نص حديث الأخ قائد الثورة في مؤتمر القمة العربية السابعة عشرة في الجزائر
الجزائر 25 الربيع
حرصا من الأخ قائد الثورة على أن يكون مؤتمر القمة العربية السابعة عشرة في الجزائر مؤتمراً تاريخيا .
وباعتبار أنه مفكر ورجل تاريخ وليس سياسيا ولا دبلوماسيا ، فقد طرح الأخ القائد على المؤتمر في جلسته الصباحية يوم الأربعاء الماضي أفكاراً حول المسائل الخطيرة جداً التي تهم العرب وتهم العالم أجمع ومستقبله .
وفيما يلي نص حديث الأخ القائد :
بإسم الله .
أولا بصفتي عميد القادة العرب فإنني أحيي بإسمهم أخي الرئيس ” عبد العزيز بو تفليقة ” والشعب الجزائري الشقيق على الحفاوة الأخوية وعلى كل التسهيلات التي وضعت تحت تصرفنا من أجل إنجاح هذه القمة ونقول له نحن لسنا ضيوفا في الجزائر .. نحن في بلدنا وبين أهلنا ، كما أهنيه بإسمهم على حسن إدارته ولباقته ونجاحه في توجيه دفة هذا المؤتمر باتجاه المطلوب
وبإسمهم أيضا أحيي أخانا الرئيس الخارج ” زين العابدين ” الذي تحمل مسؤولية رئاسة القمة في الجامعة العربية في الفترة السابقة ، ونعبر عن الرضا للجهد الذي بذله خلال السنة الفارطة ، وفي ذات الوقت نحيي بإسمهم الأخ الأمين العام لجامعة الدول العربية الأستاذ ” عمرو موسى ” على الجهد الذي لا زال يبذله ، لم أقل الذي بذله ، الذي لازال يبذله من أجل القيام بهذه المهمة الصعبة ، ونقول له نحن نحس بأننا محظوظون لأننا إخترنا رجلا دينامكيا وغيورا على الأمة وجعلناه في هذا الموقع الصعب ، أمين الجامعة العربية ، والذي نؤازره وهو يستحق ذلك .
في ذات الوقت منحنا فرصة لرجالات هامة جدا من العالم وسمحنا لهم بأن يستغلوا منبر القمة العربية هذه ليطرحوا أفكارهم لكي نثبت لهم أننا لسنا عنصريين ، لأنه عندما نقول عربا يعني العنصر العربي ، ولكن نحن حولنا هذا المنبر .. منبر القمة العربية إلى منبر فيه مشاركة دولية مثلما سمعنا أمس خطابات من عدد من الشخصيات الدولية التي ليست عربية وتوجت اليوم بخطاب وحضور الأخ ” كوفي عنان ” الأمين العام للأمم المتحدة حتى نثبت أن إنشغالاتنا ليست عنصرية وليست عربية فقط ، ولكن نحن جزء من العالم الذي يتحول شيئا فشيئا إلى قرية واحدة وبالتالي نحن هنا لكي نسمع آراء هذه الرموز المهمة في المحفل الدولي ونستمع إلى الآخرين بكل وسعة بال وبصبر.
نحن نأمل أن صوتنا أيضا تُعطى له هذه الفرصة في منابرهم عندما يجتمع الإتحاد الأوروبي نرجو أن يسمع صوت الجامعة العربية أو العرب ، وعندما تجتمع منظمات إقليمية أخرى ينبغي أن يفسح المجال للعرب أن يسمع صوتهم مثلما نحن سمحنا للآخرين أن يقولوا ما يريدون من منبر عربي هنا في القمة العربية إيمانا منا بأن هناك تحديات تواجهنا جميعا نحن الأسرة البشرية وأنه من المستحيل أن تعيش كل مجموعة بشرية الآن في معزل عن بقية العالم فما يحصل في أي مكان في العالم على أي صعيد من الصعد اقتصادي أو سياسي أو اجتماعي ينعكس فورا على بقية العالم .. إذا وقع انفجار في إندونيسيا ـ لا أريد أن أقول في قطر ـ سيؤثر على البورصة في نيويورك.. وتصريح يتعلق بالطاقة من أي مسؤول يؤثر على سعر النفط في جميع أنحاء العالم ارتفاعا أو انخفاضا.
علاوة على أننا ندرك أن التحديات التي يفرضها العصر الحديث أكبر من أن تواجهها دولة وطنية بمفردها .. وأحيانا أكبر حتى من قدرة تجمع إقليمي كتجمعنا هذا العربي ، الأمر الذي يتطلب وحدة عالمية لمواجهة كل التحديات المشتركة .. كالتحديات البيئية والمرضية وما يترتب عليهما من مشاكل تحتاج إلى جهد دولي لمواجهتها .. ونعرف أن هذا العصر هو ليس عصر الدولة الوطنية .
الدولة الوطنية الآن تتراجع وتتلاشى لتفسح المجال للفضاء الكبير الذي تذوب فيه مجموعة الدول الوطنية .. وهذا الفضاء مبني على الديموغرافية .. ولم يعد مبنيا على العنصر ولا على الدين ولا على اللون .. هناك الإتحاد الأوروبي الذي تتلاشى فيه الدولة الوطنية والعملة الوطنية وكل المعطيات الوطنية التي تحل محلها معطيات أخرى جديدة إتحادية .. هناك الإتحاد الأفريقي الذي يجمع ألوانا ولغات وأجناسا وأديانا مختلفة ولكن تتلاشى فيه هذه المعطيات كلها لكي تحل محلها هوية أفريقية واحدة .. هناك أمريكا الشمالية وتجمع النافتا .. نفس الشيء هناك التجمع الذي يجمع أمريكا اللاتينية التي ستصبح مثل أوروبا ومثل أفريقيا في اتحاد تذوب فيه الدولة الوطنية .. هناك تجمع / السارك / أو جنوب آسيا الذي يجمع كل الذين يطلون على المحيط الهندي من الهند وباكستان وبنغلاديش وسريلانكا ومحل الذئب أو المالديف ونيبال وبوتان والذي سيصبح بمثابة دولة في المستقبل رغم الخلاف الذي نراه الآن بين أعضاء هذا التجمع لأن طبيعة العصر ستفرض نفسها .. هناك الآسيان الذي يجمع عشر دول آسيوية ويتحول شيئا فشيئا إلى اتحاد أو إلى دولة .. هناك الكومنولث الجديد والدول المستقلة التي كانت تسمى الإتحاد السوفياتي سابقا .. هذه هي خريطة العالم أمامنا .
لكن في ذات الوقت أنا صراحة أعبر عن قلقي الشديد لمستقبل العرب في خريطة العالم الجديدة .. ليس أمامي أي شاطئ أمان ترسو عليه سفينة العرب في المستقبل ما دام العالم يتقسم هكذا إلى فضاءات ، وهذه الفضاءات ستتحول بمثابة دولة سيكون لها جيش واحد وأمن واحد وعملة واحدة ومصرف مركزي واحد وسوق واحدة وقوة تفاوضية واحدة وتصدير واحد واستيراد واحد .. هوية واحدة .. لكن لابد لكل من هذه الفضاءات أن تكون له مقومات الفضاء .. فأين نحن العرب من خريطة العالم الجديدة ؟.
بالنسبة إلى ثلثي العرب الذين هم في أفريقيا ، رسوا على شاطئ النجاة وهم الآن أصبحوا جزءا من الفضاء الأفريقي ، ونحن سنصبح أفارقة بدون شك مثلما أصبح الأوروبيون أمريكيين .. يعني الأمريكان هم أوروبيون ، لكن هم الآن أمريكان .. نحن عرب لكن الآن سنصبح أفارقة في أفريقيا.
