الهجوم الجوي الصليبي الأطلسي!!

لم يتوقف. من يوقفه!.

هل الزنادقة تبع القاعدة، يؤمنون بإيقاف إطلاق النار أو يؤمنون بالقانون الدولي أو يخضعون لأي مقاييس أو قواعد!!

أبدا، وأنتم تعرفونهم في أفغانستان وفي باكستان وفي وادي سوات، وتعرفونهم في الجزائر ، والجزائر تعرفهم..في بلادهم كم سنة يقاتلهم الجيش الجزائري، وتعرفونهم في الصومال.

تعرفون أن هذه الجماعات الإرهابية ليس لها ميثاق ولا عهد، ولا تعترف بكل هذه الأشياء: القانون الدولي ما القانون الدولي ، إيقاف إطلاق النار، ما الهدف منه ، ما المحادثات ما المفاوضات ، ما الحوار، هذا لا يؤمنون به ولا يؤمنون بالديمقراطية ويعتبرونها كفرا.

ليبيا ترحب بوقف إطلاق النار، وقد أعلنت كم مرة موافقتها على وقف إطلاق النار، ومستعدة حتى هذه اللحظة لأن تقبل بوقف إطلاق النار من طرفها، لكن لا يمكن تنفيذ وقف إطلاق النار من طرف واحد.

أتحداكم بأن تضمنوا الجماعات المتطرفة متاع القاعدة، بأن تلتزم بوقف إطلاق النار، تعالوا أوقفوهم بمجلس الأمن ، بالأمم المتحدة ، بكل إمكانياتكم ، بالأطلسي كله إلا إذا كنتم ستضربونهم بطيرانكم مثلما تضربوننا نحن الآن بطيرانكم.

ثم إن وقف إطلاق النار، بين من ومن!.

بالنسبة للزنادقة الإرهابيين، قلنا إنهم لا يؤمنون بهذه الأشياء ولا يمكن أن تتفق وإياهم على أي شيء، ياليتهم يقبلون بوقف إطلاق النار.

بالنسبة لنا نحن الليبيين لا نقاتل بعضنا، ولقد سمعتم اعترافات الشباب كيف هم نادمون، وكيف تم التغرير بهم، وكيف أْجبروا من طرف الإرهابيين على حمل السلاح.

والإرهابيون ليسوا ليبيين، فهم جاؤوا من الخارج من أفغانستان ومن العراق ومن الجزائر وحتى من تونس ومصر.

وتعالوا تفضلوا اذهبوا إلـى” درنة” إمارة تتبع القاعدة، ادخلوا الأماكن التي يختبئون فيها، تعالوا هاتوا العالم كله يأتي ليرى الحلف الأطلسي، يأتي ليرى، تعالوا للاماكن التي عندما تأتون إليها أنتم، يهربون بهم ويقفلون عليهم حتى لا تروهم.

نقول لكم نحن عن الأماكن التي هم موجودون فيها، وتعالوا اتفقوا أنتم وإياهم على إيقاف إطلاق النار، ونحن نقبل بهذا.

كليبيين أكيد نحن الليبيين لا نقاتل بعضنا، لسبب واضح جدا وهو نحن نقاتل لأجل من!.

الذي يأتي من بنغازي مثلا هاجما على اجدابيا، إلى أين ماشٍ: من أجل الصليبيين! من أجل المسيحيين !من أجل النصارى!

هذا كفر، لا يوجد ليبي يقبل به أبدا، وهو عار وخيانة خاصة بعد أن دخلت ايطاليا اليوم، الليبيون كلهم سيقاتلون إيطاليا مثلما قاتلوها عام 1911، سيقاتلونها اليوم مثلما قاتلوها من قبل، وليس هناك خلاف بين الليبيين على مقاتلة ايطاليا بعد أن تنكرت وتجرأت واستهترت وضحت بمصالحها، في ستين داهية، مادامت ستضحي بمصالحها، هل نحن سنحمي مصالحها!!

يعني الليبي الآتي من بنغازي أو من اجدابيا، إلى أين ماشٍ.

حتى أبين لكم أننا نحن لا يمكن أن نقاتل بعضنا، لأن الواحد حتى في نصف الطريق بين بنغازي واجدابيا سيفكر ويقول “أنا إلى أين ماشٍ وسأقاتل من ! فأمامي عمي مثلا “.

فلقد وجدنا شخصا أمامه عمه كاد يقتله، وواحدا أخته زوجة لشخص جاء أمامه، وإخويه الاثنين، وواحدا آتيا وجد أخاه أمامه ، هذا ناصر وعمر وصالح والحاج محمد وموسى ابوبكر، نحن نعرفهم ويعرفوننا، كل هؤلاء واجهوا بعضهم.

