‫الرئيسية‬ مقالات وخرج الأكراد من المولد بلا حمص !!
مقالات - 6 فبراير، 2024

وخرج الأكراد من المولد بلا حمص !!

هكذا يقال في مصر عندما يخسر أحدهم الصفقة.

وهكذا خسر الأكراد الصفقة…. وخرجوا من المولد بلا حمص!
ماذا كسب الأكراد من صفقة العراق …لاشيء . إلا معانقة جنود قوات الاحتلال ..والقبلات على الخدود مع الحكام المحتلين الجدد . والاتهام بالخيانة العظمى . وموالاة الاحتلال.
أما وضع الأكراد فلم يتغير.. بل ازداد سوءا, على الأقل من الناحية الأدبية, والمظهرية, كذلك.
كنا نتوقع انه في ساعة من ساعات التاريخ الدرامية.. مثل هذه, أن تكون فرصة تاريخية للأكراد. ينتهزونها _ كما انتهز اليهود ساعة سقوط برلين.. وهزيمة المحور.. وانتصار الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية_ وذلك بإعلان الدولة الكردية الأمل التاريخي للأمة الكردية المضطهدة, والممزقة.. لا شىء ..أكراد رعايا فى الدول التي يوجدون فيها. ماهو الجديد؟ ماهي المكاسب؟ لاشيء.. الكردي هو الكردي مواطن من الدرجة الثانية والثالثة فى كل بلدان الشرق الأدنى.
لايخدعوكم بتولي الأخ هوشيار زيباري وزارة الخارجية فى وضع العراق الآن لقد كان الفريق نورالدين محمود رئيسا لوزراء العراق .وكذلك أحمد بابان, وهما كرديان. كما كان وزراء أشغال ومواصلات .. والداخلية, والعدل, والمالية, والدفاع أكرادا . وتولى رئاسة أركان الجيش العراقي أكراد مثل الفريق بكر صدقي والفريق حسين فوزي.. والفريق أمين زكي. بل وصلت نسبة الأكراد بين موظفي الدولة العراقية 25% , و97% فى المناطق الكردية. وقد كان للأكراد فى مناطقهم في العراق مجالس قروية.. ومجالس نواحٍ .. ومجالس قضاء .. ومجالس ألوية .. ومجالس محافظات.

وكانت اللغة الكردية والعربية رسميتين فى بعض المحافظات مثل السليمانية, ولغة التدريس فى المراحل التعليمية الابتدائية والمتوسطة هى الكردية في المناطق الكردية. والعربية لغة ثانية كان هذا في العراق فى الستينيات الماضية .
كان المتوقع أنه في ظل الحدث الخطير في المنطقة أن تظهر تحت دخان هذا الانفجار الهائل الدولة الكردية لتكون المنقذ والمظلة الواقية للأكراد من الاضطهاد والتنكيل والتقتيل الذي يتعرضون له طيلة تاريخهم المأساوى.

وإذا بنا نعود لترديد العبارة المؤلمة.. وهي أن حظ الأكراد هو حظ الحسرات, والفرص التاريخية الضائعة. رغم الثورات والتضيحات و الانتفاضات.
ماهو الجديد .. الأكراد مواطنون عراقيون وهذا هو الحال الذي كانوا فيه من قبل. إذن ماذا استفاد الأكراد من المشاركة في حفلة المولد التي دمرت العراق بكامله ، ثم هل الأكراد هم الذين في العراق؟ إن أكثرهم خارج العراق ، وأقلهم في العراق ، لماذا يتم تجاهل مصير الأكثرية الكردية خارج العراق  ، ويجري التركيز على الأقلية الموجودة في العراق ؟

ياترى  من يتاجر بالقضية الكردية المقدسة ؟ من يشرب دم آلاف آلاف الشهداء الأكراد .. وماذا يقبض البائع والشاري ؟!
هذه هى النتيجة بعد الدماء الكردية الزكية التى أريقت في ثورات وانتفاضات عبيدالله النهري ..بدر خان ..بوتان …النقشبندى ..شهاب الدين ..الشيخ سعيد .. شكاك … الحفيد .. أحسان نوري …أحمد البرزانى …رضا .. ومصطفى البرزاني .
إذا كنا أمام لحظة تحول تاريخية.. وادعاء بتحرير الشعوب من مضطهديها وقاهريها .. فليس هناك شعب مضطهد أكثر من الشعب الكردي في كل مكان .. وليس هناك أمة مقهورة أكثر من الأمة الكردية ، فلماذا الكيل بمكيالين في قضايا مصيرية.. ولماذا لايتم الوقوف كذلك إلى جانب الأمة الكردية, ويعلن استقلالها ووحدتها.. وتنزع السيوف المسلطة عليها, وتأخذ مكانها كجارة وشقيقة للأمة العربية ، والفارسية و التركية ؟!

من خدع الأكراد.. من ساوم بقضيتهم المقدسة.. من باعهم ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

الرياضة والفروسية والعروض

الرياضة إما خاصة كالصلاة يقوم بها الإنسان بنفسه وبمفرده حتى داخل حجرة مغلقة ، وإما عامة تم…