لكن أنا ينتابني القلق بشأن مصير ثلث العرب الذين هم خارج أفريقيا والذين هم ليسوا في الآسيان وليسوا في الإتحاد الأوروبي وليسوا في الكومنولث الجديد وليسوا في / السارك / منظمة جنوب آسيا ، يعني أين سيكونون في المستقبل ؟
من أجل هذا أنا طرحت فكرة الإتحاد العربي الأفريقي .. أن الثلث العربي الذي هو خارج أفريقيا ينضم إلى الفضاء الأفريقي ويصبح الإتحاد العربي الأفريقي أو الفضاء العربي الأفريقي ، أعتقد أن هذا هو الملاذ وهذا هو شاطئ النجاة .. العرب الذين خارج أفريقيا ، خارج أوروبا ، خارج آسيا .. قد يقولون هناك تكتلات عربية.. نستطيع أن نعمل فضاء ، هذا مستحيل .. العرب كلهم ـ إذا تكلمنا عنصريا ـ دخلهم ناتجهم المحلي 40 في المائة من ناتج دولة مثل إيطاليا في جنوب اوروبا التي يعتبرونها متخلفة ، يعني دخل إيطاليا تريليون ونصف ناتجها الوطني.. ومع هذا التقارير العلمية تقول إن إيطاليا ستختفي خلال ثلاثين سنة ما لم تكن جزءا من الإتحاد الأوروبي .. إذن أنتم ستختفون إذا إستمررتم على هذا الوضع وستتجاذبكم الفضاءات الأخرى ، يعنى ثلثا العرب تم جذبهم وأصبحوا في أفريقيا قد يكون جزءا من العرب في الشام في تلك المنطقة والشام ليست دمشق فقط ، المنطقة كلها اسمها الشام ، قد يجذبها الشرق المتوسط .. الإتحاد الأوروبي.. لا أعرف ماذا يكون وضعهم .. عُمان مثلا في الخريطة ملونة بلون منظمة جنوب آسيا / السارك / التي هي الهند ومالديف .. جذبها هذا الفضاء الكبير ، جذب جزءا كبيرا من العرب عُمان ، ويمكن أن يجذب جهات أخرى .
أنا أتكلم عن العرب .. طبعا إيران وما إيران هذه أكيد ليس لها أي مستقبل في الوضع التي هي فيه الآن إلا إذا رأت فضاء انضمت له : قد يكون الفضاء الهندي ، قد يكون فضاء آسيان العربي أو تعمل لها كتلة داخل آسيا .. وهذا الذي جعل تركيا تلح على الانضمام إلى الإتحاد الأوروبي لأن ليس لها مستقبل بمفردها مادام العالم يتقسم الى فضاءات .
الشيء الذي يقلقنا أيضا أن العالم كله الآن صباحا ومساء يتكلم الإرهاب.. الإرهاب .. الإرهاب .
نحن لسنا بكماً ، نحن نستطيع أن نتكلم .. ما هو الإرهاب .. هل هناك أمريكي فجّر طائرة لا يوجد .. هل هناك أمريكي تحزم بحزام ناسف وجاء للقاهرة وفجّر شيئا ، أو جاء إلى طرابلس وفجّر شيئا أو جاء إلى الجزائر؟ لم يحصل .. هل هناك هندي ذهب إلى الصين وفجّر؟ لا يوجد .. هل هناك روسي عمل هذا ؟ لا يوجد .. هل هناك إيطالي ؟.. هل هناك فرنسي؟ لا يوجد .. إذا من هو الإرهابي ، من هو الذي فجّر الذي تسمونه إرهابا .. لا يوجد ؟.. هذا محصور.. واضح محصور في فلسطين وفي العراق وأفغانستان ..
إذن يقصدون أن الإرهاب هو إسلامي في النهاية .. لماذا يقولوا إرهابا فقط .. لماذا لا يقولون الإرهاب الإسلامي .. لأنهم خارج هاتين المنطقتين لايتكلمون عن حاجة اسمها الإرهاب .. الجيش الجمهوري الايرلندي والذي كانت ليبيا تدعمه بالسلاح , وهذا شيء إنتهى , وبريطانيا تفاوضنا معها في القاهرة , وانتهت هذه المشكلة .. الجيش الجمهوري الذي كانت تدعمه ليبيا بالسلاح من أجل استقلال ايرلندا . هذه تعتبر منظمة إرهابية .. لكن عمره ما نال هذه السمعة السيئة أو هذه الدعاية الدولية .
ايرلندا تقاتل منذ 30 سنة ولم نسمع بأن فيه إرهابا دوليا .. الألوية الحمراء في إيطاليا قاتلت , قاتلت , وخطفت حتى رئيس وزراء إيطاليا , وإلى عند الآن غير موجود ، لم تكن فيه دعاية مثل الآن .. الإرهاب ، الإرهاب .. الباسك التي تناضل من أجل استقلال إقليم الباسك بين فرنسا وأسبانيا , ومنظمة ايتا تتبعها , يعتبرونها منظمة إرهابية ، لكن لم يكن هناك كلام عن الإرهاب أبدا .
من عشرات السنين كانت هذه الحركات تشتغل ، لكن أين الدعاية التي ضد الإرهاب أو الحملة ضد الإرهاب ، لا يوجد ، إذًا عندما يقولون الحرب ضد الإرهاب ، معناه الحرب ضد الإرهاب الإسلامي .. يكون واضح بهذا الشكل .
بعد ذلك شئ آخر : ما هو الإرهاب وما هي مبرراته ؟
لكن الحرب الآن ، والحملة التي يتكلمون عنها ، لايقصدون بها إرهاب عالمي .. بل ان يوجد إرهاب إسلامي ، هذا هو الذي نعرف سببه ، وهو قسمان ، قسم بفلسطين وقسم خارج فلسطين .
الذي داخل فلسطين ليس هناك داع لأن نضيع الوقت فيه لمعرفة أسبابه ، معروف أسباب ما يجري في فلسطين ، سمه إرهابا أو سمه ما شئت .. الفلسطينيون يعتبرون أنفسهم شهداء ، وكفاحا مقدسا ، بل من أقدس أنواع الكفاح ، وأعداء الفلسطينيين يعتبرونه إرهابا .. سمه كما تسميه ، لكن المهم هذا ليس هناك داع أن نضيع وقتا طويلا حتى نبحث أسبابه .. أسبابه شعب مطرود من أرضه وأرضه محتله يقاتل للعودة .. فقط ، يرجع الشعب الفلسطيني .. تعطى له أرضه ينتهي الأمر .
إذا أنتم تريدون ان تنهوا الإرهاب في فلسطين لابد أن تكونوا جديين .. أنا أضمن ما عاد فيه ولا قنبلة تنفجر في فلسطين إذا رجع الشعب الفلسطيني إلى أرضه وأخذ حقوقه .. الفلسطينيون ليسو مجانين ، إنهم أصحاب قضية مقدسة العالم كله يعترف بها .
كيف 4 ملايين فلسطيني خارج أرضهم الآن منذ أن خرجوا منها عام 48 ؟ هذا ليس في مصلحة العلاقات الدولية ، ولا هو في مصلحة العلاقات العربية الأمريكية ، ولا الأوروبية العربية ، ولا هو في مصلحة اليهود أنفسهم ، ليس في مصلحتهم هذا أبدا .. مصلحتهم أن يعيشوا في سلام .
ما هو مبرر عدم الاعتراف بما يسمى بإسرائيل .. إنه واضح جدا جدا.. ناس أعلنوا دولة من طرف واحد ، وهو غير شرعي ، عام 48 جاءت مجموعة وأعلنت قيام دولة من طرف واحد ، هذه الأرض ليس فيها طرف واحد ، فيها طرفان ، أي واحد منهما أعلن دولة له من طرف واحد ، حسب القانون الدولي باطل ، إذًا لا يمكن الاعتراف به ، والأمثلة موجودة يا إخواننا .. قبرص فيها طرفان : يوناني وتركي ، الجانب التركي أعلن دولة من طرف واحد إلى هذه اللحظة لم تعترف أي دولة في العالم بهذه الدولة القبرصية التركية إلا تركيا فقط هي الوحيدة المعترفة بجمهورية قبرص التركية ، لماذا ، لأن حسب القانون الدولي إعلان طرف من جهة واحدة دولة .. غلط ، مادام معه طرف آخر لابد أن يتفق هو والطرف الآخر ، هذا لم يحصل عام 48 .. لم يتفق الإسرائيليون والفلسطينيون على شيء ، كيف واحد منهم يعطي لنفسه الحق ويعلن قيام دولة؟ إذن لا يمكن الاعتراف بهذا إلا إذا تم الاعتراف بجمهورية قبرص التركية .
تايوان لا يمكن الاعتراف بها ، لماذا ؟ لأن الصين عندها حق .. قالت إن تايوان جزء من الصين يعلن من طرف واحد أنه مستقل غلط .. قالوا هذا مضبوط .. ما معني قبرص تكون بهذا الشكل؟ .. تايوان والصين تكون بهذا الشكل إلا فلسطين؟ لابد حتى هي تكون كذلك ما دام إعلان دولة من طرف واحد خطأ قانونيا .. فليطبق على فلسطين وعلى غيرها.