هل نحن الليبيين نحمل السلاح حتى نقاتل إخوتنا ، حتى تقتل ابن عمك، وأخاك، واباك، ونسيبك في هذه المنطقة التي كلها عائلة واحدة!.

يعني أبين لكم أننا نحن الليبيين لا يمكن أن نقاتل بعضنا، لا يمكن أن نقاتل بعضنا من أجل أعلام النصارى ، حتى ترتفع أعلام النصارى فوق الأرض الليبية!.

“بنديرة” ايطاليا، كلنا نقاتلها ، ونحرقها وندوس عليها بأقدامنا، مثلما فعلنا في معركة الكردون في الزنتان.

الزنتان داسوا على العلم الإيطالي بأرجلهم الحافية عمدا.

“البنديرة” التي دسنا عليها في معركة الكردون في الزنتان، هل نضعها فوق رؤوسنا ونقاتل من أجلها لكي ترتفع فوق الأرض الليبية!.

مستحيل، ليس هناك ليبي يقبل بهذا إلا إذا كان ليس ليبياً.. مرتزق.
هل نقاتل من أجل الزنادقة!.

معقولة أن الليبيين الذين لا يعرفون الزندقة، يقاتلون مع القاعدة ومع الزنادقة، والزنادقة لا يعترفون بأحد، وسيكفرونهم، وهم يكفرون الدنيا كلها!.

يقاتلون من أجل من، من أجل خونة!.

هل هناك ليبي يقاتل من أجل خائن ، ويقول لدول الاستعمار تعالوا واستعمروا بلادنا، وتأتي أنت تقاتل من أجلي!.

لا يمكن.

يا أهلنا في تلك المناطق:

أول شيء نطلبه منكم هو أمسكوا أولادكم ولا تدعوهم يغررون بهم، فلقد قالوا لهم اذهبوا وستحصلون على فلوس وسيارات ، وتحصلون على أسلحة حتى تبيعوها.

لا.. لا.. عندما ترجع ليبيا مثلما كانت قبل هذه المؤامرة، ستأخذون السيارات.
يا أبنائي كلكم من البردي إلى رأس أجدير، ومن أيسين والفيوت إلى غاية الجغبوب والكفرة وتجرهي، تأخذون السيارات ، وتأخذون القروض، بدون أن تموتموا، وتأخذوها من حقكم ، رزقكم.

أما أنت ماشٍ بين أن تموت وبين أن تحصل على كلاشنيكوف تبيعها، ممكن أن تموت، فممكن أن تحصل على سيارة، وممكن أن تموت، معقولة يقتلونك !!.

شدوا أولادكم، إلى أين ماشون!.

الفلوس تأتيكم إلى عندكم، وحتى السلاح إذا تريدون أن تتدربوا على السلاح وتدافعوا به عن بلدكم ليبيا.

هؤلاء أولادي، هؤلاء أبنائي أطفال ضحكوا عليهم وجندوهم في بنغازي وجاؤوا وسلموا أنفسهم وراحوا يهتفون “على شانك يا بات خميس * انخشوا عالنار كراديس، واللي ما يبغي بات خميس * يعدي ايدور وين يعيش “.

ولقد سمعتموهم وهم يهتفون في الإذاعة، إلى أن بكى الواحد لما شافهم، شباب يحبون أباهم يحبون “معمر القذافي” قائدهم وأباهم ورمزهم.

ولابد أن الليبيين بكوا كلهم  عندما سمعوا هؤلاء الشباب الليبي آتين بهم من طبرق أو من درنة أو من البيضاء أو من بنغازي، وأْمسك بهم في أجدابيا وأخذوا يهتفون “على شانك يا بات خميس * انخشوا عالنار كراديس “.
يعني تجعل الشخص “ تخنقه العبرة “ عندما يرى هؤلاء الشباب أبنائي، وكلهم يقولون “ نحن نادمون فلقد ضحكوا علينا “.

ثم إن بعد أن يموت ابنك، من سيرده أليك: الخونة! فرنسا! إيطاليا! الزنادقة! هل سيردونه إليك حيا!.

والله لن تراه إلى يوم القيامة.

أنتم الذين أبناؤكم مازالوا أحياء، أمسكوا بهم ولا تدعوا أي أحد منهم يتجند، يتجند إلى أين ماشٍ!.

إذن نحن لا نقاتل بعضنا.