يعني أنا شخصيا مادمت موجودا .. لايمكن أن نعترف لا بدولة إسرائيلية ولا بدولة فلسطينية .. الاثنتين لأن إسرائيل ليست إسرائيل . . وفلسطين ليست فلسطين .. وبعد ذلك أنا أقول بهذه المناسبة إن الفلسطينيين .. ( أين الأخ أبومازن أيوه انشوف فيك ماتزعلش ) الفلسطينيون أغبياء والإسرائيليون أغبياء .. لماذا؟ .. سنقنعكم .. سنوضح لكم بأنهم أغبياء : أولا الإسرائيليون تركوا الضفة الغربية وقطاع غزة عشرين سنة ولم يهتموا بها .. أعلنوا دولة سموها إسرائيل عام 48 وتركوا الضفة الغربية وقطاع غزة .. إذن مادام هم في غنى عنها وغير مهمة لهم .. فلماذا يقاتلون الآن من أجلها؟ .. هذا غباء .. الآن يهود يموتون بالعشرات بواسطة الفدائيين الفلسطينيين حتى في تل أبيب بسبب وجودهم في الضفة الغربية وقطاع غزة .. إذا كانت الضفة الغربية وقطاع غزة مهمة لهذه الدرجة .. لماذا تركتموها عام 48 ؟.
حسنا الفلسطينيون أغبياء لأن هذه الأرض كانت بيدهم ومتروكة لهم من عشرين سنة ، لماذا لم يقيموا فيها دولة؟ ما معنى الآن يموتون بالعشرات لكي يعملوا دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة؟ لقد كانت الضفة الغربية وقطاع غزة بايديكم : الضفة الغربية كانت تتبع الأردن .. وغزة كانت تتبع مصر نهاية 48 .. لماذا لم تعملوا فيها دولة فلسطينية ؟.. إذن القضية أين ذهبت قبل 67 ف ؟ من هنا تصبح المسألة أخلاقية ومبدئية وقانونية لايمكن الاعتراف لا بهذا ولا بهذا .. واتهام الاثنين بالغباء .
طبعا أنتم تقولون إن هذا المدعو شارون عدو للفلسطينيين وللعرب وجزار وإلى آخره .. هناك نظرية أخرى تقول إن شارون هذا عميل للفلسطينيين وعميل للعرب .. كيف ؟ قالوا لأنه يعمل أشياء تؤدي إلى ذبح الإسرائيليين بالعشرات والمئات .. إذن هو مدسوس داخل الإسرائيليين .. واحد يسبب لشعبه هذه المآسي وهذه المذابح معناه هذا عدو لشعبه .. لأن الأعمال التي يفعلها كلها تنعكس على الإسرائيليين بالشر .. إذن هذا غباء .
الحل لا يأتي من الخارج .. الحل يأتي من الفلسطينيين والإسرائيليين .
ولكن أعتقد أن الحرس القديم الموجود الآن ليست له القدرة أو الشجاعة أن يتحمل هذه المسؤولية ويحل هذا المشكل ، لكن الجيل الجديد من الفلسطينيين واليهود هم الذين سيجلسون مع بعض ويعملون دولة واحدة ديمقراطية .
والحل هو هذا : قيام دولة واحدة ديمقراطية للفلسطينيين واليهود بين النهر والبحر ، لأن المنطقة بين النهر والبحر لا تسمح أبدا بقيام دولتين ، وبصراحة أقول لو قامت دولة فلسطينية في الضفة الغربية – دعنا من قطاع غزة – لن تكون دولة إسرائيلية بالمعنى الحقيقي ، من الممكن أن الإسرائيليين أدركوا لهذا السبب أن لن تقوم لهم دولة .. دولة عمقها 14 كلم بين قلقيلية والبحر 14 كلم ، من يسمح أن يعمل لنفسه دولة عمقها 14 كلم والمجاور لها عدو تقليدي .. ليست خصومة طارئة؟. إذن فعلا لو قامت الدولة في الضفة الغربية لم تعد هناك دولة إسرائيلية وفي ذات الوقت إن وجدت دولة إسرائيلية لا توجد دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، خاصة إذا كانت واحدة منزوعة السلاح والأخرى مسلحة بأسلحة الدمار الشامل .
بعد ذلك بهذا الخصوص .. حكاية حل مشكلة اللاجئين ، أرجو كلمة ” حل ” أن يشطب عليها نهائيا من القاموس العربي ، أرجوكم كلمة .. “حل” .. خطيرة جدا ، يعنى حتى إبادة اللاجئين يعتبر حلا .. طبعا لو أبادوهم يعد حلا .. يقولون حلينا مشكلتهم ، كيف ؟ ذبحناهم انحلت المشكلة لم يعد هناك لاجئون .. لا نقول ” حل ” أرجوكم نقول “عودة ” بدل كلمة حل : عودة اللاجئين .
إذا كان الفلاشا الذين أصلهم غير معروف أصلا قالوا لديهم الحق في العودة إلى فلسطين .. كيف الفلسطيني الذي طرد عام 67 و 48 ليس لديه حق العودة إلى بيته ؟ أي عدالة موجودة في العالم ؟ أين الصوت العربي الذي قال هذا الكلام لأمريكا وللاتحاد الأوروبي .. للأمم المتحدة ؟ إن وجدت لم نسمع هذا الصوت .. لماذا لا يقال هذا ؟ لم أسمع الكلام عن أن الاعتراف بما يسمى بإسرائيل باطل بالقانون الدولي لأنه إعلان من طرف واحد ، ولم نعمل مقارنة بين جمهوريتي قبرص وفلسطين ، وبين تايوان والصين وبين فلسطين ، لم نعمل هذه المقارنة .. يجب أن نعملها الآن .. إذا كان جائزا الاعتراف بالإعلان من طرف واحد لماذا لا يعترفون بجمهورية قبرص التركية؟ ولماذا لا يعترفون بتايوان ؟.
الحل هو إقامة دولة واحدة لأن قيام دولتين هذا مستحيل وأنا سمعت رئيس دولة أوروبي لا أريد أن أذكر أسمه الآن قال لي نحن لا نفكر مثلكم أو مثلما تفكر أنت .. ستون سبعون سنة للأمام ، قال لي نحن لا نفكر هكذا .. قال ” نحن نفكر كيف نوقف القتال الآن في هذه اللحظة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، أما أنهم يعيشون في سلام في أمان بعد كم سنة هذا لا يهمنا بهذا الشكل .. نحن نأتي بأي حل يعني مُسَكّن ، نأتي بأي حل حكاية دولتين .. دولتين جيد” .
الذي يتكلم يقول دولتين لو تضع أمامه الخريطة يندهش ويقول غير معقول أنني قبلت دولتين في هذا المكان ، هذا المكان لا يقبل دولتين أبدا.. إذن هؤلاء الناس يريدون الفلسطينيين واليهود يقاتلون بعضهم إلى يوم القيامة ، هذا حل غير مسؤول ، هذه عقلية غير مسؤولة .. الحل الجذري والتاريخي والذي سيحفظ دماء اليهود ودماء الفلسطينيين ويريد لهما السلام هما الاثنان هو: قيام دولة ديمقراطية للاثنين ، وإذا عاد الفلسطينيون كلهم ونزعت أسلحة الدمار الشامل من الإسرائيليين لم يعد هناك مشكلة سمها كما تريد أن تسميها ، دولة مثل هذه تكون مقبولة .. رجعّوا ثلاثة ملايين ،أربعة ملايين فلسطيني ، ارجعوهم وأنزعوا أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية لن تعد هناك مشكلة .. أنا أحد الذين لم يعد لهم مشكلة من قيام مثل هذا ، لكن هذا غير موجود الآن ما داموا رافضين : لا .. لا .. لا ، ادفعوا الثمن وسّبوا وقولوا إرهاب ،الفلسطيني شهيد في طريقه للجنة ، أرضه محتلة يقاتل ، أنت قل إرهابا كما تشاء.. إذن هذا ما يسمى بالإرهاب .. أنا بصدد الكلام عن الإرهاب هذا الإرهاب ما يسمى بالإرهاب الفلسطيني حله واضح جدا ، رجّعوا الشعب الفلسطيني إلى دياره ، على اليهود الذين كانوا يعيشون في الفولجا طول عمرهم في الفولجا ، في روسيا لا يعرفون شيئا اسمه فلسطين لا جدّهم ولا جدّ جدهم، قاموا بإحضارهم وقالوا لهم عندكم حق أن تأتوا لفلسطين من جميع أنحاء العالم وقالوا للفلسطينيين الذين طردوا منها قسرا عام 48 و67 ليس لكم الحق في أن تعودوا إلى دياركم .. ما هذا المنطق؟ من الذي يرفض هذا ويقول هذا خطأ؟ ، هذا معناه أننا لا يمكن أن نتفاهم نحن وإياه ، هذا واحد غبي ، واحد مجنون ، واحد راكب رأسه .