هؤلاء أبنائي، واعتبارا من الليلة أهلهم سيمسكون بهم.

وأنا متأكد من أن أهلهم سيمسكونهم ؛ أمهاتهم وآباؤهم وإخوانهم يمسكون هؤلاء الشباب الذين غْرر بهم، وستأتيكم يا أبنائي السيارات والقروض والفلوس  إلى عندكم.. ولا تستحق أن تغامروا بحياتكم.

أبنائي الضباط الأحرار الذين أصبحوا أسرى الآن في بنغازي في هذه المنطقة:
أنا أعرف وضعكم.. كلمتموني في آخر لحظة، كل واحد فيهم كلمني في آخر لحظة وقال “الآن جاؤوني ؛ حرقوا بيتي، ويدقون على الباب ليقتلوني وسأسلم نفسي”، قلنا “ سلٌم نفسك وأبق حيا و إن شاء الله تأت ساعة الخلاص، وما عليكم لوم”.

أنتم أبنائي.. أنتم أحبائي، أنتم عيوني، أنا لن أقاتلكم ولا أنتم تقاتلونني، وإلا تصبح الحياة بلا أي معنى.

فحتى لو انتصر واحد على الآخر، فهذا النصر ليس له معنى ، وليس له قيمة أبداً، والحياة نفسها ليس لها قيمة أبداً ؛ إذا كنا سنقاتل بعضنا نحن الحبايب ، نحن رفاق الدرب الطويل الرحلة التاريخية.

أبنائي الجنود الذين تشتتت وحداتهم، كتيبة الفضيل كتيبة الجويفي كتيبة الفيل:
أنتم حراسي، أنتم أبنائي ،ارجعوا ارجعوا، امتنعوا إذا كانوا قد قالوا لكم تعالوا تجندوا فارموا السلاح، السلاح في وجه من إلا إذا كان في وجه ايطاليا في وجه حلف الأطلسي!.

جهاد ضد الصليبية ، ممكن، أما أن تتركوا الصليبيين وتأتوا لتقاتلوا أبناء عمكم فلا.
أنتم تسمعونني وموجودون في بيوتكم ، والبعض منكم هارب ، والبعض منكم خائف، خائفون أن يطاردوكم ، يذبحوكم، والذي لم يذبحوه فرضوا عليه شروطا مذلة جدا جدا حيث استخدموه بدرجة يعني لو مات لكان أحسن.

قلت له أبق حيا، لكن لو مات لكان خيرا له ؛ لأنهم استخدموه استخداما مزريا جدا فقد أهانوه ؛ يعني البعض أْهين ومسحوا له تاريخه، وكان الموت أفضل.

بعض أبنائي الضباط الأحرار، بعثت إليهم رسائل واستجابوا، وكانوا رجالا واستجابوا، وأعرف أنهم لن يرتكبوا جريمة ضد الوطن ولا يمكن أن يقاتلوا تحت علم إيطاليا.

وبعضهم مرغم، لكن كلهم في النهاية، مثلما يقال في حرب الفتنة الكبرى “ قلوبنا مع علي ، وسيوفنا مع معاوية”.

يعني هم قلوبهم معنا، حتى لو كانت سيوفهم مع العدو، لكن قلوبهم معنا، وعندما تأتي الفرصة المواتية فإن سيوفهم سترتد على العدو، مثلما ارتد “السويحلي” على الطليان ، الذين كان معهم في مثل هذا اليوم في القرضابية.

بهذه المناسبة نحكي عن مدينة اجدابيا:

إجدابيا مدينة نعزها وأحبها كثيرا ، وأحب أن أرتاح فيها، وحتى قبل الثورة كنت أمشي.. أمشي حتى أصل إلى اجدابيا وابيت في دويرات “حجرات صغيرة “ بالإيجار لأن وقتها لم تكن هناك لا فنادق ولا حاجة ؛ فقط دويرة للإيجار، وأبيت في إجدابيا وأرتاح.

وإجدابيا مجاهدة، وكانت توجعني اجدابيا لأنها كانت عطشانة وواقعة في سرير، وقد فكرنا في أن تكون من ضمن المناطق التي نحوٌلها من مكانها ونضعها في مكان فيه ماء بعد الثورة.