هذا الإرهاب في فلسطين سينتهي بقيام دولة للطرفين ديمقراطية .. سينتهي نهائيا ولن يكون هناك إرهاب أبدا ولا يموت يهودي ولا يموت فلسطيني .. هذا الحل واضح والذي يرفضه يدفع الثمن .
نأتي للإرهاب خارج فلسطين .. لا يوجد إلا ما يسمى بالقاعدة قالوا أسبابه الفقر ، هل بن لادن فقير؟ ، ليس فقيرا ، هذه عائلة غنية جدا .
إذن نستبعد كلمة أن الإرهاب الإسلامي سببه الفقر.. أبدا ..لابد أن يسقط هذا التبرير .. ليس الفقر .. إضافة إلى ذلك أن بن لادن مليونير .. إذًن ما هو سبب الإرهاب الإسلامي ؟ لا أريد أن أتكلم عن كيف خلق بن لادن ومن معه وفي بيشاور وتعرفون القصة كلها .. والقتال ضد الإتحاد السوفياتي وما إليه .. وانقلب هذا على أصحابه .. إذن حكاية الفقر هذه نستبعدها .
قالوا لأن بلدانكم ليست ديمقراطية ، هذا هو سبب الإرهاب .. لا .. أبدا .. الإرهابيون المسلمون ضد الديمقراطية .. إعتبروا الديمقراطية هذه حجة ضد الإسلام .. وأنتم سمعتم أشرطة بن لادن وجماعته .. هم يتكلمون ويقولون الديمقراطية هذه كفر وأتت من الغرب ونحن لا نعترف بها .. وهذه ليست من الإسلام .. إذن هم لا يبحثون عن الديمقراطية .
وبالعكس كلما اتجهت نحو الديمقراطية كلما زادوا عداوة ضدك بالنسبة لهم .. إذن لابد أن يسقط هذا المبرر الذي قالوا فيه أنتم مجتمعاتكم ليست ديمقراطية ولهذا السبب خرج فيها الإرهاب .. لا .. أبدا .. إنّ الذين سموهم هم إرهابيين.. هؤلاء ضد الديمقراطية ، ولا يريدون الديمقراطية ولا يبحثون عن الديمقراطية .. إذن ما هو سبب وجود هذه الظاهرة؟.
السبب واضح جدا يا إخواننا .. يوجد غبن .. يوجد ظلم .. يوجد إستكبار .. يوجد تطاول .. توجد إهانة .. يوجد إمتهان .. توجد استباحة لهذه الأمم التي ولدت إرهابيين .. وكلمة إرهابي بالنسبة لابن لادن والقاعدة والناس هؤلاء كلهم .. كلمة ليست سيئة .. كلمة مأخودة من القرآن .. “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم” ..إذن يقولون لك : الله أمرنا بإرهاب عدونا وعدو الله حتى الذي لا نعرفه ويعرفه الله ، نحن لازم نرهبه وبالنسبة لهم كلمة الإرهابي هذه .. كلمة تنفيذا للقرآن .. وهي ليست عيبا بالنسبة لهم.
إذن سبب ظهورهم من هذا الغبن.. فعلا فعلا .
نحن لسنا إرهابيين لكن نحن نشترك معهم في الشعور .. يمكن هم عبروا عنه بطريقة إرهابية ونحن نعبر عنه الآن بطريقة سلمية .. نشترك معهم في الشعور.. يا أخي كيف يقولون لنا تاريخنا ما هو تاريخ.. قانوننا ما هو قانون .. سياستنا ما هي سياسة .. إقتصادنا ما هو اقتصاد .. تراثنا ما هو تراث .. لغتنا ما هي لغة .. ما الكلام الفارغ هذا؟ .. السوداني يحاكمونه خارج السودان .. الليبي يحاكمونه خارج ليبيا .. السوري يحاكمونه خارج سوريا .. ما الكلام الفارغ هذا؟ .. نحن عندنا قوانين .. قالوا لا ، أنتم ما عندكم قضاء ولا عندكم قوانين ومتخلفون .
إذا كنا متخلفين تسقط علينا حتى الواجبات ؟ لأن المسؤولية معرفة .. إذا أنت ما عندك معرفة ولا أنت راق .. إذن لا تتحمل المسؤولية .
كيف تقولون لنا قوموا بواجبات كذا ونعاقبكم لأنكم أنتم عملتم كذا وكذا.. وتقولون لنا أنتم متخلفون في وجودكم .. اذا كنا متخلفين عاملونا كمتخلفين وانتهى .. ولا تؤاخذونا على أي شيء .
قالوا أنتم أنظمتكم السياسية فاسدة ، كيف لا يدعو هذا إلى الأخذ بالثأر والرد والثورة ؟ كيف تقول لنا أنتم نظامكم السياسي فاسد وأنك جئت لتعلمنا ، وتريد الإصلاح .. الإصلاح ضد الفساد معناه نحن فاسدون .
عندما يتهموننا بالفساد هذا يثير حفيظتنا يجعلنا نثور كيف نحن فاسدون ونرد عليه ونقول له أنت الفاسد واتركنا نقارن بين هذه الأنظمة .. اذا كنت تقول لنا أنتم فاسدون وتحتاجون الإصلاح ، وأنتم أطفال تريدون من يصلحكم ويضربكم على أصابعكم وأنتم ما عندكم قانون وزواجكم غلط وختانكم غلط وعلاقاتكم الاجتماعية غلط والحرية وحقوق الإنسان .
يا أخي إذا كان الدين الإسلامي يأمرني مثلا المرأة تكون محجبة ، إذا كان القرآن يقول هذا والله لو تأتي السموات لن نستجيب .. هذا ديني هكذا.. اذهب اختصم أنت والله ، الله يقول هكذا خلاص .. إذا كان البوذي دينه يقول له ألبس أصفر وألبس نصف عريان ، تأتي أنت وتقول ألبس كذا ، يقول لك لا تمس الحاجات المقدسة الخاصة .. عندما تأتي في الهند وتقول أذبح البقرة في الشارع يقول لك لقد لمست شيئا مقدسا ، البقرة مقدسة ، الهنود لا يعبدون البقر مثلما أنتم فاهمون ، لكن البقرة مقدسة عندما تمسها أنت لمست شيئا مقدسا .. أنت يا هندي تقول له متخلف البقرة في الشارع لا تمسها .. لمست شيئا مقدسا، الى يوم القيامة تبقى البقرة في الشارع لا يلمسها أحد .
اذا كانت المرأة يريد لها القرآن أن تكون محجبة تبقى محجبة إلى يوم القيامة إلا إذا كانت هي نفسها نزعت حجابها ، لكن ليس بأوامر من أحد .. حتى الله يقول ” قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين ” قل فقط .. يعنى قل ، قل لهن يلبسن لباس الحشمة ، ليس أمرا ، قال قل لهن والحلال بين والحرام بين .. لا نقل حاضر والله سنشلح نساءنا لكن أعطونا فرصة خطوة خطوة .. ذلك غير معقول .. نقول والله سوف لن نشلحها.. إذا كانت تشلح بنفسها تشلح .. واذا الله قال لها تتحجب تتحجب.
أنا ذهبت لهم في بروكسل قالوا لي هذا الكلام وقالوا لي أنتم تختنون أولادكم وهذه حرية شخصية ، من الذي قال لكم إن هذا الطفل يريد الختان .. تصور .. قالوا أنتم متخلفون سوف لن نتعاون معكم وأنتم همج وبرابرة لأنكم تمارسون الختان ، قلنا لهم نحن أتينا لنتكلم عن الاقتصاد وعن أمن العالم أو عن الختان وتشليح النساء؟ وهاهو حتى أخي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ذهب لهم إحدى المرات فأخذوا يقولون له أشياء لا أستطيع أن أقولها الآن أسخف من ذلك .. قال لهم أنا أتيت لنتكلم معكم عن التعاون الاقتصادي وعن أمن المنطقة وليس لأتكلم معكم عن هذه الأشياء المستورة قالوا لا نحن نريد أن نرى .. أنتم أناس متخلفون.