وبعد أن عملنا النهر الصناعي العظيم والحمد لله، أنا فرحت بإجدابيا، وقد كان يأتي إليّ “السنوسي الاطيوش “الله يرحمه ومعه مجموعة، يقولون لي “إن اجدابيا ستموت بالعطش ، دبر لها، محطة التحلية تعطلت ، الشركة تراخت، وكيف أجلب لها مياها حلوة من البحر “، وكنت عارفا أنها عملية غير مفيدة.
وقد اتينا _ الحمد لله بالنهر، وقلت لهم “ضعوا الخزان في اجدابيا لكي يرتووا بعيونهم “، وخزان الماء مليء دائما وأبدا، وقلت لهم إن خزان التوازن نضعه في اجدابيا، حتى أقتل عطش اجدابيا التاريخي وتصبح رياّ تاريخيا، ري تاريخي.

هذه إجدابيا.

والآن يتمزق قلبي مثلما تتمزق اجدابيا، فكل الذي يأتي يضربها بالمدافع ، يضربها بالرشاشات، اخل أنت ، اطلع منها ، يزيد يدخل هذا ؛يطلع منها.. لغّمها.. اضربها،تحصن في هذا المكان، يأتي الطرف الأخر يدمرك !!.
لماذا! ما هو ذنب اجدابيا ،تدمرونها!.

“5000” خمسة آلاف عائلة سكان اجدابيا، تشتتوا.

مشروع إسكاني موجود، مصانع موجودة، جزر دوران أسن ما يكون مربوطة ببنغازي ومربوطة بطبرق رأسا وبالواحات، وأنا فرحان بذلك وأقول:إن اجدابيا ربنا راحمها لأنها مدينة مجاهدين.

لكن الآن ظهر العكس، ما هذه النقمة التي اصبت على إجدابيا!أين أهلها  أين المغاربة  أين الزوية  أين القبائل أين العريبات!!

أينكم وأين أولادكم!.

اجعوا إلى إجدابيا.

أنا أقترح بشأن إجدابيا أن تكون منطقة محٌرمة على العمليات العسكرية، مهما صار يجب أن تكون إجدابيا محايدة عن العمليات العسكرية، اتركوها، وإذا ياليبيون “ ربي ذهب شيرتكم “ تقاتلون بعضكم، قاتلوا بعضكم خارج إجدابيا، لا تمروا على إجدابيا.

إجدابيا يجب أن يرجع إليها سكانها وترجع مثلما كانت، أولادها يشتغلون في النفط، والماء بجانبها، والكهرباء بجانبها والحمد لله.

إرحموا إجدابيا.

وأنتم الذين آتون تدمرون إجدابيا، أنتم لستم من إجدابيا، فواحد آت من طبرق يدمر اجدابيا، ماذا يهمه فيها ، وواحد من درنة ويدمر إجدابيا، وواحد آت من افغانستان ويدمر إجدابيا، وواحد آت من الجزائر ويدمر إجدابيا.
ألوم على أهلها الذين ذكرت أنهم لابد أن يعودوا إليها، ويمنعوا أي واحد من دخولها لا من الشرق ولا من الغرب ؛ ولا قصف طيران.

حتى حلف الأطلسي يجب أن يسمع هذا الكلام ؛ ويبتعد عن إجدابيا.

ولا أحد من الزنادقة يتمترس في إجدابيا ، ويتخندق في إجدابيا ،ويستغل العمارات ويستغل المنازل والعائلات ويدخل وسطها، ويصبح يقاتل ارجوا من إجدابيا، إتركوا إجدابيا بالكامل لأهلها منزوعة السلاح.

وأنا أدعو في هذا الاتحاد الافريقي إلى يأتي بمراقبين من عنده، حتى يحرسوا مدينة إجدابيا من جميع الجهات، وتبقى مدينة منزوعة السلاح لا يدخلها أي شخص مسلح، وتعيش معيشة مدنية.

عندنا “أبوخمادة “أمين مؤتمر شعبية إجدابيا، يوجه خطابات، ويجب أن تسمعوا كلامه.

و” أبوخماده “ مطلوب منه أن يوجه النداء إلى أمناء المؤتمرات الشعبية الأساسية في إجدابيا حتى تقبل الكلام الذي قلته أنا الآن، ترجع الناس وترجع المؤتمرات الشعبية الأساسية ، وتقرر أن إجدابيا مدينة منزوعة السلاح بعيدة عن العمليات العسكرية، يا أطلسي تباعد عنا، يا أيها الآتون من طبرق ومن درنه ومن أي مكان آخر ومن بنغازي، لا تأتوا إلينا وابقوا في بلادكم، ووحدات الشعب المسلح تلتزم هي أيضا بعدم المرور على إجدابيا ولا تدخل إجدابيا.

ويسمعني “أبو خمادة “وهو رجل وطني وثوري، ويسمعني أمناء المؤتمرات الشعبية الأساسية في إجدابيا.

وأنتم يا حلف الأطلسي الذين تشنون حربا صليبية ثانية تتحملون مسؤولية أنكم تدمرون الجدار العازل للهجرة والإرهاب.

يوجد جدار عازل إسمه ليبيا الجماهيرية ، النظام الجماهيري الموجود في ليبيا الذي صنعه الشعب الليبي ولم يصنعه القذافي، هذا الجدار الذي اسمه ليبيا مستقرة، كان عازلا للهجرة عن أوروبا ، وكان عازلا للإرهاب عن أن يتوطن ويستوطن ويتمركز في شمال إفريقيا.

الآن أنتم تدكون أربعين يوما بقنابلكم وبصواريخكم ، أيها المغفلون تدمرون هذا الجدار الذي يوقف الهجرة ويوقف الإرهاب.

وإذا انهار هذا الجدار، فالويل لكم من الهجرة بالملايين، والويل لكم من الإرهاب على طول شمال إفريقيا.

وأقول لكم أيها الصليبيون الذين تشنون حربا صليبية ظالمة: إلى أين تسيرون! لماذا تشنون الحرب على الشعب الليبي وتدمرون ليبيا، لأي سبب! بأي شيء طامعون!

أنا أقول لكم الحقيقة: هناك أربعة أشياء ايأسوا منها من الآن، ولا تخدعوا انفسكم ولا تجروا وراء السراب ، ولا تحرثوا في البحر.

مهما ضربتم من صواريخ ومن طائرات وغارات في الليل وفي النهار وروعتم المدنيين، وقتلتم المدنيين ، ودمرتم المدارس ، وضربتم المستشفيات والبنية التحتية، وحتى لو استخدمتم القنابل الذرية، هناك أربعة اشياء ايأسوا منها لأنكم لن تحققوا منها أي نجاح بشكل حتمي.

ماهي؟

أولا_ النظام السياسي الليبي:

النظام السياسي الليبي هذا، لم يصنعه “القذافي “ ؛ هذا صنعه الشعب الليبي، فعندما قامت الثورة عام 1969، ونحن في مجلس قيادة الثورة  فوجئنا بالمؤتمرات الشعبية شكلتها الجماهير، ولما سمعوا أن النظام الملكي سقط ، والبرلمان سقط ، والحكومة سقطت ، وأن الشعب الليبي أصبح حرا، عملوا سلطة حلت محل السلطة الرسمية الحكومية التي إنهارت.

ولم نكن نعرف حاجة اسمها المؤتمرات الشعبية إلا لما فوجئنا ببرقيات تأتي إلى مجلس قيادة الثورة: المؤتمر الشعبي الأساسي فرزوغة مثلا “ يهنئكم ويؤيدكم “ ، المؤتمر الشعبي مزدة ، المؤتمر الشعبي القره بولي ، المؤتمر الشعبي درنة ، المؤتمر الشعبي غات.

في كل مكان مؤتمرات شعبية.. مؤتمرات شعبية، في البداية كانت تأييدا للثورة، في كل مكان مؤتمرات شعبية.. مؤتمرات شعبية، في البداية كانت تأييدا للثورة وتهنىء مجلس قيادة الثورة والجيش في ذلك الوقت.

بعدها بدأت المؤتمرات الشعبية تبعث إلى مجلس قيادة الثورة  مطالبها واحتياجاتها “ نحن تنقصنا المياه، نحن تنقصنا طريق، نحن ينقصنا مستشفى، نحن ينقصنا مدرسة “، وبدءوا يقدمون هذه الطلبات، ممن؟

يعني المؤتمر الشعبي هو الذي يقدم، نحن تبنينا ما عمله الشعب وهو أن السلطة أصبحت بيد الشعب، مؤتمرات شعبية، وطورناها بأن المؤتمرات الشعبية تْشّكل لجانا شعبية.

وقامت السلطة الشعبية ، وأصبح كل الليبيين رجالا ونساء الذين بلغوا سن الرشد، هم الآن ثلاثة ملايين الذين يمارسون السلطة البالغين سن الرشد، أو أكثر، هؤلاء يمارسون السلطة.

النظام السياسي الليبي الآن يتجسد في هذه الملايين، في كل فرد ليبي متجسد النظام السياسي، إلا اذا غيّرت الشعب الليبي وحوّلته ، وأتيت بشعب آخر يقبل بالانتخابات أو بالنيابة أو بأي شيء.

الشعب الليبي تجاوز مرحلة النيابة ومرحلة الانتخابات، ووصل الآن إلى أنه يمارس السلطة بنفسه مباشرة، لا يمكن أن يرجع إلى الوراء.