عندما تقولون لنا أنتم ليس عندكم قضاء ولا سياسة ولا ديمقراطية ، ولا عندكم إصلاح ولا تفهمون وأتينا لنعلمكم ، هذه التي تخلق مليون بن لادن .
أنا أتكلم عن الإرهاب ومكافحته.. إذا كان سنكافح الإرهاب لابد أن يحترمونا .. الحياة أساسها التنوع ، أما نسخة كربونية واحدة تنتهي الحياة .. الحياة أساسها التنوع ذكر وأنثى طويل وقصير وأسود وأبيض وحيوان ونبات وجماد وإنسان وملائكة وأشباح وأرواح وشهادة وعالم الغيب ، هذه كلها من التنوع في الكون ، هذا أساس الحياة .. أساس الكون هو التنوع .
لا تفرضوا علينا أن عندكم حزب .. قالوا لماذا لا تعملون حزبا مثل بريطانيا ؟ قلت له ليس عندي لوردات كيف نعمل حزبا للوردات .. أتني بلوردات حتى نعمل .. هل أحد منكم عنده لوردات حتى يعمل حزبا.؟ لا يوجد ، قال اعمل حزبا جمهوريا ، هذه مملكة كيف تعمل حزبا جمهوريا ، هذه سلطنة ، كيف تعمل حزبا جمهوريا ، يعنى لابد أن تعمل حزبا جمهوريا حتى وأنت مملكة.. لايمكن .
يجب أن يسمِع صوتنا حتى ولو قالوا إن هذا الكلام لم نسمعه .. أنا قالوا لي هذا الكلام الذي تقوله لم نسمعه من قبل .. قلت لهم أنتم من قبل كنتم مكممين أفواهنا ومتى أتيحت لنا فرصة لنتلكم ؟ أنتم الذين كنتم تحكمون ، كنتم تستعمرون ، أنتم من كنتم ترسمون الخريطة ، وأنتم من كنتم تعملون الشيء الذي تريدونه وأنتم من تقولون أنت عربي وأنت بربري وحتى البربري الذي هو اصله عربي قالوا له أنت بربري لست عربيا .
نحن الآن نريد ان نسمعكم صوتنا.. تتاح لنا فرصة سنسمعكم صوتنا ..المرة الماضية اسمعناكم صوت البنادق والمدافع التي كانت حركة التحرير في هذه الأرض الجزائرية التي لم تكن مطمئنة بهذا الشكل.. كانت هناك تفجيرات وشهداء في الجزائر هنا كان صوت البندقية ، عندما انتهينا من هذه المرحلة يبدأ صوت اللسان يبدأ صوت العقل ونتفاهم نحن وإياكم ..إذن اسمعوا صوتنا ..أول مرة تسمعون صوتنا .
يجب يا إخواننا نحن كعرب او جامعة عربية أن نذهب للأمريكان للاتحاد الأوروبي وللاتحاد الروسي وللعالم كله وللأمم المتحدة ونقول لهم هذا الكلام : لا تضيعوا الوقت وتبقوا تخدعوننا وأنكم ستخسرون اذا تجاهلتونا.. فالذي تجاهل الشعب الفلسطيني وحقوق الشعب الفلسطيني ها هو يدفع الثمن.. الكيل كيلين ،هاهم يموتون بالعشرات والمئات لأنهم تجاهلوا حق هذا الفلسطيني .
قالوا ثمانية ملايين عراقي رغم الظروف الخطرة انتظموا في طوابير الانتخابات ،صحيح .. لكن التفسير الذي أعطى تفسير خطأ وصدم الشعب العراقي ولن تستفيد منه الدول التي تحتل العراق ولا نحن ولا العالم ولا السلام العالمي ..الثمانية ملايين ذهبوا في ظروف خطرة جدا وكان من الممكن أن يموتوا أثناء الإدلاء بأصواتهم لأنهم قالوا لهم اذا عملتوا حكومة وطنية عراقية سينتهي الاحتلال .. إذن هم ذهبوا لكي يطردوا القوات الأجنبية من بلادهم ، لماذا تعطونهم تفسيرا خاطئا لماذا تعطوهم تفسير أنهم ذهبوا يؤيدون ما يجري في العراق ؟! هم ضد ما يجري في العراق ومن أجل هذا عرضوا أنفسهم للخطر لكي يعطوا أصواتهم ويخلقوا حكومة وطنية عراقية لكي تخرج القوات الأجنبية ..هذا الصوت يجب أن تسمعه ثلاثون دولة التي تحتل العراق والأمم المتحدة لازم تسمع هذا الكلام وأخونا كوفي عنان موجود معنا لازم يسمع هذا الكلام : العراقيون عرضوا أنفسهم للخطر فعلا وأدلوا بأصواتهم لماذا ؟ لأنهم توقعوا مثلما انتم قلتم لهم : أنكم عندما تعملون حكومة عراقية نحن سنخرج ، ومن أجل ذلك قالوا سنعمل حكومة عراقية مهما كان الثمن لكي تخرج أنت الأجنبي .. إذا لم تخرج هذه القوات المحتلة بعد هذه التضحية ..الثمانية ملايين سيتحولون الى مقاتلين يقولون انتم خدعتموننا وكذبتم علينا ..هذه الحقيقة .
انتم طبعا الآن قد تتهموا أخانا الياور الجربة او هذا المناضل الكردي .. تتهمونهما كيف تعملان في حكومة في ظل الاحتلال .. هم سيقولون نحن نعتقد انه عندما نقدم أنفسنا في هذا الظرف الخطر من أجل أن تكون هناك أداة وطنية تسير العراق لكي يخرجوا هم ولا يسيرون أمورنا هذه هي فقط ..اذا كان عملتوا عراقيين و بعد ذلك عملتوا إدارة لهم احتلال تعنى هنا يصبحون كأنهم عملاء ..وهؤلاء ليسوا عملاء أنا أعرفهم ، هم مناضلون شرفاء .
لا تعطوا رسالة خطأ للعالم ولا تدعوا الخطأ يستمر ولا تصدموا الشعب العراقي وتخدعونه ..تعتقدون انه عندما صوت هو صوت للاحتلال ..لقد صوت ضد الاحتلال ..وكثر خير الثمانية ملايين الذين ذهبوا بطريقة سلمية وقالوا لا للاحتلال .
.. لأن الآخرين ذهبوا بطريقة غير سلمية وقدموا أنفسهم ويموتون كل يوم ، لأنهم قالوا لا للاحتلال .. وحتى الرئيس الأمريكي نفسه قال عن الذي موجود الآن في العراق ، قال أنا لو بلادي تحتل سنقاتل .. هل نقدم ورودا للغزاة ؟ هذا قاله هو بنفسه .
إذا كان طريق الديمقراطية قوافل من الشهداء وأنهار من الدماء وتدمير بهذا الشكل ، تشكرون لا نريدها .
عندما كان صدام حسين موجودا رغم كل مواقفنا ضده .. لكن لم يكن ممكنا أن يدخل الزرقاوي العراق .. إذن الأعمال التي تحدث الآن هي لصالح الإرهاب .. كل الذي يجري الآن يؤيد بن لادن للأسف .. أنتم لستم ضد بن لادن .. كلنا ضد القاعدة ضد الإرهاب الإسلامي.. طبعا .. لا يوجد إرهاب أكثر من هذا .. لكن كل الذي يحدث لصالحهم .
عندما سقط النظام وسموه الدكتاتوري في العراق .. دخل بن لادن ودخل الزرقاوي العراقي . ويتآمرون الآن على النظام القوي في سوريا .. عندما يسقط النظام في سوريا سيخرج زرقاوي آخر في سوريا .. سيخرج حزب الله سوري .. وستخرج القاعدة في سوريا .. وستخرج جبهة لتحرير الجولان في سوريا .. ويصبح الجهاد في سوريا .. هنا تفتح جبهة أخرى للجهاد .. هذه أمنية الإرهابيين الإسلاميين أن تفتح لهم جبهة أخرى حتى تصبح متصلة من أفغانستان إلى فلسطين مشتعلة كلها .. وأنتم ترون أنها عمليات ممتدة.
إن كانوا يريدون أن يحاربوا الإرهاب الإسلامي .. أولا يتركوا العالم الإسلامي .. يتركوا العالم العربي ويحترموه .. أما أن تقولوا لنا كل شيء باطل ..وتقولون لنا أنتم لا تفهمون وفاسدون .. أرجوكم.