في كل الأحوال لا يقدر أحد  لا “معمر القذافي “ ولا حلف الأطلسي ولا أي واحد، يقدر أن يْغَير النظام السياسي الليبي إلا إذا غيٌره الشعب الليبي بنفسه في المؤتمرات الشعبية، إذا اجتمعت المؤتمرات الشعبية في جوٍمن الأمان بعيدا عن القصف ، وبعيدا عن السلاح، وتشعر الناس أنها مطمئنة ولا توجد رشاشات مصوبة على المؤتمر الشعبي ، ولا يوجد واحد في يده سكين الزرقاوي لكي يذبحه ؛ ولا غارات جوية وصاروخية من الخارج.

إذا انعقدت المؤتمرات الشعبية الأساسية في جوٍ خالٍ من هذا الإرهاب الداخلي والخارجي، تقدر أن تقرر أي شيء.

ما عندنا حكم إلا الشعب الليبي، فمهما عملت فرنسا ، مهما عملت أمريكا ، مهما عملت بريطانيا ، عمل المريخ ، عمل “القذافي “، لا يقدر أن يْغيّر النظام السياسي الليبي إلا اذا غيروا الشعب الليبي.

أنا نفسي لو أقول إن سلطة الشعب ملغاة، فستقوم القيامة عليها، ويقولون لي ليس من حقك ويخونونني، ويقولون لي أنت ارتكبت خيانة عظمى، يقولون نحن صنعنا المؤتمرات الشعبية، لا تقدر أن تلغيها ، المؤتمرات الشعبية ليست منتخبة، المؤتمرات الشعبية هي الشعب الليبي كله.

إذن ايأسوا من تغيير النظام السياسي الليبي واستبداله بأي نظام آخر إلا إذا قرره الشعب الليبي في المؤتمرات الشعبية الأساسية.

حتى “القذافي “ لا يتدخل فيه، ولا أحد يتدخل فيه، ونترك أي جهة تأتي وتستفتي الشعب الليبي، تنعقد المؤتمرات الشعبية الأساسية بدون قصف وبدون رشاشات من الداخل أو الخارج: أي نظام تريدونه ،أحرار.

أي نظام يقرره الشعب الليبي، لا يستطيع أحد أن يقول له لا؛ لأنني أنا ليست عندي سلطة أقدر أن أفرضها على الشعب الليبي.

هذه رقم واحد ايأسوا منها حتى لو استمررتم أربعين عاما ولا أربعين يوما، وضربتم حتى بالقنابل الذرية، لا تقدرون على أن تْغّيروا النظام السياسي الليبي، إلا إذا غيّره الشعب الليبي بحرية ، وليس تحت القصف.

– الشيء الثاني: “القذافي “ يرحل ما يرحل، يٌبطل ما يبطل، هذه ايأسوا منها مثلما يئستم من الأولى، لأن “القذافي” ليس لديه سلطة ولا منصب يتركه.

أنا تركت هذه المناصب من عام 1977، وقامت سلطة الشعب ، ويوم قيام النظام الجماهيري تخلينا عن مناصبنا بالكامل، وأصبحت مثلي مثل إخواني أعضاء مجلس قيادة الثورة، أين هم الآن هل عندهم سلطة ليتنحوا ، من أين يتنحون.. الثورة وقاموا بها ، والسلطة سلموها للشعب!.

أنا قمت بالثورة ، وسلمت السلطة للشعب، ليس عندي أي حاجة أخرى ، وبلادي لن أتركها، وببندقيتي أقاتل عن بلادي، وبلادي لن أتركها، ولا أحد يجبرني على ترك بلادي، ولا أحد يقدر أن يقول لي لا تدافع عن بلادك.
بندقيتي موجودة وسوف أدافع بها، هذه ليست منصبا ولا فيها استقالة منها ولا رحيل عنها.

أنا باق مع رفات أجدادي الذين قاتلوا إيطاليا عام 1911، أول شهيد سقط في معركة الخمس جدي “عبد السلام حميد أبومنيار”، كيف أترك قبره وأمشي عنه، أنا أستشهد بجانبه.

وجدي “خميس بومنيار” أستشهد في مثل هذا اليوم في القرضابية ؛ لا أترك رفاته، وجدي “حمد بومنيار” أعدمه الطليان في الجفرة بين ودان وبين هون ، هو ومعه مجموعة من الشهداء من الفطائم.
هذه ايأسوا منها، ولا تتكلموا فيها.

 

هذه تخليكم محل ضحك، لأنهم سيقولون لكم هذا رجل سلٌم السلطة من عام 77 وليس لديه أي منصب وتقولون له إترك، يترك ماذا! يترك بلاده، والله “كويس” !!.

هذه لا تتكلموا عليها لأنها محل سخرية واستهزاء بكم، وتصفكم بالجهل لأنكم أنتم لا تفهمون النظام السياسي الليبي ؛ ولا تفهمون وضع “معمر القذافي “.

“ معمر القذافي “ لو كانت عنده سلطة، لكان الشعب لا يحبه، لكن الشعب الليبي يحب “معمر القذافي “ويقدسه، لأنه ليس لديه سلطة، لأن السلطة عند الشعب.

انا لو كنت رئيس جمهورية لكان مصيري مثل مصير رئيس تونس ، ورئيس مصر؛ لأن الذي في السلطة تكرهه الناس، ولكن أنا مع الشعب لكي يستولي على السلطة ويمارس السلطة، والشعب لا يرتد على “ القذافي “، لأن “القذافي” في وسط الشعب يحرّضه على ممارسة السلطة.

وإذا كانت هناك لجان شعبية إدارية لا تنفع فإن الشعب الليبي يقدر أن يغَيرها في أي وقت.

السلطة التنفيذية في ليبيا إذا كانت هي اللجان الشعبية مثلما عندكم الحكومات، فإن المؤتمرات الشعبية تْغيّرها في اليوم مائة مرة.

اللجنة الشعبية العامة التي هي مثل مجلس الوزراء عندكم، يستطيع مؤتمر الشعب العام أن ينعقد في أي وقت ويْغَيرها بالكامل إذا أراد ، أو يْغير نصفها أوربعها، ويْغير أمينها ويأتي بأي أحد آخر بدلا منه، بدون مظاهرات ولا احتجاجات ولا أي شيء، وبدون أن نعلم، وبدون حتى أن أسمع به أنا.

  • الشيء الثالث: الذي ايأسوا منه ولا تطمعوا به هو النفط.
  • النفط دونه الموت، بماذا طامعون: أن تحتلوا النفط وتضخوه ليذهب إلى بلدانكم سالما مْسلما!.
  • الشعب الليبي كله سيهجم عليكم بملايينه في منطقة النفط، لا تطمعوا بأنكم تحتلون النفط وتتمتعون به ، والشعب الليبي يتفرج.

النفط دونه الموت، ولابد أن يكون تحت سيطرة الشعب الليبي والدولة الليبية، لاتحت عصابة مسلحة.

لا نسمح بالزندقة، ولا نسمح بالخونة ؛ ولا نسمح بعصابات مسلحة وبأن تسيطر على النفط.

النفط لابد أن يطمئن الشعب الليبي إلى أنه تحت سيطرة الدولة الليبية الدولة الجماهيرية ومؤسساتها الرسمية جيشها وشعبها المسلح.

تريدون أن تشتروا النفط، من منعكم!.

تريدون أن تأتي شركاتكم وتنقب عن النفط!، أهلا وسهلا، شركات فرنسية ، طليانية ، انجليزية، صينية.

تقتلوننا من أجل ماذا؟ من أجل أن شركاتكم تبغي أن تأخذ عقود نفط!، هذه بدون قتال، نتفاوض نحن وإياكم ، خذ عقد هذا الامتياز، انت حصتك كم وأنا حصتي كم ¯، ولما نتفق نوقع، وتأتي الشركة لتنقب وتطور هذا الحقل وتستفيد منه.

بماذا طامعون أكثر من هذا ، طامعون بأن تأخذوا النفط حتى يبقى ملكا لكم أنتم!، هذا مستحيل.

تعالوا طوروا حقول النفط، نقبوا على النفط.. الغاز، تأتي شركاتكم، ونصل إلى اتفاق مرضٍ ومفيد للطرفين، بدون قصف وبدون حرب.

أما بماذا طامعون أكثر من هذا!.

– النقطة الرابعة: طامعون بأن تحتلوا ليبيا!. مستحيلة، ليبيا 2 مليونا كيلومتر مربع، لن ترتاحوا فيها حتى لو أنزلتم كل جيوشكم، فستموتون في الصحراء وفي الجبال وفي الوديان، وسيقاتلكم الشعب الليبي كله.

الآن نوزع السلاح على أوسع نطاق على الشعب الليبي، آلاف آلاف آلاف الناس تحمل الآن الرشاشات وتحمل السلاح وتحمل القواذف، ولمّا تغزوننا على البر سيتم تسليح الملايين.