ولنتكلم عن مكافأة سوريا التي أرضها محتلة .. يخرج الجيش السوري من لبنان ويبقى الجيش الإسرائيلي في سوريا .. كيف هذا ؟ .. وبأي منطق هذا؟ .
لا تريدون أن نتكلم كلاما مثل هذا .. ألا يوجد في العالم إلا الجيش السوري خارج بلاده ؟ .. لنتفق كلنا ونقرر كل دولة عندها جيش خارج حدودها يرجع لها وتنسحب .. في هذه الحالة سينتهي الاحتلال من العالم كله وليست سوريا فقط .. هل سوريا فقط هي التي عندها جيش خارج أراضيها .؟
حسنا : سوريا جيشها في لبنان .. أولا سوريا ولبنان بلد واحد .. وبعد ذلك بطلب من لبنان .. لكن الجيوش الموجودة في بلدان أخرى وتحتلها بدون طلب من أهلها .. ماذا نقول عنها ؟.
سوريا يجب أن تكافأ .. لأن هذا الزمن الطويل كله ضحت فيه من أجل إنهاء الحرب الأهلية في لبنان .. تخرج سوريا سترون ماذا سيحصل في لبنان .. ننذر العالم أنا من الآن .. ستشاهدون ماذا يحصل في لبنان بعد خروج سوريا .
للآسف إلى عند الآن أمن لبنان متوقف على البندقية السورية , وهذا تحدى للبنانيين عليهم أن يثبتوا جدارتهم ولا يقاتلون بعضهم , ويكونوا دولة ديمقراطية , ولا يكونوا محتاجين للبندقية السورية..لكنهم سيحتاجون للبندقية السورية , أو للبندقية الأجنبية .. اللهم بندقية سورية ولا بندقية من الحلف الأطلسي .
سوريا يجب أن تكافأ دوليا .. يعني بلد أرضها محتلة .. العالم كله يقول الجولان أرض سورية محتلة يجب أن تعود لسوريا بدون قيد وشرط , بل تعوض سوريا عن فترة الاحتلال هذه
ومع هذا سوريا صابرة لم تقاتل أملا منها أن ترجع أرضها بالطرق السلمية , وكم من قرار أصدره مجلس الأمن ضد احتلال الجولان , ولم ينفذ ..لماذا تكون القدسية إلا لقرار مجلس الأمن 1559 , وقرارات مجلس الأمن الأخرى غير مقدسة؟ .
هذا ظلم , وهذا الذي يخلق الإرهاب .. كيف ستكافح الإرهاب وأنت كل يوم تغذيه وتستفز الناس؟ .
قرارات مجلس الأمن ضد ليبيا إلزامية , الفصل السابع .. ضد سوريا إلزامية , ضد إي دولة غلبانة إلزامية , أما ضد الإسرائيليين ليست إلزامية .. ضد دول الغرب كلها ليست إلزامية .. هل أجتمع مجلس الأمن في تاريخه مرة واحدة وأصدر عقوبة على أمريكا أو بريطانيا مثلا؟ .. غير ممكن .
إذن بالنسبة لنا هذا ليس مجلس أمن .. بل مجلس رعب ..هنا نأتي لهذا الكلام الذي نحكي فيه على مجلس الأمن.. توسيع مجلس الأمن..يعني هو منظمة إرهابية .. كيف نزيد توسيعها؟
وهذه من الأشياء التي نحن في الجامعة العربية , في القمة العربية ، صوتنا بخصوصها يا أخي الرئيس لابد أن نرفعه للعالم , نرفعه للأمم المتحدة .. نبين ونقول لهم نحن لا نعترف إلا بالجمعية العامة للأمم المتحدة التي نحن موجودون فيها دائما ..عضوية دائمة .. لماذا نبحث عن عضوية دائمة في مجلس الأمن ؟ عندنا عضوية دائمة في الجمعية العامة .. الجمعية هي الأمم المتحدة ,هي برلمان العالم , هي التي يجب أن يرتكز عليها الإصلاح وهو نقل صلاحيات مجلس الأمن إلى الجمعية العامة ..لأن الأمم كلها موجودة فيها , وقرارات الجمعية العامة هي التي يجب أن تكون ملزمة ..الأخ عمر موسى المفروض يتكلم مع هذه المؤسسات , ورأينا في هذه القمة.. هذا رأينا نحن نتجاهل مجلس الأمن كليا.. نحن نتكلم عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ..يجب أن تكون قراراتها ملزمة في السلم والحرب وفى العقوبات وفى كل شئ..ونقبل بهذا عندما تكون هناك ديمقراطية .
يقول أنت الدولة الفلانية أعملي ديمقراطية , بينما الأمم المتحدة ديكتاتورية؟ ..أنت أعمل الديمقراطية أولا في قمة العالم , وبرلمان العالم أجعله ديمقراطي..بعد ذلك تكلم عن الدول الأخرى.
ذهبوا إلى سوزيلاند وقالوا لها اعملي ديمقراطية , أعمل أنت أولا ديمقراطية في الأمم المتحدة التي هي الآن ديكتاتورية ..تقولوا لم نسمع هذا الكلام من قبل .. لماذا العالم راضى بهذا ..نحن لسنا راضين .. هذا هو الكبت الذي ولد بن لادن ..هذا الظلم ، هذا الغبن .. , هذا التطاول , اذا كنا نريد سلاما لابد أن نكون جادين , ولا نخاف , ونحن مستعدون للموت في النهاية.. الموت أفضل من تسفيهنا بهذا الشكل .
يحاكموننا في الخارج .. ويقولون الغوا عقد القران.. حتى الزواج قالوا هذا حرية .. ويأتون بـامرأة في حالة محيض ونفاس ويقولوا لها صلى بالمسلمين ،هذا آخر استهتار.
لا يعرفون ما هي ردة الفعل عند بن لادن والناس الذين لم يكونوا مؤيدين لبن لادن أمس انضموا إلى بن لادن بالآلاف لمّا رأوا امرأة في حالة محيض و في حالة نفاس يقولون لها اذهبي وصلي بالمسلمين .. هذه إهانة .. استهتار .. يقولون : هذا الإسلام .. انظروا الإسلام نحن أتينا لكم بـامرأة حائض تصلي بكم إماما .. هذا لايجوز إطلاقا ، المرأة لا يمكن أن تكون إماما لهذا السبب .. وهذه إهانة للمرأة يعنى سخّروا المرأة .. استغلوا المرأة أهانوها لهذه الدرجة عملوها فوطة يمسحون فيها الوسخ ..هل حقوق المرأة هي بهذا الشكل أن تكون إمامة وهي حائض ؟ هذا استغلال للمرأة .
بالنسبة لي .. بالنسبة إلينا جميعا : المرأة والرجل هذان بشر .. وعندي أنها هي في مجتمع جماهيري دولة الجماهير معناها دولة الرجال والنساء .. المرأة تأخذ حقوقها مثل الرجل وتقوم بالواجبات التي تناسبها هي فقط حسب طبيعتها البيولوجية والاجتماعية .. إذا هي تطوعت وتريد أن تقوم بواجبات مثل الرجل حرة ، هذا الكلام الذي أريد قوله ، يوجد منهج للمرأة ومنهج للرجل إذا المرأة تحب أن تأخذ منهج الرجل حرة لا نجبرها.. لكن أن نقول : لا .. ضروري يكون منهج واحد .. هذا غلط .. عسف ، هذا هو الظلم للمرأة .. المرأة في الغرب مقهورة ومجبرة أن تكون رجلا غصبا عنها وهو ليس تطورا حضاريا أبدا إنما بسبب الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية عندما قتلوا الرجال اضطرت النساء أن تخرج وتقود القطارات وتشتغل في الفحم وتشتغل في الطرقات .. يعتقدونها مكاسب هي ليست مكاسب للمرأة ، هذا قهر للمرأة .. في الغرب المرأة ما لم تكون رجلا لا تعيش .. لكن عندنا نحن ، المرأة تبقى مرأة بطبيعتها الانثوية ولكن تعيش نحترمها بطبيعتها وتعيش بطبيعتها ولا نقول لازم أن تكوني رجلا كي تعيشي مثل الرجال ، إذا هي أحبت أن تكون رجلا فـأهلا وسهلا تكون رجلا .. هذه هي الحرية .