فهل تقدروعلىّ أن تواجهوا جيشا قوامه مليون مقاتل، يقوم بحرب العصابات على طول الشاطيء الليبي وفي الصحراء الليبية وفي الجبال الليبية!.

تقدرون على أن تواجهوه!، إلا إذا كنتم ستضربونه بقنبلة ذرية، تفضلوا اضربوا بالقنبلة الذرية، نحن لسنا خائفين، نحن نريد الشهادة.

هذه المشكلة: نحن نريد الشهادة أو الحرية والمجد، لا نريد الحياة، الليبيون كلنا الآن لا نريد الحياة ؛إما استشهاد وإماّ مجد وحرية فوق أرضنا ، أن تتركونا وتعترفوا بأننا عندنا حق فوق الأرض وتحت الشمس نحتله بجدارة، وإذا كنتم ستنكرون علينا هذا وتقاتلوننا، فتفضلوا قاتلوا إلى النهاية حتى بالقنابل الذرية إلى أن ننتهي، نحن لا نريد الحياة،فا إما أن نعيش أحرارا، وإما نموت.

الشعب الليبي سيطور المقاومة بالأطفال والنساء والشيوخ إلى جانب الرجال، سيزحفون بلا سلاح لتحرير العائلات الأسيرة ، العائلات الهاربة ، العائلات التي أقفلت عليها العصابات بالإسمنت، والتي لا نعلم إن كانت حية أو ميتة ، العائلات المقطوعة عليها المياه والكهرباء.

هذه العائلات أسيرة أينما كانت، والشعب الليبي سيزحف بأطفاله ونسائه ورجاله وشيوخه لتحرير هذه العائلات ستضربون، تفضلوا اضربوا ،بطائراتكم، اقتلوا ما شئتم من الأطفال ومن النساء.

مناطق فيها عائلات أسيرة تستنجد، من حق الدولة أن تفك أسرها مثل دولكم.
أنتم لو يحصل عندكم هذا هل تتركونهم ، العالم كله يقاتل عصابات مسلحة مثل هذه، الجزائر كم سنة وهي تقاتل عصابات مسلحة، لماذا لم تعملوا ضدها قرار 1973 ، لا يمكن.

الصومال نحن مع حكومتها ضد العصابات المسلحة، البحيرات العظمى هي أيضاً كانت تقاتل ضد العصابات، أوغندا، نحن مع حكومة أوغندا ضد جيش الرب الذي يعتبرونه عصابة متمردة مسلحة، وأنتم نفسكم تؤيدونها.
في الشيشان الذين كانوا متمردين لا أحد قاتل معهم، وكلكم تؤيدون الحكومة الروسية.

الباسك من أيده، الجيش الجمهوري الإيرلندي من أيده، الألوية الحمراء من أيدها!! هذه كلها عصابات خارج القانون.

إذا كانت هناك عصابة مسلحة في ليبيا أسرت عائلات أو شارعا، فأنا أقول إن قوات الشعب المسلح، يمكن أن تتنحى جانباً، وتترك للشعب الليبي أن يحرر نفسه بنفسه ، وإذا أردتم أن تقلتوه أو تقصفوه، فتعالوا أقصفوه.

إذا كان الزنادقة يقتلون الأطفال والنساء، فليتحملوا هذه المسؤولية.

لابد أن الاف الآلاف من الليبيين وبدون السلاح، سيحررون بلدانهم بلداً بلداً، وسيحمون جيشهم ، وإذا كنتم ستضربون الجيش الليبي وتعملون ليبيا دولة بدون جيش فالشعب سيحمي الجيش بالنساء وبالأطفال وبالرجال.

نحن أطفالنا لا نريدهم أن يعيشوا بعدنا ، ألم أقل لكم نحن إما أن نعيش بحرية ومجد أو شهادة… نحن أطفالنا نريد أن نضحي بهم ولا نريدهم أن يعيشوا بعدنا ، فليموتوا معنا.

اتركونا ، وإذا لم تتركونا فأنتم ستقتلون أطفالنا، ونحن غداً سندخل بأطفالنا وبنسائنا.
ألف امرأة في بني وليد عملت تشكيلا، وستبدأ التشكيلات النسائية ، إذا كان هناك مليون رجل فسيكون هناك مليون امرأة أيضاً..

‫شاهد أيضًا‬

الرياضة والفروسية والعروض

الرياضة إما خاصة كالصلاة يقوم بها الإنسان بنفسه وبمفرده حتى داخل حجرة مغلقة ، وإما عامة تم…