يأتوا ليعلمونا كيف تكون المرأة وكيف يكون الطفل .. ما هذا الكلام الفارغ ؟.. ويحاربوا الإرهاب .. بهذا الشكل غير ممكن أنهم يحاربون الإرهاب .
بعد الجمعة الفائتة والتي صلت فيها امرأة حائض بالمسلمين ، واستهتار آخر استهتار أكيد وراءه جهات رسمية .. هل نظرتم للمكسب الذي كسبه بن لادن ؟ آلاف الناس التي كانت ضده انضموا أليه وقالوا بن لادن عنده حق لأن الاستهتار وصل مداه .. لا يطاق .. وأتوا لكم بقرآن جديد ، هل يعقل أن يكون هناك قرآن جديد ؟ هل القرآن الأول لم يعجبكم ؟ كيف هذا الكلام “الفرقان الحق” .. هذا غير معقول ، ويقولون نحارب الإرهاب .. انتم تعملون “فرقان الحق” وتأتون إلينا بحائض تصلي بالرجال.. بالمسلمين، وتقولون لنا هذه باطلة وهذه باطلة ولا يوجد ختان ولا يوجد عقد قران شرعي ومن ثم تقولون نحارب الإرهاب ؟ خاصة ان الإرهاب ديني إرهاب إسلامي .. هذا كله صب للوقود على النار ، نبشرهم بأن الإرهاب سيزدهر بأفعالهم هذه .
لابد أن نجلس نحن والأمريكان ونحن والأوربيين لأني جاد وأريد إيجاد حل سلمي فعلا للعالم ، وليس في مصلحتنا نحن أن تكون أمريكا ضدنا أو أن نكون نحن ضد أمريكا .. ولا مصلحتنا كفلسطينيين أن نكون نحن واليهود أعداء .
يجب أن نطبخ هذا الرأي ونحدده ونذهب بهدوء لنتكلم مع هؤلاء الناس : تريدون تعاونا.. تريدون سلاما .. تريدون حل المشاكل .. تريدون القضاء على الإرهاب ، تفضلوا كذا وكذا وكذا وكذا .
أما إذا كنتم لاتريدون .. بيننا وبينكم “حدين وجدين” .. وتفضلوا ادفعوا الثمن ، الله غالب.
.. يقول لك أنا سأعمل تلك الأعمال .. إذن إدفع الثمن ، لن أنسحب من هذه الأرض ، إذن إدفع الثمن .. واحد يحتل أرضك ويقول لك لن أنسحب ستقاتله ، دعه يدفع الثمن .. إلى متى نبقى نحن بهذا الشكل مجاملات وتحت الطاولة .. لماذا لا نصارح العالم بهذا الشكل .؟
لماذا نقول والله يا سيادة الرئيس أنت لديك حق ، الختان صح حاجة غير صحيحة وسنتركها .
لا .. اذا كان هذا من ديننا أو من عاداتنا أو تقاليدنا والله لن نتركه لو تأتي السموات كلها .
أنا لست سياسيا أو دبلوماسيا ومتأسف جدا جدا أنني أجد نفسي في هذه المنابر وفي الأوساط السياسية هذه .. أنا رجل مثقف من جهة ، ورجل تاريخ وفيلسوف ، وقرأت الفلسفة وقرأت التاريخ ، وقرأت كل الكتب التي يصدرونها الآن .. كتب العولمة وما إليه والحضارات وصراع الحضارات وهذه الأشياء التي يتكلمون عنها كلها .
الديمقراطية الموجودة في المجتمعات الشرقية هي الديمقراطية الحقيقية .. طبعا هذا الكلام مرفوض منهم ..عندما تذهب للغرب يقولون أنتم أنظمتكم دكتاتورية وفاسدة ويجب أن تعملوا التعددية وتعملوا الانتخابات .
في آسيا أو في أفريقيا عندما يتظاهر الشعب في الشارع تسقط الحكومة .. في الغرب تخرج الملايين ولو تبقى حتى الى يوم القيامة في الشارع فلن تسقط الحكومة .. إذن أين الشعب الذي يستطيع أن يسقط حكومته والشعب المسموع صوته ؟ هو في آسيا وفي أفريقيا .. لا أقول في أمريكا اللاتينية التي ما زالت فيها دكتاتوريات شنيعة والآن هي في طريقها للتخلص من هذه الدكتاتوريات .
ولأنني قرأت كل هذه الأشياء ودرستها دراسة علمية ، لأنني لا بد أن أكون علميا محايدا ولا أكون عاطفيا وإلا يطعن في مصداقيتي .. في جورجيا خرجت مظاهرة سقطت الحكومة .. أوكرانيا مظاهرة سقطت الحكومة .. لبنان مظاهرة سقطت الحكومة .. في أي دولة مظاهرة تسقط الحكومة ، يسقط رئيس الجمهورية بمظاهرة ، دع رئيس الجمهورية في الغرب يسقط بمظاهرة .. تظاهر الملايين ضد غزو العراق قالوا لهم ( طز ) إن شاء الله تبقوا حتى إلى يوم القيامة وأنتم ضد الحرب .. الرئيس يريد الحرب ، الحكومة تريد الحرب .
إذن أين الدكتاتورية الآن ؟ هذه الأحزاب الغربية الرأسمالية هي الدكتاتورية . نحن نتمنى من الغرب أن يتحول إلى نظام ديمقراطي .. ومن أجل هذا أنا فتحت مجالا في المدرج الأخضر العالمي لأن يأتوا لكي يتعلموا الديمقراطية الشعبية .. فنحن ليس لدينا مشكلة مع الشعب الإنجليزي ولا مع الشعب الأمريكي ولا الشعب الإيطالي ولا حتى الإسرائيليين كمواطنين .. كيهود ليس لدينا مشكلة معهم ، لكن يعطونهم السلطة وغدا نصبح أحبابا نحن وإياهم .
لو ان السلطة بيد الشعوب .. أمس خرجت الملايين في بريطانيا وأمريكا بذكرى احتلال العراق وتطالب بالخروج من العراق .. في البداية طالبوا بعدم الدخول للعراق والآن يطالبون بالخروج من العراق ، من إنتبه لهذا الصوت ؟ ان صوت الشعوب غير مسموع .. إذن أين الديمقراطية ؟ الديمقراطية الموجودة في آسيا مهما كانت المآخذ التي عليها وفي إفريقيا أفضل الديمقراطيات لأنها مربوطة بالنظام الاجتماعي وبالنظام القبلي .. في إفريقيا التي انا مشيت فيها على قدمي وليس بطائرة .. الجمهورية في إفريقيا داخلها ممالك ، لا أحد يصدق أن أوغندا التي يعتبرونها في الغرب ديكتاتورية وليس فيها تعددية حزبية .. هذه جمهورية ، ويقول ديكتاتورية بينما هي في وسطها ممالك (!) مملكة توري ومملكة بوغندا .. نظام اجتماعي رائع جدا من داخل أوغندا .. القبائل والسكان مرتاحون لنظام ملكي محلي ولا يفكرون في التعددية ولا في الانتخابات ولا بهذه الأشياء كلها وهم منسجمون .. لماذا يأتون ويقولون اعمل تعددية وانتخابات حتى يقوضوا هذا الاستقرار الاجتماعي ؟ كلكم تعرفون غانا .. غانا في وسطها ممالك أكبر مملكة هي مملكة الشانتي .. أنا زرت ملكها وزرت الشانتي هذه .. هذه الجمهورية والتي كان رئيسها / نكروما / الذي يعتبر متطرفا وماركسيا وما إلى ذلك ، لكن النظام الاجتماعي فيها هكذا .. / عيدي أمين / سقط لأنه عندما حكم أوغندا ألغى الممالك .. أهتز النظام الاجتماعي في أوغندا فأسقطوه .. جاء / موسيفيني / أرجع هذا النظام .. يعني هناك ديمقراطيات داخل إفريقيا لماذا نقوضها ؟ هناك ديمقراطيات داخل آسيا لماذا نقوضها ؟ سوازيلاند هذه قبيلة واحدة قالوا اعمل فيها أحزابا ..قال : يا عالم عندي قبيلة واحدة كيف نقسمها ؟ قالوا لا حتى تكون عصريا وديمقراطيا ونعطيك قرضا من المصرف الدولي لابد أن تعمل أحزابا .. هذا تخريب .
لابد ان يسمع هذا الكلام ولابد نمشي لهم بهذا الكلام ولابد بطريقة عاقلة .. أرجوكم احترمونا .. اتركونا .. لو تعمل مظاهرة في بريطانيا أتسقط الحكومة ؟ لا تسقط الحكومة .. في أمريكا هل تستطيع أن تسقط الرئيس بمظاهرة ؟.. غير ممكن .. لكن في بلداننا نحن بمظاهرة تسقط الحكومة .. إذن نحن عندنا الشعوب مؤثرة وصوتها مسموع وقادرة على الفعل ، أما في الغرب فالشعوب تطالب وتطالب إلى الليل ولا أحد ينتبه لها .. إذن ليس لديهم الحق أن يأتوا ويتكلموا عن الديمقراطية .. ما هي الديمقراطية التي تعلمونها لنا ؟ الا إذا كنت أنت ملكيا واعمل حزبا جمهوريا ، وأنت بدوي واعمل حزب لوردات .. من أين نخلق له لوردات ؟
ظاهرة المحاكم الدولية يجب أن يكون لنا فيها رأي ، لأن دولة من دولنا التي هي عضو الآن وكلنا معرضون أن نحاكم أمام هذه المحاكم الدولية .
هذه المحاكم باطلة بالقانون الدولي .. فعندما تمتثل أمام المحكمة لابد لهذه المحكمة أن يكون أمامها قانون .. هذا القانون بالنسبة للمتهم مقدس ويطيعه ، ولكي يكون مقدسا ويطيعه لابد أن يكون هذا المواطن قد شارك في صنعه .
إذن عندما يأخذونك كسوداني لمحكمة دولية .. تحاكمك بأي قانون ؟! .. قانون أنت لم تشارك في صنعه ولا برلمانك أصدر هذا القانون ، ولا حكومتك أصدرت هذا القانون ، ولا شعبك أصدر هذا القانون .. كيف تخضع لقانون صنعه واحد آخر ، وقد لا يكون قانونا إطلاقا .. يعني شيء ملفق .
وأنا حاليا اجري دراسة قانونية عن المحاكم الدولية ، وسأقدمها إلى الأمم المتحدة وإلى العالم أبين فيها بطلان المحاكم الدولية من محكمة روما إلى محكمة يوغسلافيا إلى محكمة بوروندي إلى محكمة سيراليون .. هذه كلها محاكم باطلة .. وهي مفروضة فرضا بسبب الغلب والقهر والخلل الموجود الآن في العالم .
مرفوض أي واحد يمثل أمام هذه المحاكم .. ولا يمكن للسودان أن تسمح لأحد من أبنائها أن يمثل أمام هذه المحكمة خارج السودان .. ألا يوجد قانون في السودان ؟ .. أليس لدينا شعب ؟ .. ألا يوجد لدينا برلمان ؟.. أليست لدينا محاكم ؟.. أليس لدينا قضاء ؟.. ألا يوجد لدينا عدالة ؟.. أليس لدينا دين ؟.. أليس لدينا ثقافة وتراث ؟.. كيف تسفهون ذلك كله وتقولون نريد أن نحارب الإرهاب ؟.. هذا يحولنا كلنا إلى إرهابيين للأسف ونحن كلنا ضد الإرهاب .
كان بودي أن يسمعنا الأخ كوفي عنان .. إن مشكلة دارفور هي مشكلة قبلية وهؤلاء كلهم مسلمون ، ومشكلة إفريقية ، ونحن نستطيع أن نحل هذه المشكلة .. أما التلويح بالتدخل الأجنبي وبالمحاكم الدولية والتلويح بالحلف الأطلسي، هذا يستفز الناس وهذا تخريب .. يعني يريدون أن يحولوا السودان إلى عراق أخرى .
لدينا في الأخير مأساة بلد شقيق من بلدانكم .. وبلداننا كلها تعاني من مأساة وكل واحدة لديها مأساتها .. وقعت مأساة في مدينة بنغازي .. ممرضات بلغاريات وطبيب يقال إنه فلسطيني حقنوا أربعمائة طفل في مستشفى الأطفال في بنغازي بفيروس الإيدز ، منهم 47 طفلا ماتوا حتى الآن والبقية على فراش الموت .. عملنا محكمة ، وأنا نفسي تدخلت وطلبت من جهاز القضاء أنه أرجوكم أن تؤخروا النطق بالحكم حتى تنتهي كل المعاذير .. بلغاريا طلبت الحضور قلنا لها تعالي احضري .. دوليون طلبوا الحضور وافقنا لهم ، ومحامون من الخارج حضروا .. كلهم حضروا في المحكمة ، وحكمت المحكمة بإعدام الطاقم الطبي الذي تسبب في موت 47 طفلا ، والبقية سيموتون .. ماذا حدث ؟.. كل واحد من الغرب يأتي إلي يطلب مني أن أطلق سراح الممرضات البلغاريات .. يعنى عندما أطفالنا يموتون لا يهم .. عبد الباسط المقرحي الذي كل العالم يقول إنه رهينة سياسية يجب أن يطلق سراحه .. قالوا هذا لا ، لأنه قاتل أطفال وقاتل أناس في البانام ، يبقى في السجن المؤبد .. فكيف الذين قتلوا أطفالنا يقولون أطلقوا سراحهم اليوم ؟.. والله يأتي إلى رسميون من الغرب ويقولون نريد أن نرجع بهم الآن وأطلق سراحهم .
قلنا يوم حكمت المحكمة بالإعدام .. بنغازي كلها خرجت في مظاهرات تأييد لهذا الحكم .. قالوا نحن لا يهمنا شعبكم .. طز .. إذن نحن شعوبنا غنم في رأيهم.. ليس لدينا رأي عام.
قالوا نحن رأينا العام لا يتحمل الإعدام ، وأنتم تريدون إعدامهم .. أطلقوا سراحهم بسرعة .. قلنا : والأطفال ؟ .. قالوا والله هذه مأساة إنسانية ، سنعطيكم قليلا من الدواء .. ألا يجعل هذا الأطفال وأهلهم إرهابيين ينضمون غدا إلى بن لادن كلهم ؟
إذا أردنا أن نحارب الإرهاب لابد أن نقف معهم بصراحة ونتكلم بهذا الشكل .
وأنا بودي الأخ الرئيس والأخ الأمين العام للجامعة والاخوة جميعا – ممكن أن يكون مؤتمر الجزائر هذا مؤتمرا تاريخيا – .. وهذه الأفكار تهمنا وتهم العالم ومستقبله وأشياء خطيرة جدا ، بودي أن نبلورها ، ونذهب بالتي هي أحسن ونحاور هؤلاء الناس .. جادلهم بالتي هي أحسن .. هذا ما يقوله القرآن .. يقول تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم .. نأتي إلى كلمة سواء نجادلهم بالتي هي أحسن .. إذا قالوا لا ، ماذا يعني هذا ؟ معناه يجبروننا على أن نكون نحن كلنا / بن لادنيين / .. وهذا الذي لا نريده .. نحن نريد أن نحل المشاكل بالتي هي أحسن ، ونحن في النهاية مستغنون عنهم .. لا نريد لا خيرا ولا شرا .. لا نريد البنك الدولي ، ولا صندوق النقد الدولي ، ولا منظمة التجارة العالمية ، ولا برشلونة ، ولا خمسة زايد خمسة ، ولا المتوسطي ولا الشرق المتوسطي .. نحن في غنى عن هذا ، ونستطيع أن نتخلص منها كلها ونفك ارتباطنا بهم ، فقط يمسكون شرهم وخيرهم عنا ولا نريد أي شيء ، ويتركوننا نعيش بسلام بعاداتنا وتقاليدنا وأدياننا محترمين ، وأن ربنا هو الذي يحاسبنا إن كنا على خطأ أم لا ، وليسوا هم الذين يحاسبوننا .
أرجو الأخ رئيس المؤتمر والاخوة القادة الآخرين والأخ الأمين العام أن تبلور هذه الأفكار وهي قابلة للمراجعة ، ونغربلها جيدا ، ونحدد مجموعة من القادة يتحدثون باسمنا مع هذا العالم مع هؤلاء الناس .. يتحدثون معهم ويقولون لهم الحلال بيّن والحرام بيّن ، وأن الضبابية والظلامية والمغالطة الموجودة الآن والتسفيه الحادث الآن والتطاول والاستكبار لا يخدم السلام العالمي .
والسلام عليكم .
الرياضة والفروسية والعروض
الرياضة إما خاصة كالصلاة يقوم بها الإنسان بنفسه وبمفرده حتى داخل حجرة مغلقة ، وإما عامة تم…